الشيعة ليسوا مسلمين
كتبه: ممدوح إسماعيل المحامى
الشيعة ليسوا من أمة الاسلام
رغم أنف كل مجاملة ونفاق سياسى وحسابات سياسية خاطئة لا تعرف تاريخ وعقيدة الشيعة الحقيقي المخالف لعقيدة المسلمين فى التوحيد والايمان والعقيدة والا لماذا يتسمون بالشيعة؟
بداية فالقرآن يكفر بالعموم كما قال الله عز وجل في سورة النمل عن قوم بلقيس (انها كانت من قوم كافرين) وكذلك على لسان سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام في سورة الممتحنة (قد كان لكم اسوة حسنة في إبراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بك وبدا بيننا وبينكم العداوة والبضغاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده) فمن تسمى بلفظ انطبقت عليه اوصافه كمن يقول انا صليبي فهو كافر يكذب الله عز وجل القائل في سورة النساء (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) وكذلك من كذب الله عز وجل وقال ان امنا السيدة عائشه زانيه وقد براها الله عز وجل في سورة النور (ان الذين جاءوا بالافك عصبة منكم).
واليكم الحقائق التي تثبت ان الشيعة ليسوا منا لانهم ليسوا مسلمين والدلائل من كتبهم المعتبرة لديهم:
1_حيث تعتقد الشيعة بأن الرب هو الإمام الذي يسكن الأرض، كما جاء في كتابهم (مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار) [ صفحة 59] أن علياً – كما يفترون عليه – قال: (أنا رب الأرض الذي يسكن الأرض به
2_تعتقد الشيعة أن الدنيا والآخرة، كلها للإمام يتصرف بها كيف يشاء، وقد عقد إمامهم الكليني في كتابه (الكافي) [1/407-410] باباً بعنوان: (باب أن الأرض كلها للإمام) جاء فيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (أما علمتَ أن الدنيا والآخرة، للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء) انتهى كلامه
3_كما تُسند الشيعة الحوادث الكونية التي لا يتصرف فيها إلا الله تعالى، إلى أئمتهم، فكل ما يجري في هذا الكون من رعدٍ وبرقٍ وغير ذلك، فأمره إلى أئمتهم كما ذكر ذلك إمامهم المجلسي، في كتابه (بحار الأنوار) [27/33]: (عن سماعَة بن مهران قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، فأرعدت السماءُ وأبرقت، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما إنه ما كان من هذا الرعد ومن هذا البرق فإنه من أمر صاحبكم، قلت: من صاحبنا ؟ قال: أمير المؤمنين عليه السلام).
4_تعتقد الشيعة الرافضة بأن أئمتهم يعلمون الغيب حيث أقر هذه العقيدة، شيخهم الكليني، إذ بوب في كتابه الكافي (1/258) باباً بعنوان: (باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم)، وكذلك بوب في كتابه الكافي (1/260) باباً بعنوان: (باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان، وما يكون، وأنه لا يخفى عليهم شيء)
5_ تعتقد الرافضة بنزول الوحى على أئمتهم فقد روى إمامهم الصفار في كتابه (بصائر الدرجات الكبرى)، والذي هو عبارة عن عشرة أجزاء أخباراً كثيرة لا تحصى ولا تعد، في إثبات نزول الوحي على أئمتهم عن طريق الملائكة الكرام ، ففي الباب السادس عشر من الجزء الثامن باب ( في أمير المؤمنين أن الله ناجاه بالطائف وغيرها ونزل بينهما جبريل) ، روى تحته قرابة عشر روايات منها:
كما روى الكليني في كتابه الكافي في الأصول، ج1 ص 261 ط إيران: (عن أبي عبد الله قال: إني اعلم ما في السموات وما في الأرض، وأعلم ما في الجنة والنار، وأعلم ما كان وما يكون).
5_وكذلك تعتقد الشيعة بأن جزءاً من النور الإلهي، قد حلّ بعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، كما نقل ذلك إمامهم الكليني في أصول الكافي [1/440]: ( قال أبو عبد الله: (ثم مسحنا بيمينه فأفضَ نوره فينا) ونقل أيضاً وقال أيضاً: (ولكن الله خلطنا بنفسه).
6_وكذلك يعتقد الشيعة بأن أعمال العباد تُعرض على الأئمة في كل يومٍ وليلةٍ، كما نقل ذلك إمامهم وحجتهم الكليني في الأصول من الكافي [1/219]: (عن الرضا (ع) أن رجلاً قال له: ادع الله لي، ولأهل بيتي، فقال: أولست أفعل؟ والله، إن أعمالكم لتُعرض علي في كل يومٍ وليلةٍ).
7_فتعتقد الشيعة الإمامية بأن أئمتهم الإثنا عشر هم الواسطة بين الله وبين خلقه، حيث قال إمامهم المجلسي في كتابه بحار الأنوار [23/97] عن أئمتهم ما نصه: (فإنهم حُجب الرب، والوسائط بينه وبين الخلق)
8_وكذلك يعتقد الشيعة الإمامية بأن أئمتهم لهم حق التحريم والتحليل والتشريع حيث ذكر إمامهم الكليني في أصول الكافي [1/441] والمجلسي في بحار الأنوار [25/340] ما نصه: (خلق أي الله محمداً وعلياً وفاطمة، فمكثوا الف دهرٍ، ثم خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها، وأجرى طاعتهم عليها، وفوض أمورهم إليها، فهم يحلون ما يشاءون ويحرمون ما يشاءون)
انتهى كلامهم.
9_وتعتقد الشيعة أيضاً أن قبر الحسين بن علي شفاء من كل داء فقد ذكر شيخهم المجلسي قرابةً من ثلاثٍ وثمانين رواية في كتابه بحار الأنوار عن تربة الحسين وفضائلها وأحكامها وآدابها، ومنها قوله: ( قال أبو عبد الله: حنكوا أولادكم بتربة الحسين فإنه أمان) وقال أيضاً: (ثم يقوم ويتعلق بالضريح ويقول: (يا مولاى يابن رسول الله إني آخذ من تربتك بإذنك اللهم فاجعلها شفاء من كل داء، وعزاً من كل ذل، وأمناً من كل خوف، وغنى من كل فقر) انتهى ما جاء في كتاب بحار الأنوار للمجلسي.
10_كذلك تعتقد الشيعة بأن زيارة مشاهد وقبور أئمتهم أعظم من الحج إلى بيت الله العتيق، قال شيخهم وأمامهم الكليني في فروع الكافي صفحة59 مانصه: (إن زيارة قبر الحسين تعدل عشرين حجة، وأفضل من عشرين عمرة وحجة).
11_عقيدة البَداء: البداء، هو أن يظهر الأمر بعد أن كان خافياً، وهذه العقيدة عند الشيعة الإمامية تعني: أن يبدوَ شيء لله عز وجل لم يكن عالماً به! وهي من عقائد اليهود. يقول الكُلَيني في (أصول الكافي) عن زرارة بن أعين: (ما عُبِدَ الله بشيءٍ مثل البداء)! كما يروي عن أبي عبد الله زاعماً أنه قال: (ما تنبّأ نبيّ قطّ حتى يُقرَّ لله بخمس: بالبداء والمشيئة والسجود والعبودية والطاعة)! (أصل الكافي، ج، [ص:146]).
12_ ايمانهم بتحريف القران يورد الكليني روايةً ينسبها إلى (جعفر بن محمد الصادق)، يقول فيها: "عندنا مصحف فاطمة عليها السلام، وما يدريهم ما مصحف فاطمة. مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد"! (الكافي ج1، [ص:239]، طبعة طهران، كتاب الحجّة).
،13_ عقيدتهم بكفر الصحابة يروي الكليني عن جعفر بن محمد الصادق، زاعماً أنه قال: "كان الناس أهلَ رِدّةٍ بعد النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة، فقلت: مَن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذرٍ الغفاري، وسلمان الفارسيّ"! (أصول الكافي، ج3، [ص:85]).
ويقول الخميني عن الصحابِيَّيْن الخليفتَيْن أبي بكرٍ وعمر: "ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين. إنّ مثل هؤلاء الأفراد الجهّال الحمقى والأفاقون والجائرون. غيرُ جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة، وأن يكونوا ضمن أولي الأمر"! (كشف الأسرار، [ص:108]). كما قال عن الخليفة عمر بن الخطاب رضوان الله عليه: "إنّ أعماله نابعة من أعمال الكفر والزندقة، والمخالفات لآياتٍ ورد ذكرها في القرآن الكريم"! (كشف الأسرار، [ص:116]).
13_ عقيدة الشيعة فى السيدة عائشة والسيدة حفصة رضى الله عنهما يقول أحد كبرائهم: «ومما يدل على ظلمها وعصيانها وكفرها، ما ذكره صاحب الصراط المستقيم، وهذا مختصر من كلامه: فصل في أم الشرور، أكثر اعتقاد القوم على رواياتها، وقد خالفت ربها ونبيها في قوله تعالى «وقرن في بيوتكن» ... ».
وقال: «ومما يدل على كفرها وكفر حفصة: أنهما تظاهرها على رسول الله صلى الله عليه وآله، وشبههما الله بامرأة نوح وامرأة لوط، وهما كافرتان».
ما قدمته نبذة مختصرة من عقيدة الرافضة
حكم أئمة الإسلام فى الروافض الشيعة
المجوس الجدد
روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال : سمعت أبا عبدالله يقول ، قال مالك : الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم أو قال : نصيب في الإسلام . السنة للخلال ( 2 / 557 )
قال الإمام الزهري:
(ما رأيت قوماً أشبه بالنصارى من السبئية. قال أحمد بن يونس: هم الرافضة).
قال سفيان بن عيينة:رحمه الله تعالى:
(لا تصلوا خلف الرافضي [يعني الشيعي] ولا خلف الجهمي ولا خلف القدري ولا خلف المرجئي).
وقال ابن عبد القوي:
(كان الإمام أحمد يكفر من تبرأ منهم (أي الصحابة) ومن سب عائشة أم المؤمنين مما برأها الله منه وكان يقرأ (يعظكم الله أن تعودوا لمثلهِ أبداً إن كنتم مؤمنين).
قال الإمام أحمد بن يونس: ( لو أن يهودياً ذبح شاة، وذبح رافضي لأكلت ذبيحة اليهودي، ولم آكل ذبيحة الرافضي، لأنه مرتد عن الإسلام).
قال عبد القاهر البغدادي:
: (وأما أهل الإهواء من الجارودية والهاشمية والجهمية، والإمامية [ يعني الشيعة ] الذين أكفروا خيار الصحابة، فإنا نكفرهم، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا، ولا الصلاة خلفهم).
وقال أيضاً: ( وما رأينا ولا سمعنا، بنوع من الكفر، إلا وجدنا شعبة منه، في مذهب الروافض).
قال ابن حزم الظاهرى : ( وأما قولهم- يعني النصارى- في دعوى الروافض تبديلَ القرآن، فإن الروافض ليسوا من المسلمين، إنما هي فرقة حدث أولهُا، بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة، وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر).
قال القاضى عياض رحمه الله تعالى: (نقطع بتكفير غلاة الروافض، في قولهم إن الأئمة أفضل من الأنبياء).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت، أو زعم أن له تأويلات باطنة تُسقط الأعمال المشروعة، فلا خلاف في كفرهم، ومن زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام، إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً، أو أنهم فسقوا عامتَهم، فهذا لا ريب أيضاً في كفره، بل من يشكُ في كفر مثلُ هذا، فإن كفره متعين).
وقال ابن تيميةرحمهالله: (إنهم شرٌ من عامة أهل الأهواء، وأحق بالقتال من الخوارج، وأيضاً فغالبُ أئمتِهم زنادقة، إنما يظهرون الرفض، لأنه طريق إلى هدم الإسلام، كما فعلته أئمة الملاحدة).
وقال أيضاً: (وفي الجملة: فمن جرّب الرافضة، في كتابهم وخطابهم، علم أنهم من أكذب خلق الله).
وقال أيضاً في مجموع الفتاوى: (فإن الذي ابتدع الرفض، كان يهودياً أظهر الإسلام نفاقاً، ودس إلى الجهال دسائس، يقدح بها في أصل الدين ، ولهذا كان الرفض، أعظم أبوابِ النفاق والزندقة، ولهذا انضمت إلى الرافضة أئمة الزنادقة من الإسماعيلية والنُصيرية، وأنواعِهم من القرامطة والباطنية، والدرزية، وأمثالهم من طوائف الزندقة والنفاق).
وقال أيضاً رحمه الله تعالى في منهاج السنة النبوية ما نصه: (فلينظر كل عاقل، فيما يحدث في زمانه، وما يقرب من زمانه، من الفتن والشرور، والفساد في الإسلام، فإنه يجد معظم ذلك من قِبَل الرافضة، وتجدهَم من أعظم الناس فتناً وشراً
قال الإمام عبد العزيز الدهلوي وهو من محدثي القارة الهندية، بعد أن اطلع على كتب الشيعة الاثنا عشرية ما نصه: (ومن استكشف عقائِدَهم، وما انطووا عليه، علم أن ليس لهم في الإسلام نصيب، وتحقق كفرهم لديه) انتهى كلامه من كتاب مختصر التحفة الاثنا عشرية.
قال الإمام الشوكاني محدث اليمن : (وبهذا يتبين، أن كل رافضي خبيث، يصير كافراً بتكفيره لصحابي واحد، فكيف بمن كفر كل الصحابة، واستثنى أفراداً يسيرة، تَغطِيةً لما هو فيه، من الضلال) انتهى كلامه من كتاب نثر الجوهر على حديث أبي ذر
وجاء في كتاب السنة للإمام أحمد قوله عن الرافضة: ( هم الذين يتبرأون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهم ويكفرون الأئمة إلا أربعة : علي وعمار والمقداد وسلمان وليست الرافضة من الإسلام في شيء )
- السنة للإمام أحمد ص 82 .
وقال السمعاني -رحمه الله- : " و داجتمعت الأمة على تكفير الإمامية، لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم " - الأنساب 6 / 3
وروى ابن بطة بسنده عنه أنه قال: (الرافضة لا تنكح نساؤهم، ولا تؤكل ذبائحهم، لأنهم أهل ردة).
- الإبانة الصغرى ص161.
وقال الحسن بن علي بن خلف البربهاري-رحمه الله-(329هـ): « واعلم أن الأهواء كلها ردية، تدعوا إلى السيف، وأردؤها وأكفرها الرافضة، والمعتزلة، والجهمية، فإنهم يريدون الناس على التعطيل والزندقة ».
- كتاب شرح السنة ص54.
ويقول شيخ الإسلام : « والرافضة تحب التتار ودولتهم؛ لأنه يحصل لهم بها من العز مالا يحصل بدولة المسلمين، والرافضة هم معاونون للمشركين واليهود والنصارى على قتال المسلمين، وهم كانوا من أعظم الأسباب في دخول التتار قبل إسلامهم إلى أرض المشرق بخراسان والعراق والشام، وكانوا من أعظم الناس معاونة لهم على أخذهم لبلاد الإسلام وقتل المسلمين وسبي حريمهم، وقضية ابن العلقمي وأمثاله مع الخليفة، وقضيتهم في حلب مع صاحب حلب مشهورة يعرفها عموم النـــاس ».
- مجموع الفتاوى28/527-528.
-فى رسالة في الرد على الرافضة للشيخ محمد بن عبدالوهاب.
فالخلاصة أنّ الرافضة كفار كفرهم أصلي، وأنهم لم يدخلوا في الإسلام أصلاً؛ لأن الشهادتين عندهم لهما معنى غير ما في الإسلام، والقرآن لم يؤمنوا به، والدين الذي أوصله لنا الصحابة لا يرونه إلا كفراً وضلالاً، وحكم عوامهم كحكم عوام اليهود والنصارى، ولا فرق، وظاهر حالهم ، وعقائدهم المنحرفة ، وضلالاتهم، مما يتوافق مع هذا القول.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : "وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنّ الصحابة ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً، أو أنهم فسقوا عامتهم : فهذا لا ريب أيضاً في كفره ؛ لأنه كذب لما نصه القرآن في غير موضع : من الرضى عنهم ، والثناء عليهم ، بل من يشك في كفر مثل هذا : فإن كفره متعين ؛ فإن مضمون هذه المقالة : أن نقلة الكتاب والسنَّة كفَّار ، أو فساق ، وأن هذه الآية التي هي ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) آل عمران/ 110 ، وخيرها هو القرن الأول : كان عامتهم كفاراً أو فساقاً ، ومضمونها : أن هذه الأمة شرُّ الأمم ، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارهم ، وكفر هذا مما يعلم باضطرار من دين الإسلام .
" الصارم المسلول على شاتم الرسول " ( 1 / 590 )
الواقع الآن فيه فتنة وهرج واستيلاء الجهلة وضعاف النفوس ممن ينتسبون للاسلاميين خاصة من الاخوان على منصات الإعلام وترويجهم بالكذب ان السنة والشيعة لا خلاف عقدى بينهما وإنما ه خلاف مذهبى زاد من الفتنة عند المسلمين وزادت فتنة تلك الكذبة الكبيرة بما يحدث من خيانة للحكام العرب لغزة
فهذا بيانى للناس
اللهم بلغت اللهم فاشهد
غفلة الامة
غفلة الأمة
أسس كمال اتاتورك الجمهورية التركية العلمانية بعد مساعدة الصليبيين في إسقاط دولة الخلافة الإسلامية العثمانية..
تنازل عن أملاك دولة الخلافة فى ثلاث قارات في إتفاقية سميت بإسم معاهدة لوزان عام 1923.. وتستمر مائة عام !!
تم إبرام المعاهدة مع الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، والذين كانوا ﻻ يزالون يحتلون أجزاء كبيرة من تركيا.
بريطانيا هي التي وضعت هذه الشروط الخطيرة والمجحفة للسيطرة على العالم الإسلامي حتى 100 عام قادمة من تاريخ التوقيع عليها عام 1923..
ومنها:
1 - إلغاء الخلافة العثمانية - ونفي السلطان وأسرته خارج تركيا.
2 - مصادرة جميع أموال الخلافة والسلطان.
3 - إعلان علمانية الدولة.
4 - منع تركيا من التنقيب عن البترول على أراضيها ويمكنها إستيراد البترول فقط.
5 - إعتبار مضيق البوسفور ممر مائي دولي ولا يحق لتركيا تحصيل أي رسوم من السفن المارة فيه ( خليج البوسفور الرابط بين البحر الأسود وبحر مرمرة ومن ثم إلى البحر المتوسط ) ، يعنى ممر مائي في غاية الأهمية مثل قناة السويس
سينتهي العمل بهذه المعاهدة عام 2023 ويكون قد مر عليها مائة عام.
وهنا لاحظ تصريحات أردوغان المتتالية بأنه بحلول 2023 ستنتهي تركيا القديمة ولن يكون منها شيء، وستسرع تركيا في التنقيب عن النفط، وحفر قناة مائية جديدة تربط بين البحرين الأسود ومرمرة تمهيدا للبدء في تحصيل الرسوم من السفن المارة.
ومن هنا يمكنك فهم بعض أوجه الحرب الدائرة بين تركيا والغرب بضراوة شديدة..
من الظلمِ البين أن نحكم على الدولة العثمانية من خلال مظاهر الظلم التي طغت في آواخر عهدها ، وحصراً في آخر خمسين سنةٍ من عمر الدولة التي حكمت 800 سنه ، وذلك بعد أن تكالب عليها العالم بأجمعه بمعاونة خونه العرب والأتراك ، وتسرب اليهود إلى مفاصلها ، وسمِّيت ب ( رجل أوروبا المريض ) فلم تعد قادرة على إدارة البلاد وبدأت عُراها بالتفكك واحدةً تلو الأخرى حتى سقطت جميعها ،
والسؤال هنا :
- أليس ظلماً أن نختزل 800 عام من الجهاد ورفع راية الإسلام في آخر 50 عاماً فقط من عمرها؟
- أليس ظلما أن نتجاهل اكثر من 100 مليون مسلم دخلوا الإسلام بسببها؟
- أليس من الغريب أن يجهل مثقفونا أن الدولة العثمانية هي التي أنقذت المسلمين في الأندلس ( إسبانيا ) من محاكم التفتيش ، بل واليهود أيضاً ، وذلك عبر معارك بحرية طاحنه بقيادة البطلين المسلمين ، الأخوين بربروسا ضد الإسبان والبرتغاليين ؟
- أليس من التجهيل والتعتيم ،ألا يعرف شبابنا شيئا عن معركة ( نيكوبوليس ) ، التي أشبه ما تكون بحرب عالمية حيث اجتمعت روسيا وبريطانيا العظمى وفرنسا والمانيا وايطاليا وبلجيكا واسكتلندا والكسمبرغ وبولندا وبلغاريا بأمر من البابا ( بونيفاس التاسع ) للقضاء على الدولة العثمانية وكانت النتيجة _ كالعادة _ هزيمة ساحقة لأوروبا وروسيا وانتصاراً باهرا للعثمانيين بقيادة ( با يزيد الأول ) فاتسعت رقعة الدولة الاسلامية من الفرات شرقا ، إلى الدانوب غرب أوروبا ؟
وقد يسأل سائل : أين كانت امريكا وما موقفها من تلك الحرب ؟
والجواب يا صديقي : أن أمريكا كانت خاضعة للدولة العثمانية وتدفع الجزية للجزائر إحدى ولايات دولة الخلافة الإسلامية العثمانية..
وأهمس في أذنك وأقول لك : لعل هذه الهدنه تفسر لك لغز الإرهاب الفرنسي بالجزائر حيث قتل الفرنسيون ما يزيد عن المليون ونصف المليون شهيداً جزائرياً ؟
- أليس من سوء الأدب أن ننتقد الدولة التي تصدت بمفردها لأكثر من 25 حملة صليبية على العالم الإسلامي وكانت هي المنتصرة دائما ؟!
- أليس ظلما أن يجعلونا نسب الدولة الذي دفع آخر سلاطينها ( السلطان عبد الحميد ) عرشه ثمنا للتمسك بفلسطين والمسجد الأقصى وعدم تسليمها لليهود؟!
- أليس من الخيبة ألاّيعرف شبابنا شيئا عن ( سليمان القانوني ) ، الذي ضُربت لوفاته أجراس الكنائس في اوروبا ، وأقيم قداس شكر ثلاثة ايام بأمر من البابا شخصيا ، وهو قائد معركة موهاكوس التي تكلمنا عنها في منشورحريم السلطان ؟
وكذلك ( بايزيد الأول ) قائد معركة ( نيكو بوليس ) الخالدة ، الذي أوقف العالم كله على أمشاط قدميه ينتظر نتيجة المعركة ، فكان ماكان ، وكذلك ( سليم الاول ) قائد معركة جالديران ، التي قضى فيها على المد الصفوي ،
وكذلك ( السلطان عبد الحميد ) صاحب فلسطين ، الذي قال لليهود : "فلسطين ليست ملكا للسلطان عبد الحميد ، بل لجميع المسلمين ، فاجمعوا لي تواقيع المسلمين أنهم قد تنازلوا عن فلسطين لأتنازل عنها أنا "
وكذلك محمد بن مراد المسمى ب ( محمد الفاتح ) لانه فتح القسطنطينية ، التي طمع بفتحها كل قادة المسلمين العظماء من عهد بني أمية ، وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم بشّر بفاتحها وأثنى عليه ،
فقد روى الإمام أحمد في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" لتُفتحَنّ القسطنطينية، فلنِعمَ الأميرُ أميرُها، ولنِعمَ الجيشُ ذلكَ الجَيش."
وقد حصل الفتح بقيادة الأمير السلطان محمد الفاتح رحمه الله في 29 مارس عام 1453م. وهو ابن إحدى وعشرين سنة ؟
- أليس من الغفلة العظيمة لنا أن تبقى بطولات هؤلاء العمالقة حبيسة الأدراج و المكتبات ،
ولا يعرف شبابنا عنهم شيئا..
في الوقت الذي يحفظون عن ظهر قلب لاعبي الكرة والفنانين والتافهين ؟
- وأخيراً ، أليس ظلما أنّ المناهج العربيه والإسلامية لا تذكر بايزيد أو سليم الاول أو السلطان عبد الحميد أو سليمان القانوني؟
المراجع :
- تاريخ الدولة العثمانية ، لمحمد فريد .
- العهد العثماني ، لمحمود شاكر.
- تاريخ الدولة العثمانية ، يلماز أوزثونيا .
ما قرأته الآن هو ملخص الملخص ل( 500 )عام من عمر التاريخ .
أسس كمال اتاتورك الجمهورية التركية العلمانية بعد مساعدة الصليبيين في إسقاط دولة الخلافة الإسلامية العثمانية..
تنازل عن أملاك دولة الخلافة فى ثلاث قارات في إتفاقية سميت بإسم معاهدة لوزان عام 1923.. وتستمر مائة عام !!
تم إبرام المعاهدة مع الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، والذين كانوا ﻻ يزالون يحتلون أجزاء كبيرة من تركيا.
بريطانيا هي التي وضعت هذه الشروط الخطيرة والمجحفة للسيطرة على العالم الإسلامي حتى 100 عام قادمة من تاريخ التوقيع عليها عام 1923..
ومنها:
1 - إلغاء الخلافة العثمانية - ونفي السلطان وأسرته خارج تركيا.
2 - مصادرة جميع أموال الخلافة والسلطان.
3 - إعلان علمانية الدولة.
4 - منع تركيا من التنقيب عن البترول على أراضيها ويمكنها إستيراد البترول فقط.
5 - إعتبار مضيق البوسفور ممر مائي دولي ولا يحق لتركيا تحصيل أي رسوم من السفن المارة فيه ( خليج البوسفور الرابط بين البحر الأسود وبحر مرمرة ومن ثم إلى البحر المتوسط ) ، يعنى ممر مائي في غاية الأهمية مثل قناة السويس
سينتهي العمل بهذه المعاهدة عام 2023 ويكون قد مر عليها مائة عام.
وهنا لاحظ تصريحات أردوغان المتتالية بأنه بحلول 2023 ستنتهي تركيا القديمة ولن يكون منها شيء، وستسرع تركيا في التنقيب عن النفط، وحفر قناة مائية جديدة تربط بين البحرين الأسود ومرمرة تمهيدا للبدء في تحصيل الرسوم من السفن المارة.
ومن هنا يمكنك فهم بعض أوجه الحرب الدائرة بين تركيا والغرب بضراوة شديدة..
من الظلمِ البين أن نحكم على الدولة العثمانية من خلال مظاهر الظلم التي طغت في آواخر عهدها ، وحصراً في آخر خمسين سنةٍ من عمر الدولة التي حكمت 800 سنه ، وذلك بعد أن تكالب عليها العالم بأجمعه بمعاونة خونه العرب والأتراك ، وتسرب اليهود إلى مفاصلها ، وسمِّيت ب ( رجل أوروبا المريض ) فلم تعد قادرة على إدارة البلاد وبدأت عُراها بالتفكك واحدةً تلو الأخرى حتى سقطت جميعها ،
والسؤال هنا :
- أليس ظلماً أن نختزل 800 عام من الجهاد ورفع راية الإسلام في آخر 50 عاماً فقط من عمرها؟
- أليس ظلما أن نتجاهل اكثر من 100 مليون مسلم دخلوا الإسلام بسببها؟
- أليس من الغريب أن يجهل مثقفونا أن الدولة العثمانية هي التي أنقذت المسلمين في الأندلس ( إسبانيا ) من محاكم التفتيش ، بل واليهود أيضاً ، وذلك عبر معارك بحرية طاحنه بقيادة البطلين المسلمين ، الأخوين بربروسا ضد الإسبان والبرتغاليين ؟
- أليس من التجهيل والتعتيم ،ألا يعرف شبابنا شيئا عن معركة ( نيكوبوليس ) ، التي أشبه ما تكون بحرب عالمية حيث اجتمعت روسيا وبريطانيا العظمى وفرنسا والمانيا وايطاليا وبلجيكا واسكتلندا والكسمبرغ وبولندا وبلغاريا بأمر من البابا ( بونيفاس التاسع ) للقضاء على الدولة العثمانية وكانت النتيجة _ كالعادة _ هزيمة ساحقة لأوروبا وروسيا وانتصاراً باهرا للعثمانيين بقيادة ( با يزيد الأول ) فاتسعت رقعة الدولة الاسلامية من الفرات شرقا ، إلى الدانوب غرب أوروبا ؟
وقد يسأل سائل : أين كانت امريكا وما موقفها من تلك الحرب ؟
والجواب يا صديقي : أن أمريكا كانت خاضعة للدولة العثمانية وتدفع الجزية للجزائر إحدى ولايات دولة الخلافة الإسلامية العثمانية..
وأهمس في أذنك وأقول لك : لعل هذه الهدنه تفسر لك لغز الإرهاب الفرنسي بالجزائر حيث قتل الفرنسيون ما يزيد عن المليون ونصف المليون شهيداً جزائرياً ؟
- أليس من سوء الأدب أن ننتقد الدولة التي تصدت بمفردها لأكثر من 25 حملة صليبية على العالم الإسلامي وكانت هي المنتصرة دائما ؟!
- أليس ظلما أن يجعلونا نسب الدولة الذي دفع آخر سلاطينها ( السلطان عبد الحميد ) عرشه ثمنا للتمسك بفلسطين والمسجد الأقصى وعدم تسليمها لليهود؟!
- أليس من الخيبة ألاّيعرف شبابنا شيئا عن ( سليمان القانوني ) ، الذي ضُربت لوفاته أجراس الكنائس في اوروبا ، وأقيم قداس شكر ثلاثة ايام بأمر من البابا شخصيا ، وهو قائد معركة موهاكوس التي تكلمنا عنها في منشورحريم السلطان ؟
وكذلك ( بايزيد الأول ) قائد معركة ( نيكو بوليس ) الخالدة ، الذي أوقف العالم كله على أمشاط قدميه ينتظر نتيجة المعركة ، فكان ماكان ، وكذلك ( سليم الاول ) قائد معركة جالديران ، التي قضى فيها على المد الصفوي ،
وكذلك ( السلطان عبد الحميد ) صاحب فلسطين ، الذي قال لليهود : "فلسطين ليست ملكا للسلطان عبد الحميد ، بل لجميع المسلمين ، فاجمعوا لي تواقيع المسلمين أنهم قد تنازلوا عن فلسطين لأتنازل عنها أنا "
وكذلك محمد بن مراد المسمى ب ( محمد الفاتح ) لانه فتح القسطنطينية ، التي طمع بفتحها كل قادة المسلمين العظماء من عهد بني أمية ، وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم بشّر بفاتحها وأثنى عليه ،
فقد روى الإمام أحمد في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" لتُفتحَنّ القسطنطينية، فلنِعمَ الأميرُ أميرُها، ولنِعمَ الجيشُ ذلكَ الجَيش."
وقد حصل الفتح بقيادة الأمير السلطان محمد الفاتح رحمه الله في 29 مارس عام 1453م. وهو ابن إحدى وعشرين سنة ؟
- أليس من الغفلة العظيمة لنا أن تبقى بطولات هؤلاء العمالقة حبيسة الأدراج و المكتبات ،
ولا يعرف شبابنا عنهم شيئا..
في الوقت الذي يحفظون عن ظهر قلب لاعبي الكرة والفنانين والتافهين ؟
- وأخيراً ، أليس ظلما أنّ المناهج العربيه والإسلامية لا تذكر بايزيد أو سليم الاول أو السلطان عبد الحميد أو سليمان القانوني؟
المراجع :
- تاريخ الدولة العثمانية ، لمحمد فريد .
- العهد العثماني ، لمحمود شاكر.
- تاريخ الدولة العثمانية ، يلماز أوزثونيا .
ما قرأته الآن هو ملخص الملخص ل( 500 )عام من عمر التاريخ .
بيان مختصر عن الرحلة التي قام بها عدد من العلماء الى افغانستان..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فقد قام وفد من علماء المسلمين يمثل أقطاراً شتى وجهات علمائية متعددة بزيارة مباركة إلى الإمارة الإسلامية بأفغانستان، في الفترة من 12/6/1444 إلى 18/6/1444ه وذلك بهدف نقل تهنئة مَن وراءهم من المسلمين لإخوانهم في الإمارة بالنصر العظيم الذي تحقق – بفضل الله عز وجل ثم بجهادهم وثباتهم – على جيوش الكفر والاستبداد، وللاطلاع على أحوال المسلمين في أفغانستان ونقل ما يرون وما يسمعون لإخوانهم.
هذا وقد لقي الوفد استقبالاً طيباً وحفاوة بالغة، تمثل في لقائه بقيادات رفيعة في الإمارة الإسلامية فيهم نائب رئيس الوزراء للشئون الإدارية المولوي عبد السلام حنفي ونائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية الملا برادر، ووزراء الخارجية والداخلية والمهاجرين والشهداء والمعلولين، وكذلك وزراء الإعلام والشباب والتعليم العالي والتعليم العام، إضافة إلى بعض القيادات الشرعية كرئيس أكاديمية العلوم، وكذلك جنود الإمارة وشبابها.
وخلاصة تلك اللقاءات نجملها في نقاط هي:
أولاً: أكد العلماء أن انتصار الإخوة في أفغانستان يمثل انتصاراً للمسلمين جميعاً، وأن المجاهدين الأفغان – جزاهم الله خيرا – قد زرعوا في قلوب الناس أملاً، وضربوا لهم أروع الأمثلة في الفداء والتضحية والبسالة والصبر، ثم حققوا نصراً ثانياً بتساميهم على الجراح وإعلان العفو العام بغية أن يجنبوا البلاد والعباد مخاطر حرب أهلية فأحيوا بهذا سنة نبوية كريمة حين قال صلى الله عليه وسلم لأهل مكة (اذهبوا فأنتم الطلقاء).
ثانياً: هذا النصر العظيم الذي تحقق لا بد من المحافظة عليه بوحدة الصف وتوحيد الكلمة والثبات على الحق والحذر من مكايد الأعداء، مع السعي الدؤوب لتحقيق العيش الكريم للشعب المسلم في أفغانستان بمختلف فئاته وطوائفه.
ثالثاً: أكد قادة الإمارة وعلماؤها حرصهم على التواصل مع علماء الأمة، واستقبال وفودهم، وأنهم بالناصحين مرحبون، وأنهم يرجون من علماء الأمة تأييدهم في الحق ومناصحتهم فيما يرونه مخالفاً للحق.
رابعاً: أكد قادة الإمارة التزامهم بتعليم كافة فئات المجتمع الأفغاني ذكوراً وإناثاً، إذ لا يتصور من دولة يقودها العلماء أن تمنع التعليم، لكن ثمة إشكالات لوجستية ينبغي وضع حلول لها من أجل أن يكون الوضع موافقاً للأحكام الشرعية، وقد شكلوا لجنة من عدة وزارات بغرض إيجاد الحلول وضربوا لها أمداً معلوما.
خامساً: مما نشكر الله عليه ما رأيناه من أمن وأمان واستقرار، حيث صارت للبلاد حكومة مركزية واحدة لأول مرة منذ ثلاث وأربعين سنة، وكذلك ما قامت به الإمارة من منع لزراعة المخدرات والاتجار فيها، ومحاربة التنظيمات الغالية وعلى رأسها (داعش).
سادساً: هذه الإمارة المباركة تتعرض لحصار لئيم من رؤوس الكفر وأذنابهم؛ بعدما استولت أمريكا على تسعة مليارات من الدولارات من أموال هذه البلاد، وفي الوقت نفسه يعاني فئات من الشعب من جراء الحرب الظالمة التي استمرت لأربعة عقود؛ فيوجد من الأيتام نصف مليون يتيم، ومن الأرامل ثمانون ألفاً، ومن المعوقين مائة وخمسة وخمسين ألفا، أما المهاجرون فيبلغ عددهم نحواً من عشرة ملايين.
سابعاً: ندعو الدول الإسلامية للحرص على التواصل مع الإمارة والاعتراف بنظمها، وبسط اليد لها؛ تعاوناً على البر والتقوى.
ثامناً: كما ندعو أهل السعة من المسلمين إلى إغاثة إخوانهم في الإمارة، وألا يتركوهم فريسة للمنظمات الأجنبية التي تستهدف دينهم وتساومهم على معتقدهم، وندعو رجال الأعمال للمجيء إلى هذه البلاد والاستثمار فيها، كما ندعو الخبراء في المجالات كافة إلى زيارة هذه البلاد لمساعدتهم في النهوض بها وإنجاح تجربتهم في إقامة حكم راشد بإذن ربنا.
الموقعون على البيان:
الشيخ الدكتور محمد الصغير – الأمين العام للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم
الشيخ سامي الساعدي – عضو الأمانة العامة لرابطة علماء المغرب العربي
الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم – الأمين العام لرابطة علماء المسلمين
الشيخ الدكتور نواف التكروري – رئيس هيئة علماء فلسطين
الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف – عميد أكاديمية أنصار النبي صلى الله عليه وسلم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فقد قام وفد من علماء المسلمين يمثل أقطاراً شتى وجهات علمائية متعددة بزيارة مباركة إلى الإمارة الإسلامية بأفغانستان، في الفترة من 12/6/1444 إلى 18/6/1444ه وذلك بهدف نقل تهنئة مَن وراءهم من المسلمين لإخوانهم في الإمارة بالنصر العظيم الذي تحقق – بفضل الله عز وجل ثم بجهادهم وثباتهم – على جيوش الكفر والاستبداد، وللاطلاع على أحوال المسلمين في أفغانستان ونقل ما يرون وما يسمعون لإخوانهم.
هذا وقد لقي الوفد استقبالاً طيباً وحفاوة بالغة، تمثل في لقائه بقيادات رفيعة في الإمارة الإسلامية فيهم نائب رئيس الوزراء للشئون الإدارية المولوي عبد السلام حنفي ونائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية الملا برادر، ووزراء الخارجية والداخلية والمهاجرين والشهداء والمعلولين، وكذلك وزراء الإعلام والشباب والتعليم العالي والتعليم العام، إضافة إلى بعض القيادات الشرعية كرئيس أكاديمية العلوم، وكذلك جنود الإمارة وشبابها.
وخلاصة تلك اللقاءات نجملها في نقاط هي:
أولاً: أكد العلماء أن انتصار الإخوة في أفغانستان يمثل انتصاراً للمسلمين جميعاً، وأن المجاهدين الأفغان – جزاهم الله خيرا – قد زرعوا في قلوب الناس أملاً، وضربوا لهم أروع الأمثلة في الفداء والتضحية والبسالة والصبر، ثم حققوا نصراً ثانياً بتساميهم على الجراح وإعلان العفو العام بغية أن يجنبوا البلاد والعباد مخاطر حرب أهلية فأحيوا بهذا سنة نبوية كريمة حين قال صلى الله عليه وسلم لأهل مكة (اذهبوا فأنتم الطلقاء).
ثانياً: هذا النصر العظيم الذي تحقق لا بد من المحافظة عليه بوحدة الصف وتوحيد الكلمة والثبات على الحق والحذر من مكايد الأعداء، مع السعي الدؤوب لتحقيق العيش الكريم للشعب المسلم في أفغانستان بمختلف فئاته وطوائفه.
ثالثاً: أكد قادة الإمارة وعلماؤها حرصهم على التواصل مع علماء الأمة، واستقبال وفودهم، وأنهم بالناصحين مرحبون، وأنهم يرجون من علماء الأمة تأييدهم في الحق ومناصحتهم فيما يرونه مخالفاً للحق.
رابعاً: أكد قادة الإمارة التزامهم بتعليم كافة فئات المجتمع الأفغاني ذكوراً وإناثاً، إذ لا يتصور من دولة يقودها العلماء أن تمنع التعليم، لكن ثمة إشكالات لوجستية ينبغي وضع حلول لها من أجل أن يكون الوضع موافقاً للأحكام الشرعية، وقد شكلوا لجنة من عدة وزارات بغرض إيجاد الحلول وضربوا لها أمداً معلوما.
خامساً: مما نشكر الله عليه ما رأيناه من أمن وأمان واستقرار، حيث صارت للبلاد حكومة مركزية واحدة لأول مرة منذ ثلاث وأربعين سنة، وكذلك ما قامت به الإمارة من منع لزراعة المخدرات والاتجار فيها، ومحاربة التنظيمات الغالية وعلى رأسها (داعش).
سادساً: هذه الإمارة المباركة تتعرض لحصار لئيم من رؤوس الكفر وأذنابهم؛ بعدما استولت أمريكا على تسعة مليارات من الدولارات من أموال هذه البلاد، وفي الوقت نفسه يعاني فئات من الشعب من جراء الحرب الظالمة التي استمرت لأربعة عقود؛ فيوجد من الأيتام نصف مليون يتيم، ومن الأرامل ثمانون ألفاً، ومن المعوقين مائة وخمسة وخمسين ألفا، أما المهاجرون فيبلغ عددهم نحواً من عشرة ملايين.
سابعاً: ندعو الدول الإسلامية للحرص على التواصل مع الإمارة والاعتراف بنظمها، وبسط اليد لها؛ تعاوناً على البر والتقوى.
ثامناً: كما ندعو أهل السعة من المسلمين إلى إغاثة إخوانهم في الإمارة، وألا يتركوهم فريسة للمنظمات الأجنبية التي تستهدف دينهم وتساومهم على معتقدهم، وندعو رجال الأعمال للمجيء إلى هذه البلاد والاستثمار فيها، كما ندعو الخبراء في المجالات كافة إلى زيارة هذه البلاد لمساعدتهم في النهوض بها وإنجاح تجربتهم في إقامة حكم راشد بإذن ربنا.
الموقعون على البيان:
الشيخ الدكتور محمد الصغير – الأمين العام للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم
الشيخ سامي الساعدي – عضو الأمانة العامة لرابطة علماء المغرب العربي
الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم – الأمين العام لرابطة علماء المسلمين
الشيخ الدكتور نواف التكروري – رئيس هيئة علماء فلسطين
الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف – عميد أكاديمية أنصار النبي صلى الله عليه وسلم
هل يجوز تهنئة النصارى بأعياد الميلاد ورأس السنة وحضور كنائسهم؟
الدكتور: هاني السباعي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أقول وبالله التوفيق إن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
أما موضوع تهنئتهم للنصارى بأعيادهم والتهنئة برأس السنة؛ لقد تكلم في هذا الموضوع الأئمة الأعلام من السلف والخلف ومن المعاصرين، فأقوالهم مسطورة في مظانها لمن شاء المزيد.. أختار منها باختصار:
أولاً بالنسبة لتصرفات قادة لبعض الجماعات الإسلامية بتهنئة النصارى بأعيادهم ورأٍس السنة، وحضور كنائسهم؛ فهذا ليس بجديد منذ أن ظهرت هذه الجماعات في وقتنا المعاصر!.وعلى أية حال لن أخوض في الحديث عن السبب في هذا التآكل العقدي لدى هذه الجماعات فليس هذا موضوعه.
ثانياً: قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مج 25 ص 329 من الفتاوى:
"لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء , مما يختص بأعيادهم، لا من طعام، ولا لباس ولا اغتسال، ولا إيقاد نيران، ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة وغير ذلك، ولا يحل فعل وليمة، ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد، ولا إظهار زينة وبالجملة ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام لا يخصه المسلمون بشيء من خصائصهم"أهـ.
ثالثاً: قد فصل العلامة ابن القيم رحمه الله وأفاض وأجاد في كتابه أحكام أهل الذمة: "وكما أنه لا يجوز لهم إظهاره فلا يجوز للمسلمين ممالأتهم عليه، ولا مساعدتهم ولا الحضور معهم باتفاق أهل العلم الذين هم أهله. وقد صرح به الفقهاء من أتباع الأئمة الأربعة في كتبتهم. فقال أبوالقاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الفقيه الشافعي؛ ولا يجوز للمسلمين ان يحضروا أعيادهم لأنهم على منكر وزور، وإذا خالط أهل المعروف أهل المنكر بغير الإنكار عليهم كانوا كالراضين به المؤثرين له، فنخشى من نزول سخط الله على جماعتهم، فيعم الجميع، فنعوذ بالله من سخطه) أهـ أحكام أهل الذمة ـ دار الكتب العلمية بيروت ـ ط1 لسنة 1415هـ ـ ج2 ص156.
رابعاً: وقال في موضع آخر: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به: فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم، وصومهم، فيقول عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر: فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام، ونحوه وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه)اهـ ابن القيم: أحكام أهل الذمة ـ المرجع السابق ـ ج1 ص162.
صفوة القول
بالنسبة لتهنئة غير المسلمين في الأمور المشتركة كالزواج والولادة ونجاح الأولاد في الامتحانات وما شابه ذلك؛ فمن الفقهاء من أجازه، ومنهم من منعه، وأنا أميل للرأي القائل بالجواز مع التقيد بألفاظ معينة.
وأما بالنسة لتهنئة غير المسلمين بشعائرهم الدينية أقول: لا يجوز شرعاً تهنئة غير المسلمين بأعيادهم؛ فإنه معاونة على إثمهم وباطلهم، قال تعالى (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائدة آية 2. كما أنه لا يجوز حضور الاحتفال أو ما يسمى (بالقداس) في كنائسهم؛ فإنه من شهادة الزور قال تعالى (والذين لا يشهدون الزور) الفرقان آية 72. فالزور كما قال بعض السلف هو الشرك والزور تعظيمهم لشركهم وكفرهم.
وعلى أية حال فالعيد شعيرة دينية؛ (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) الحج آية 32. وقد أكرمنا الله تعالى نحن أهل الإسلام بعيدين: الفطر والأضحى. ومن ثم لا يجوز الاحتفال أو التهنئة بأعياد النصارى وغيرهم. ثم ماذا عسانا أن نقول بعد أقوال هؤلاء الأئمة الأعلام إلا الاسترجاع والحوقلة على أقوال وأفعال قيادات تلكم الجماعات المنسحقة تحت قهر الواقع؛ تلكم الجماعات ـ ويا للحسرة ـ تلبس على عوام المسلمين دينهم.
------------------
د. هاني السباعي
24 ربيع الثاني 1440هـ الموافق 31 ديسمبر 2018
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أقول وبالله التوفيق إن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
أما موضوع تهنئتهم للنصارى بأعيادهم والتهنئة برأس السنة؛ لقد تكلم في هذا الموضوع الأئمة الأعلام من السلف والخلف ومن المعاصرين، فأقوالهم مسطورة في مظانها لمن شاء المزيد.. أختار منها باختصار:
أولاً بالنسبة لتصرفات قادة لبعض الجماعات الإسلامية بتهنئة النصارى بأعيادهم ورأٍس السنة، وحضور كنائسهم؛ فهذا ليس بجديد منذ أن ظهرت هذه الجماعات في وقتنا المعاصر!.وعلى أية حال لن أخوض في الحديث عن السبب في هذا التآكل العقدي لدى هذه الجماعات فليس هذا موضوعه.
ثانياً: قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مج 25 ص 329 من الفتاوى:
"لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء , مما يختص بأعيادهم، لا من طعام، ولا لباس ولا اغتسال، ولا إيقاد نيران، ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة وغير ذلك، ولا يحل فعل وليمة، ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد، ولا إظهار زينة وبالجملة ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام لا يخصه المسلمون بشيء من خصائصهم"أهـ.
ثالثاً: قد فصل العلامة ابن القيم رحمه الله وأفاض وأجاد في كتابه أحكام أهل الذمة: "وكما أنه لا يجوز لهم إظهاره فلا يجوز للمسلمين ممالأتهم عليه، ولا مساعدتهم ولا الحضور معهم باتفاق أهل العلم الذين هم أهله. وقد صرح به الفقهاء من أتباع الأئمة الأربعة في كتبتهم. فقال أبوالقاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الفقيه الشافعي؛ ولا يجوز للمسلمين ان يحضروا أعيادهم لأنهم على منكر وزور، وإذا خالط أهل المعروف أهل المنكر بغير الإنكار عليهم كانوا كالراضين به المؤثرين له، فنخشى من نزول سخط الله على جماعتهم، فيعم الجميع، فنعوذ بالله من سخطه) أهـ أحكام أهل الذمة ـ دار الكتب العلمية بيروت ـ ط1 لسنة 1415هـ ـ ج2 ص156.
رابعاً: وقال في موضع آخر: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به: فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم، وصومهم، فيقول عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر: فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام، ونحوه وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه)اهـ ابن القيم: أحكام أهل الذمة ـ المرجع السابق ـ ج1 ص162.
صفوة القول
بالنسبة لتهنئة غير المسلمين في الأمور المشتركة كالزواج والولادة ونجاح الأولاد في الامتحانات وما شابه ذلك؛ فمن الفقهاء من أجازه، ومنهم من منعه، وأنا أميل للرأي القائل بالجواز مع التقيد بألفاظ معينة.
وأما بالنسة لتهنئة غير المسلمين بشعائرهم الدينية أقول: لا يجوز شرعاً تهنئة غير المسلمين بأعيادهم؛ فإنه معاونة على إثمهم وباطلهم، قال تعالى (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائدة آية 2. كما أنه لا يجوز حضور الاحتفال أو ما يسمى (بالقداس) في كنائسهم؛ فإنه من شهادة الزور قال تعالى (والذين لا يشهدون الزور) الفرقان آية 72. فالزور كما قال بعض السلف هو الشرك والزور تعظيمهم لشركهم وكفرهم.
وعلى أية حال فالعيد شعيرة دينية؛ (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) الحج آية 32. وقد أكرمنا الله تعالى نحن أهل الإسلام بعيدين: الفطر والأضحى. ومن ثم لا يجوز الاحتفال أو التهنئة بأعياد النصارى وغيرهم. ثم ماذا عسانا أن نقول بعد أقوال هؤلاء الأئمة الأعلام إلا الاسترجاع والحوقلة على أقوال وأفعال قيادات تلكم الجماعات المنسحقة تحت قهر الواقع؛ تلكم الجماعات ـ ويا للحسرة ـ تلبس على عوام المسلمين دينهم.
------------------
د. هاني السباعي
24 ربيع الثاني 1440هـ الموافق 31 ديسمبر 2018
السرد المبين في الاحتفال بأعياد الكفار والمشركين
الأعياد شعار الأديان والملل:
الأعياد هي أحد أهم شعائر الديانات والشرائع والملل، فقد جعل الله للمسلمين عيدين يرمزان لشكر الله على ما منَّ به من مواسم الخير والطاعة، فيأتي عيد الفطر بعد إكمال عدة شهر رمضان بالصيام والقيام ويأتي عيد الأضحى ليكون يوم الحج الأكبر فيقضي الحجاج تفثهم ويوفوا نذورهم ويطوفوا بالبيت العتيق ويكون تمام العشر الفاضلة ــ عشر ذي الحجة ــ والتي يكون العمل الصالح فيها من أعظم المحبوبات لله تبارك وتعالى .
ولهذا جاء النهي عن تخصيص يوم آخر يكون عيدًا يعظم ويحتفل به، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان لأهل المدينة في الجاهلية يومان من كل سنة يلعبون فيهما، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال: "كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما: يوم الفطر ويوم النحر". (رواه النسائي 1556)
أجمع أهل العلم على تحريم الاحتفال بأعياد الكفار ومشاركة المحتفلين فرحتهم لما في ذلك من المحاذير ويدل على ذلك ما يلي:
1. قال تعالى في كتابه الكريم: " 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ". ا
2. وقوله تعالى: " 'لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ - وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ"
3. وقال تعالى: " قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ، إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ، كَفَرْنا بِكُمْ، وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَه.
4. لأنه من التشبه الصريح وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم ". (رواه أبو داود 4031) ، قال عبد الله بن عمرو بن العاص: "من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجاناتهم وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم يوم القيامة". (البيهقي 18642 وصححه ابن تيمية في الاقتضاء 1/754)
5. لأن المشاركة فيها نوع من مودتهم ومحبتهم وقد قال تعالى: {لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بعض..} الآية، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ..} الآية.
6. أنها شعار الأديان والملل وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة لما دخل عليها أبو بكر وعندها جاريتان تغنيان بيوم بعاث أنكر ذلك أبو بكر بقوله: مزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام: " إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا" (البخاري 909). فالعيد شعار واضح وقضية دينية عقدية تميز المسلم عن غيره وليست مجرد عادات.
قال ابن القيم رحمه الله: "ولا يجوز للمسلمين حضور أعياد المشركين باتفاق أهل العلم الذين هم أهله". وقد صرح به الفقهاء من أتباع المذاهب الأربعة في كتبهم.
وروى البيهقي بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم". وقال عمر أيضاً: "اجتنبوا أعداء الله في أعيادهم". وروى البيهقي بإسناد جيد عن عبد الله بن عمرو أنه قال: "من مَرَّ ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة". (أحكام أهل الذمة 1 /723-724)
تهنئتهم بأعيادهم:
يحرم تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية لما في ذلك من إعانتهم وإقرارهم على ما هم عليه من الضلال فكأنك تهنئه على سجوده للصليب وصلاته في الكنيسة، وقد حكي الاتفاق على ذلك وقريب من ذلك رد التهنئة عليهم.
قال ابن القيم رحمه الله: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه؛ فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب؛ بل ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرْج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، وهو لا يدري قبح ما فعل. فمن هنأ عبدًا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبًا لمقت الله وسقوطهم من عينه". (أحكام أهل الذمة 1/144)
فتوى معاصرة:
أفتى بعض أهل العلم المعاصرين بإباحة تهنئة الكفار بأعيادهم لا سيما إن كان لنا بهم صلة جيرة أو زمالة أو قرابة وهذا غير صحيح لعدد من الأمور منها:
لمخالفته لاتفاق أهل العلم الذي حكاه ابن القيم وغيره
· هذا ليس من البر مع الكفار المسالمين والإحسان لهم، فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم تهنئة اليهود وهو قد عايشهم فترة من الزمن مع وجود المقتضي لذلك, وهو أكرم الناس خُلُقًا عليه الصلاة والسلام .
وقياس التهنئة على رد السلام وإجابة الدعوة والزيارة قياس مع الفارق؛ لأن ذلك لا علاقة له بشعيرة من شعائر دينهم، بخلاف الاحتفال بالعيد والتهنئة به، فالعيد أحد شعائر الديانات ورموزها كما قال صلى الله عليه وسلم: "إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا". (البخاري 909)
· ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لو قال لي فرعون بارك الله فيك قلت وفيك" (الأدب المفرد 1113) شبيه برد السلام وإحسان الكلام والعشرة، وهذا حق لا مرية فيه ولكن التهنئة بالعيد شأنها آخر كما سبق.
وما يقال من أن تشدد شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله في أعياد الكفار بسبب حالة المسلمين في ذلك الوقت وتشرذمهم وضعفهم في مقابل أعدائهم من النصارى والتتر زعم غير صحيح؛ فقد نقلوا رحمهم الله أقوال أهل العلم السابقين بل وحكوا الاتفاق على ذلك، ثم إننا نعيش زمانًا مثلهم أو أشد.
ويمكن للمسلم إذا وجد حرجًا وعنتًا في عمله أو جامعته بسبب عدم إجابتهم و سكوته حين تهنئة الكفار له بأعيادهم أن يجيبهم بكلام حسن عام ليس فيه ذكر العيد ومباركته.
قبول هداياهم في العيد:
مرت المسألة معنا قريبًا وخلاصتها أنه يجوز قبول هداياهم في العيد مالم تكن ذبيحة ذبحت لذلك اليوم أو كانت شعارًا للدين كالصليب ونحو ذلك.
إعانتهم بالبيع أو الإعارة أو الإجارة لإقامة أعيادهم:
لا يجوز للمسلم إعانة الكفار بأي وسيلة في إقامة أعيادهم واحتفالاتها المصاحبة كبيع البطاقات وأشجار الميلاد والشموع لأن في هذا تعاونًا صريحًا على الإثم والعدوان والله يقول: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
قال ابن حبيب المالكي: " ألا تـــــرى أنه لا يحـــــل للمسلمين أن يبيعوا من النصارى شيئًا من مصلحة عيدهم، لا لحمًا ، ولا إدامًا ، ولا ثوبًا، ولا يُعارون دابة ، ولا يعاونون على شيء من عيدهم؛ لأن ذلك من تعظيم شركهم، ومن عونهم على كفرهم، وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك. وهو قول مالك وغيره، لم أعلمه اختلف فيه". (اقتضاء الصراط المستقيم 2/526)
وقال: "فأما بيع المسلمين لهم (أي للكفار) في أعيادهم ما يستعينون به على عيدهم من الطعام واللباس والريحان ونحو ذلك، أو إهداء ذلك لهم، فهذا فيه نوع إعانة على إقامة عيدهم المحرم". (الاقتضاء 2/526)
ومثل ذلك إعانــــة المسلمــــين المتشبهين بالكفار في احتفالاتهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد، من الطعام واللباس ونحو ذلك؛ لأن في ذلك إعانة على المنكر ". (اقتضاء الصراط المستقيم 2/520)
أكل طعامهم يوم العيد:
لا يجوز قبول دعوتهم لحضور احتفالات أعياد الكفار لأن ذلك مشاركة واحتفال بعيدهم وقد مرت المسألة قريبًا، أما إذا أهـــدوا طعامـــًا للمسلم فحينئذ يجــــوز قبول ذلك على أن تجتنب ذبائحهم ذلك اليوم فتؤكل المباحات من طعامهم عدا الذبائح لأنها تكون غالبًا مما أهل لغير الله به، أو ذبحت تعظيمًا للعيد أو لم تُذبح أصلاً!
الاحتفال والنزهة في الإجازات المصاحبة لأعيادهم:
ينبغي الحذر من تخصيص أيام أعيادهم بشيء لا يفعل عادة كالتوسعة على الأهل أو الخروج والنزهة أو لبس الجديد لما لذلك من مشابهتهم في الفرح بهذا العيد.
قال شيخ الإسلام: "ولا يحل فعل وليمة، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة. وبالجملة: ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام". (مجموع الفتاوى 52/923). وقال بعض أصحاب مالك: "من كسر يوم النيروز بطيخة فكأنما ذبح خنزيرًا". (اللمع في الحوادث والبدع 1/492)
الأعياد هي أحد أهم شعائر الديانات والشرائع والملل، فقد جعل الله للمسلمين عيدين يرمزان لشكر الله على ما منَّ به من مواسم الخير والطاعة، فيأتي عيد الفطر بعد إكمال عدة شهر رمضان بالصيام والقيام ويأتي عيد الأضحى ليكون يوم الحج الأكبر فيقضي الحجاج تفثهم ويوفوا نذورهم ويطوفوا بالبيت العتيق ويكون تمام العشر الفاضلة ــ عشر ذي الحجة ــ والتي يكون العمل الصالح فيها من أعظم المحبوبات لله تبارك وتعالى .
ولهذا جاء النهي عن تخصيص يوم آخر يكون عيدًا يعظم ويحتفل به، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان لأهل المدينة في الجاهلية يومان من كل سنة يلعبون فيهما، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال: "كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما: يوم الفطر ويوم النحر". (رواه النسائي 1556)
أجمع أهل العلم على تحريم الاحتفال بأعياد الكفار ومشاركة المحتفلين فرحتهم لما في ذلك من المحاذير ويدل على ذلك ما يلي:
1. قال تعالى في كتابه الكريم: " 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ". ا
2. وقوله تعالى: " 'لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ - وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ"
3. وقال تعالى: " قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ، إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ، كَفَرْنا بِكُمْ، وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَه.
4. لأنه من التشبه الصريح وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم ". (رواه أبو داود 4031) ، قال عبد الله بن عمرو بن العاص: "من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجاناتهم وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم يوم القيامة". (البيهقي 18642 وصححه ابن تيمية في الاقتضاء 1/754)
5. لأن المشاركة فيها نوع من مودتهم ومحبتهم وقد قال تعالى: {لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بعض..} الآية، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ..} الآية.
6. أنها شعار الأديان والملل وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة لما دخل عليها أبو بكر وعندها جاريتان تغنيان بيوم بعاث أنكر ذلك أبو بكر بقوله: مزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام: " إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا" (البخاري 909). فالعيد شعار واضح وقضية دينية عقدية تميز المسلم عن غيره وليست مجرد عادات.
قال ابن القيم رحمه الله: "ولا يجوز للمسلمين حضور أعياد المشركين باتفاق أهل العلم الذين هم أهله". وقد صرح به الفقهاء من أتباع المذاهب الأربعة في كتبهم.
وروى البيهقي بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم". وقال عمر أيضاً: "اجتنبوا أعداء الله في أعيادهم". وروى البيهقي بإسناد جيد عن عبد الله بن عمرو أنه قال: "من مَرَّ ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة". (أحكام أهل الذمة 1 /723-724)
تهنئتهم بأعيادهم:
يحرم تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية لما في ذلك من إعانتهم وإقرارهم على ما هم عليه من الضلال فكأنك تهنئه على سجوده للصليب وصلاته في الكنيسة، وقد حكي الاتفاق على ذلك وقريب من ذلك رد التهنئة عليهم.
قال ابن القيم رحمه الله: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه؛ فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب؛ بل ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرْج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، وهو لا يدري قبح ما فعل. فمن هنأ عبدًا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبًا لمقت الله وسقوطهم من عينه". (أحكام أهل الذمة 1/144)
فتوى معاصرة:
أفتى بعض أهل العلم المعاصرين بإباحة تهنئة الكفار بأعيادهم لا سيما إن كان لنا بهم صلة جيرة أو زمالة أو قرابة وهذا غير صحيح لعدد من الأمور منها:
لمخالفته لاتفاق أهل العلم الذي حكاه ابن القيم وغيره
· هذا ليس من البر مع الكفار المسالمين والإحسان لهم، فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم تهنئة اليهود وهو قد عايشهم فترة من الزمن مع وجود المقتضي لذلك, وهو أكرم الناس خُلُقًا عليه الصلاة والسلام .
وقياس التهنئة على رد السلام وإجابة الدعوة والزيارة قياس مع الفارق؛ لأن ذلك لا علاقة له بشعيرة من شعائر دينهم، بخلاف الاحتفال بالعيد والتهنئة به، فالعيد أحد شعائر الديانات ورموزها كما قال صلى الله عليه وسلم: "إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا". (البخاري 909)
· ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لو قال لي فرعون بارك الله فيك قلت وفيك" (الأدب المفرد 1113) شبيه برد السلام وإحسان الكلام والعشرة، وهذا حق لا مرية فيه ولكن التهنئة بالعيد شأنها آخر كما سبق.
وما يقال من أن تشدد شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله في أعياد الكفار بسبب حالة المسلمين في ذلك الوقت وتشرذمهم وضعفهم في مقابل أعدائهم من النصارى والتتر زعم غير صحيح؛ فقد نقلوا رحمهم الله أقوال أهل العلم السابقين بل وحكوا الاتفاق على ذلك، ثم إننا نعيش زمانًا مثلهم أو أشد.
ويمكن للمسلم إذا وجد حرجًا وعنتًا في عمله أو جامعته بسبب عدم إجابتهم و سكوته حين تهنئة الكفار له بأعيادهم أن يجيبهم بكلام حسن عام ليس فيه ذكر العيد ومباركته.
قبول هداياهم في العيد:
مرت المسألة معنا قريبًا وخلاصتها أنه يجوز قبول هداياهم في العيد مالم تكن ذبيحة ذبحت لذلك اليوم أو كانت شعارًا للدين كالصليب ونحو ذلك.
إعانتهم بالبيع أو الإعارة أو الإجارة لإقامة أعيادهم:
لا يجوز للمسلم إعانة الكفار بأي وسيلة في إقامة أعيادهم واحتفالاتها المصاحبة كبيع البطاقات وأشجار الميلاد والشموع لأن في هذا تعاونًا صريحًا على الإثم والعدوان والله يقول: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
قال ابن حبيب المالكي: " ألا تـــــرى أنه لا يحـــــل للمسلمين أن يبيعوا من النصارى شيئًا من مصلحة عيدهم، لا لحمًا ، ولا إدامًا ، ولا ثوبًا، ولا يُعارون دابة ، ولا يعاونون على شيء من عيدهم؛ لأن ذلك من تعظيم شركهم، ومن عونهم على كفرهم، وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك. وهو قول مالك وغيره، لم أعلمه اختلف فيه". (اقتضاء الصراط المستقيم 2/526)
وقال: "فأما بيع المسلمين لهم (أي للكفار) في أعيادهم ما يستعينون به على عيدهم من الطعام واللباس والريحان ونحو ذلك، أو إهداء ذلك لهم، فهذا فيه نوع إعانة على إقامة عيدهم المحرم". (الاقتضاء 2/526)
ومثل ذلك إعانــــة المسلمــــين المتشبهين بالكفار في احتفالاتهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد، من الطعام واللباس ونحو ذلك؛ لأن في ذلك إعانة على المنكر ". (اقتضاء الصراط المستقيم 2/520)
أكل طعامهم يوم العيد:
لا يجوز قبول دعوتهم لحضور احتفالات أعياد الكفار لأن ذلك مشاركة واحتفال بعيدهم وقد مرت المسألة قريبًا، أما إذا أهـــدوا طعامـــًا للمسلم فحينئذ يجــــوز قبول ذلك على أن تجتنب ذبائحهم ذلك اليوم فتؤكل المباحات من طعامهم عدا الذبائح لأنها تكون غالبًا مما أهل لغير الله به، أو ذبحت تعظيمًا للعيد أو لم تُذبح أصلاً!
الاحتفال والنزهة في الإجازات المصاحبة لأعيادهم:
ينبغي الحذر من تخصيص أيام أعيادهم بشيء لا يفعل عادة كالتوسعة على الأهل أو الخروج والنزهة أو لبس الجديد لما لذلك من مشابهتهم في الفرح بهذا العيد.
قال شيخ الإسلام: "ولا يحل فعل وليمة، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة. وبالجملة: ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام". (مجموع الفتاوى 52/923). وقال بعض أصحاب مالك: "من كسر يوم النيروز بطيخة فكأنما ذبح خنزيرًا". (اللمع في الحوادث والبدع 1/492)
جورج وعائلته يحتفلوا بعيد الاضحى
قصة جورج والعيد:
جورج صليبي بالخمسين من عمره يعيش بواشنطن مع زوجته وابنه وابنته الصليبيين
لمّا أقبل شهر ذي الحجة بدأ جورج وزوجته وأولاده يتابعوا اخبار يوم دخول شهر ذي الحجة
فالزوج يستمع للإذاعات والزوجة تتابع القنوات الفضائية والابن يبحث عن المواقع الإسلامية بالإنترنتِ
ولمّا أعلن عن تحديد أول يوم من أيام ذي الحجة استعدّت عائلة جورج الصليبي لاستقبال عيد الأضحى المبارك عند المسلمين الذي يوافق يوم العاشر من ذي الحجة.
استعد جورج وعائلته لشراء خروف حي والذي تم اختياره حسب الشروط الشرعية للأضحية ليذبحوه أول يوم من عيد الأضحى.
وحملوا الخروف على ظهر السيارة وبدأ صوت الخروف بالارتفاع.. وأخذت البنت الصغيرة "ذات الخمس سنوات" تردّد معه بصوتها العذب الجميل.. وقالت لوالدها: يا أبي ما أجمل عيد الأضحى حيث ألبس فستاني الجديد وأحصل على العيدية وأشتري بها دمية جديدة وأذهب مع صديقاتي لمدينة الألعاب لنلهو هناك..
ولما وصلوا الى المنزل وتوقفت السيارة.. هتفت الزوجة: يا زوجي العزيز لقد علمتُ أن من شعائر الأضحية أن يقسّم الخروف ثلاثة أثلاث.. ثلث نتصدّق به ع الفقراء والمساكين، وثلث نهديه لجيراننا ديفيد واليزابيث ومونيكا، والثلث الأخير نأكله نحن وندّخر الباقي للأسابيع القادمة.
ولمّا جاء يوم العيد أحدّ جورج سكينته ووجّه الخروف للقبلة وذبحها وقطّع اللحم..
وقامت الزوجة بتقسيم اللحم لثلاثة أثلاث حسب السُنّة ..
هنا صرخ جورج قائلاً: لقد تأخّرنا عن الكنيسة.. فاليوم هو الأحد وسوف يفوتنا القدّاس.. وكان جورج لا يَدَع الذهاب للكنيسة كل يوم أحد.. بل يحرص أن يصطحب زوجته وأولاده معه.
انتهى حديث المتحدّث وهو يروي هذه القصة عن جورج.. وسأله أحد الحضور: لقد حيّرتنا بهذه القصة !
هل جورج مسلم أم مسيحي ؟
قال المتحدّث: بل جورج وعائلته نصارى لا يؤمنوا بأن الله واحد بل ثالث ثلاثة.. ولا يعتقدون بأن محمداً صلى الله عليه وسلم- هو خاتم الأنبياء والمرسلين.
كثر الهرج بالمجلس وارتفعت الأصوات وقال أحدهم: لا تكذب علينا يا أحمد، فمن يصدّق أن جورج وعائلته يفعلوا ذلك؟ فكيف للمسيحي ان يقوم بشعائر الاسلام والمسلمين، ويتابع الإذاعات والفضائيات ويحرص على معرفة يوم العيد، ويشتري خروفاً من ماله ويقسّم الأضحية و.. و ..!
قال أحمد بتعجّب وابتسامة: يا إخواني وأحبابي أكيد أنّكم لا تصدّقوا قصتي و لا تعتقدوا بوجود مثل هذا الفعل من عائلة نصرانية ؟!!
لكن نحن ببلاد المسلمين.. عبد الله ومحمد وخالد وخديجة وفاطمة نحتفل بأعياد النصارى واليهود ونحتفل بعيد رأس السنة الميلادية، وعيد الكريسمس وعيد الحب وعيد الهيلوين ، وعيد الفصح .فيفترض أن لا نستنكر على جورج هذا التصرف.. بل نستنكر على أنفسنا وعوائلنا المسلمة؟
هزّ أحمد راسه وقال: لقد عشتُ بأمريكا أكثر من عشر سنوات.. والله ما رأيتُ أحداً من النصارى أو اليهود احتفل بعيد من أعيادنا ولا رأيتُ أحداً سأل عن مناسباتنا وأفراحنا. حتى احتفالي بعيد الفطر بشقتي.. لم يُجِب أحدٌ دعوتي عندما علموا أن ما أحتفل به عيداً إسلامياً.. لقد رأيتُ ذلك عند إقامتي بالغرب.. ولمّا عدتُ لبلدي الإسلامي فإذا بنا نحتفل بأعيادهم فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
جورج صليبي بالخمسين من عمره يعيش بواشنطن مع زوجته وابنه وابنته الصليبيين
لمّا أقبل شهر ذي الحجة بدأ جورج وزوجته وأولاده يتابعوا اخبار يوم دخول شهر ذي الحجة
فالزوج يستمع للإذاعات والزوجة تتابع القنوات الفضائية والابن يبحث عن المواقع الإسلامية بالإنترنتِ
ولمّا أعلن عن تحديد أول يوم من أيام ذي الحجة استعدّت عائلة جورج الصليبي لاستقبال عيد الأضحى المبارك عند المسلمين الذي يوافق يوم العاشر من ذي الحجة.
استعد جورج وعائلته لشراء خروف حي والذي تم اختياره حسب الشروط الشرعية للأضحية ليذبحوه أول يوم من عيد الأضحى.
وحملوا الخروف على ظهر السيارة وبدأ صوت الخروف بالارتفاع.. وأخذت البنت الصغيرة "ذات الخمس سنوات" تردّد معه بصوتها العذب الجميل.. وقالت لوالدها: يا أبي ما أجمل عيد الأضحى حيث ألبس فستاني الجديد وأحصل على العيدية وأشتري بها دمية جديدة وأذهب مع صديقاتي لمدينة الألعاب لنلهو هناك..
ولما وصلوا الى المنزل وتوقفت السيارة.. هتفت الزوجة: يا زوجي العزيز لقد علمتُ أن من شعائر الأضحية أن يقسّم الخروف ثلاثة أثلاث.. ثلث نتصدّق به ع الفقراء والمساكين، وثلث نهديه لجيراننا ديفيد واليزابيث ومونيكا، والثلث الأخير نأكله نحن وندّخر الباقي للأسابيع القادمة.
ولمّا جاء يوم العيد أحدّ جورج سكينته ووجّه الخروف للقبلة وذبحها وقطّع اللحم..
وقامت الزوجة بتقسيم اللحم لثلاثة أثلاث حسب السُنّة ..
هنا صرخ جورج قائلاً: لقد تأخّرنا عن الكنيسة.. فاليوم هو الأحد وسوف يفوتنا القدّاس.. وكان جورج لا يَدَع الذهاب للكنيسة كل يوم أحد.. بل يحرص أن يصطحب زوجته وأولاده معه.
انتهى حديث المتحدّث وهو يروي هذه القصة عن جورج.. وسأله أحد الحضور: لقد حيّرتنا بهذه القصة !
هل جورج مسلم أم مسيحي ؟
قال المتحدّث: بل جورج وعائلته نصارى لا يؤمنوا بأن الله واحد بل ثالث ثلاثة.. ولا يعتقدون بأن محمداً صلى الله عليه وسلم- هو خاتم الأنبياء والمرسلين.
كثر الهرج بالمجلس وارتفعت الأصوات وقال أحدهم: لا تكذب علينا يا أحمد، فمن يصدّق أن جورج وعائلته يفعلوا ذلك؟ فكيف للمسيحي ان يقوم بشعائر الاسلام والمسلمين، ويتابع الإذاعات والفضائيات ويحرص على معرفة يوم العيد، ويشتري خروفاً من ماله ويقسّم الأضحية و.. و ..!
قال أحمد بتعجّب وابتسامة: يا إخواني وأحبابي أكيد أنّكم لا تصدّقوا قصتي و لا تعتقدوا بوجود مثل هذا الفعل من عائلة نصرانية ؟!!
لكن نحن ببلاد المسلمين.. عبد الله ومحمد وخالد وخديجة وفاطمة نحتفل بأعياد النصارى واليهود ونحتفل بعيد رأس السنة الميلادية، وعيد الكريسمس وعيد الحب وعيد الهيلوين ، وعيد الفصح .فيفترض أن لا نستنكر على جورج هذا التصرف.. بل نستنكر على أنفسنا وعوائلنا المسلمة؟
هزّ أحمد راسه وقال: لقد عشتُ بأمريكا أكثر من عشر سنوات.. والله ما رأيتُ أحداً من النصارى أو اليهود احتفل بعيد من أعيادنا ولا رأيتُ أحداً سأل عن مناسباتنا وأفراحنا. حتى احتفالي بعيد الفطر بشقتي.. لم يُجِب أحدٌ دعوتي عندما علموا أن ما أحتفل به عيداً إسلامياً.. لقد رأيتُ ذلك عند إقامتي بالغرب.. ولمّا عدتُ لبلدي الإسلامي فإذا بنا نحتفل بأعيادهم فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(موسى) النبى البشر و (الخضر) القدر المتكلم
هل توقفت يوماً لتتسائل عن سيدنا الخضر عليه السلام.
هل هو نبي أم ولي أم عالم أم ماذا ؟.
هل انتابتك الدهشة لهذا الذي جعله الله أكثر علماً وحكمة ورحمة من نبي مرسل.
أتساءلت يوماً لماذا كل هذا الإصرار أن يصل سيدنا موسى عليه السلام لبلوغ المكان الذي سيلاقي فيه سيدنا الخضر عليه السلام..
﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً﴾
ولماذا سيدنا موسى تحديداً الذي قُدِّر له من بين جميع الأنبياء والرسل أن يقابل سيدنا الخضر الأكثر علماً و رحمة.
الأكيد أن هذه القصة تحديداً تختلف تماماً عن كل القصص، قصة موسى والعبد الصالح لم تكن كغيرها من القصص، لماذا. لأن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب، وليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي، إنما نحن في هذه القصة أمام علم من طبيعة أخرى غامضة أشد الغموض..
علم القدر الأعلى، علم أُسدلت عليه الأستار الكثيفة، كما أُسدلت على مكان اللقاء وزمانه، وحتى الإسم ﴿عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا﴾
هذا اللقاء كان استثنائيا لأنه يجيب على أصعب سؤال يدور في النفس البشرية منذ خلق الله آدم إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها.
السؤال: لماذا خلق الله الشرّ (من وجهة نظرك) والفقر والمعاناة والحروب والأمراض. لماذا يموت الأطفال.
كيف يعمل القدر..البعض يذهب إلى أن العبد الصالح لم يكن إلا تجسيداً للقدر المتكلم لعله يرشدنا ﴿فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً﴾ أهم مواصفات القدر المتكلم أنه رحيم عليم أي أن الرحمة سبقت العلم.
فقال النبي البشر (موسى) ﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً﴾
يرد القدر المتكلم (الخضر) ﴿ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾ ﴿وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً﴾
فهم أقدار الله فوق امكانيات العقل البشري ولن تصبر على التناقضات التي تراها
يرد موسى بكل فضول البشر ﴿سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً﴾
هنا تبدأ أهم رحلة توضح لنا كيف يعمل القدر..
يركبا في قارب المساكين فيخرق الخضر القارب..
تخيل المعاناة الرهيبة التي حدثت للمساكين في القارب المثقوب.. معاناة، ألم، رعب، خوف، تضرع. جعل موسى البشري يقول ﴿قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً﴾ قال لتغرق أهلها ولم يقل لتغرقنا عتاب للقدر كما نفعل نحن تماماً.
أخلقتني بلا ذرية كي تُشمت بي الناس..
أفصلتني من عملي كي أصبح فقيراً..
أزحتني عن الحكم ليشمت بي الأراذل..
يا رب لماذا كل هذه السنوات في السجن.
يارب أنستحق هذه المهانة.
﴿أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾ ألم أقل لك أنك أقل من أن تفهم الأقدار
ثم يمضيا بعد تعهد جديد من موسى بالصبر..
يمضي الرجلان، ويقوم الخضر الذي وصفه ربنا بالرحمة قبل العلم بقتل الغلام، و يمضي. فيزداد غضب موسى عليه السلام النبي الذي يأتيه الوحي، و يعاتب بلهجة أشد. ﴿أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا﴾ تحول من إمراً إلى نكراً والكلام صادر عن نبي أوحي إليه، لكنه بشر مثلنا، ويعيش نفس حيرتنا، ويؤكد له الخضر مرة أخرى.
﴿أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾
ثم يمضيا بعد تعهد أخير من موسى كليم الله بأن يصمت و لا يسأل.
فيذهبان إلى القرية فيبني الخضر الجدار ليحمي كنز اليتامى. وهنا ينفجر موسى، فيجيبه من سخّره ربه ليحكي لنا قبل موسى حكمة القدر.. ﴿قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرا﴾ هنا تتجلى حكمة الإله و التي لن تفهم بعضها حتى يوم القيامة،
الشر نسبي، ومفهومنا كبشر عن الشر قاصر، لأننا لا نرى الصور الكاملة.
فالقدر أنواع ثلاث.
النوع الأول.
شرّاً تراه فتحسبه شرّاً، فيكشفه الله لك أنه كان خيراً
فما بدا شراً لأصحاب القارب، اتضح أنه خير لهم.
وهذا نراه كثيراً في حياتنا اليومية وعندنا جميعاً عشرات الامثلة عليه.
النوع لثاني.
شرا تراه فتحسبه شرّاً، لكنه في الحقيقة خير، لكن لن يكشفه الله لك طوال حياتك، فتعيش عمرك و أنت تحسبه شراً..
مثل قتل الغلام هل عرفت أم الغلام حقيقة ما حدث. هل أخبرها الخضر..الجواب.. لا..بالتأكيد قلبها انفطر، وأمضت الليالي الطويلة حزناً على هذا الغلام الذي ربته سنيناً في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله ويمضي، وبالتأكيد هي لم تستطع أبداً أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضاً عن الأول، وأن الأول كان سيكون سيئاً. ﴿فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً﴾
فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم، ولم تستطع تفسيره أبداً، ولن تفهم أم الغلام أبداً حقيقة ما حدث إلى يوم القيامة.
نحن الذين نمر على المشهد مرور الكرام لأننا نعرف فقط لماذا فعل الخضر ذلك. أما هي فلم و لن تعرف.
النوع الثالث.
هذا النوع من القدر هو الأهم هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري، لطف الله الخفي، الخير الذي يسوقه لك الله و لم تره، و لن تراه، ولن تعلمه. هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم. الجواب. لا هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه. الجواب. لا هل شاهدوا لطف الله الخفي. الجواب. قطعاً لا هل فهم موسى السر من بناء الجدار..الجواب. لا..فلنعد سوياً إلى كلمة الخضر (القدر المتكلم) الأولى. ﴿إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾ لن تستطيع أيها الإنسان أن تفهم أقدار الله الصورة أكبر من عقلك.
استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما، وثق في ربك فإن قدرك كله خير..
وقُل في نفسك. أنا لا أفهم أقدار الله، لكنني متسق مع ذاتي ومتصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها، لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا.
إذا وصلت لهذه المرحلة ستصل لأعلى مراحل الإيمان (الطمأنينة) وهذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله، خيراً بدت أم شراً، ويحمد الله في كل حال..
حينها فقط سينطبق عليك كلام الله ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ حتى يقول ﴿وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾
ولاحظ هنا أنه لم يذكر للنفس المطمنئة لا حساباً ولا عذاباً.
خاطرة جميلة جداً، ومناسبة لنفوسنا التي نخرها اليأس وأكلها القنوط.
اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا
اللهم اجعلنا ممن يحسنون الظن بك و يرضون بكل قدر كتبته لنا.
هل توقفت يوماً لتتسائل عن سيدنا الخضر عليه السلام.
هل هو نبي أم ولي أم عالم أم ماذا ؟.
هل انتابتك الدهشة لهذا الذي جعله الله أكثر علماً وحكمة ورحمة من نبي مرسل.
أتساءلت يوماً لماذا كل هذا الإصرار أن يصل سيدنا موسى عليه السلام لبلوغ المكان الذي سيلاقي فيه سيدنا الخضر عليه السلام..
﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً﴾
ولماذا سيدنا موسى تحديداً الذي قُدِّر له من بين جميع الأنبياء والرسل أن يقابل سيدنا الخضر الأكثر علماً و رحمة.
الأكيد أن هذه القصة تحديداً تختلف تماماً عن كل القصص، قصة موسى والعبد الصالح لم تكن كغيرها من القصص، لماذا. لأن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب، وليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي، إنما نحن في هذه القصة أمام علم من طبيعة أخرى غامضة أشد الغموض..
علم القدر الأعلى، علم أُسدلت عليه الأستار الكثيفة، كما أُسدلت على مكان اللقاء وزمانه، وحتى الإسم ﴿عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا﴾
هذا اللقاء كان استثنائيا لأنه يجيب على أصعب سؤال يدور في النفس البشرية منذ خلق الله آدم إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها.
السؤال: لماذا خلق الله الشرّ (من وجهة نظرك) والفقر والمعاناة والحروب والأمراض. لماذا يموت الأطفال.
كيف يعمل القدر..البعض يذهب إلى أن العبد الصالح لم يكن إلا تجسيداً للقدر المتكلم لعله يرشدنا ﴿فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً﴾ أهم مواصفات القدر المتكلم أنه رحيم عليم أي أن الرحمة سبقت العلم.
فقال النبي البشر (موسى) ﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً﴾
يرد القدر المتكلم (الخضر) ﴿ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾ ﴿وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً﴾
فهم أقدار الله فوق امكانيات العقل البشري ولن تصبر على التناقضات التي تراها
يرد موسى بكل فضول البشر ﴿سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً﴾
هنا تبدأ أهم رحلة توضح لنا كيف يعمل القدر..
يركبا في قارب المساكين فيخرق الخضر القارب..
تخيل المعاناة الرهيبة التي حدثت للمساكين في القارب المثقوب.. معاناة، ألم، رعب، خوف، تضرع. جعل موسى البشري يقول ﴿قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً﴾ قال لتغرق أهلها ولم يقل لتغرقنا عتاب للقدر كما نفعل نحن تماماً.
أخلقتني بلا ذرية كي تُشمت بي الناس..
أفصلتني من عملي كي أصبح فقيراً..
أزحتني عن الحكم ليشمت بي الأراذل..
يا رب لماذا كل هذه السنوات في السجن.
يارب أنستحق هذه المهانة.
﴿أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾ ألم أقل لك أنك أقل من أن تفهم الأقدار
ثم يمضيا بعد تعهد جديد من موسى بالصبر..
يمضي الرجلان، ويقوم الخضر الذي وصفه ربنا بالرحمة قبل العلم بقتل الغلام، و يمضي. فيزداد غضب موسى عليه السلام النبي الذي يأتيه الوحي، و يعاتب بلهجة أشد. ﴿أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا﴾ تحول من إمراً إلى نكراً والكلام صادر عن نبي أوحي إليه، لكنه بشر مثلنا، ويعيش نفس حيرتنا، ويؤكد له الخضر مرة أخرى.
﴿أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾
ثم يمضيا بعد تعهد أخير من موسى كليم الله بأن يصمت و لا يسأل.
فيذهبان إلى القرية فيبني الخضر الجدار ليحمي كنز اليتامى. وهنا ينفجر موسى، فيجيبه من سخّره ربه ليحكي لنا قبل موسى حكمة القدر.. ﴿قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرا﴾ هنا تتجلى حكمة الإله و التي لن تفهم بعضها حتى يوم القيامة،
الشر نسبي، ومفهومنا كبشر عن الشر قاصر، لأننا لا نرى الصور الكاملة.
فالقدر أنواع ثلاث.
النوع الأول.
شرّاً تراه فتحسبه شرّاً، فيكشفه الله لك أنه كان خيراً
فما بدا شراً لأصحاب القارب، اتضح أنه خير لهم.
وهذا نراه كثيراً في حياتنا اليومية وعندنا جميعاً عشرات الامثلة عليه.
النوع لثاني.
شرا تراه فتحسبه شرّاً، لكنه في الحقيقة خير، لكن لن يكشفه الله لك طوال حياتك، فتعيش عمرك و أنت تحسبه شراً..
مثل قتل الغلام هل عرفت أم الغلام حقيقة ما حدث. هل أخبرها الخضر..الجواب.. لا..بالتأكيد قلبها انفطر، وأمضت الليالي الطويلة حزناً على هذا الغلام الذي ربته سنيناً في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله ويمضي، وبالتأكيد هي لم تستطع أبداً أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضاً عن الأول، وأن الأول كان سيكون سيئاً. ﴿فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً﴾
فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم، ولم تستطع تفسيره أبداً، ولن تفهم أم الغلام أبداً حقيقة ما حدث إلى يوم القيامة.
نحن الذين نمر على المشهد مرور الكرام لأننا نعرف فقط لماذا فعل الخضر ذلك. أما هي فلم و لن تعرف.
النوع الثالث.
هذا النوع من القدر هو الأهم هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري، لطف الله الخفي، الخير الذي يسوقه لك الله و لم تره، و لن تراه، ولن تعلمه. هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم. الجواب. لا هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه. الجواب. لا هل شاهدوا لطف الله الخفي. الجواب. قطعاً لا هل فهم موسى السر من بناء الجدار..الجواب. لا..فلنعد سوياً إلى كلمة الخضر (القدر المتكلم) الأولى. ﴿إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾ لن تستطيع أيها الإنسان أن تفهم أقدار الله الصورة أكبر من عقلك.
استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما، وثق في ربك فإن قدرك كله خير..
وقُل في نفسك. أنا لا أفهم أقدار الله، لكنني متسق مع ذاتي ومتصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها، لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا.
إذا وصلت لهذه المرحلة ستصل لأعلى مراحل الإيمان (الطمأنينة) وهذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله، خيراً بدت أم شراً، ويحمد الله في كل حال..
حينها فقط سينطبق عليك كلام الله ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ حتى يقول ﴿وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾
ولاحظ هنا أنه لم يذكر للنفس المطمنئة لا حساباً ولا عذاباً.
خاطرة جميلة جداً، ومناسبة لنفوسنا التي نخرها اليأس وأكلها القنوط.
اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا
اللهم اجعلنا ممن يحسنون الظن بك و يرضون بكل قدر كتبته لنا.
علماء يحذرون حماس من الخيانة
في بيان مشترك.. علماء مسلمون يحذّرون "حماس" من التطبيع مع النظام السوري
لقاء مجموعة من علماء المسلمين مع إسماعيل هنية في إسطنبول
تاريخ النشر: 10.07.2022 | 13:03 دمشق
أكد 8 علماء يترأسون كبرى المؤسسات والاتحادات الإسلامية في بيان مشترك بعد لقائهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن تطبيع الحركة علاقاتها مع النظام السوري "فيه مفاسد عظيمة ولا تتفق مع المبادئ والقيم والضوابط الشرعية".
وجاء في بيان مشترك للعلماء حصل موقع تلفزيون سوريا على نسخة منه: "إيماناً من العلماء بدورهم وقياما بوظيفتهم من قول الحق ونصح الخلق، ويقينا بأهمية قضية فلسطين وسعياً للإسهام في القيام بحقها وحق شعبها المجاهد، وحرصاً منهم على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ذات التاريخ الناصع والتجربة التي ألهمت الأمة، بقياداتها التي ضحت تضحياتٍ كبيرةً لا يزايد عليها أحد، وتقديراً للرأي العام المشغول بقضية فلسطين وما يجري لها من تطورات مهمة في هذه الفترة من حياة الأمة.. فقد تنادى عدد من العلماء ورأوا الاجتماع بقيادة المكتب السياسي للحركة للاستماع منهم مباشرة حول ما يتعلق بقرارهم الخاص باستعادة العلاقة مع النظام السوري، والقيام بواجب النصيحة".
واستمع وفد العلماء في لقاء هنية لحيثيات قرار إعادة العلاقات مع نظام الأسد ومسوغاته من وجهة نظرهم.
وطالب الوفد العلمائي بأن تراجع حركة حماس قرارها "وإعادة دراسته في ضوء ما ذكره العلماء".
وبحسب البيان، وعد هنية بعرض كلام العلماء على مكتب الحركة في أقرب اجتماع له.
وأشار البيان إلى أن "العلماء في انتظار رد قيادة الحركة ليقوموا بالواجب الشرعي المناسب للموقف، والمحقق لمصلحة قضية فلسطين التي هي قضية المسلمين جميعاً".
وحضر الاجتماع كل من:
الشيخ د. عبد المجيد الزنداني - رئيس هيئة علماء اليمن
الشيخ د. أسامة الرفاعي - رئيس المجلس الإسلامي السوري
الشيخ د. علي القره داغي - الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الشيخ د. عصام أحمد البشير - نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الشيخ د. عبد الحي يوسف - عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الشيخ د. محمد عبد الكريم الشيخ - الأمين العام لرابطة علماء المسلمين
الشيخ سامي الساعدي - الأمين العام لمجلس البحوث بدار الإفتاء الليبية
الشيخ د. وصفي عاشور أبو زيد - عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
وقال الدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تغريدة: "بينا موقفنا ونصحنا مع جمع من أهل العلم والفقه في اجتماع بالمكتب السياسي للحركة حماس من استعادة علاقاتها مع السلطة السورية؛ وقد وعدوا بدراسة مطلبنا ونقله للقيادة العليا ومن ثم الرد واتخاذ الموقف المناسب. ونحن نقول: السلطة السورية هي تحالف من القتلة وليس لها معالم الدولة".
واستدعت ردود الفعل الغاضبة المجلس الإسلامي السوري لإصدار بيان توضيحي تلاه المتحدث باسمه الشيخ مطيع البطين.
وقال البطين: "إن لقاء العلماء وفي مقدمتهم الشيخ أسامة الرفاعي مع قيادة حركة حماس كان لغرض واحد وهو تنبيه الحركة بغرض ثنيها عن قرار إعادة علاقتها بالنظام المجرم".
وأضاف: "تم خلال اللقاء إيصال رسائل واضحة من علماء العالم الإسلامي عموماً والمجلس الإسلامي السوري خصوصاً، مفادها إن لم تستجب الحركة لطلب العلماء فسيصدر المجلس الإسلامي السوري بياناً تفصيلياً حول هذا القرار الخطير. وكذلك شأن سائر العلماء الذين ما زالوا ينتظرون الجواب".
---------
للأسف تجاهل قادة حماس كل التحذيرات وقرروا الركون الى الظالمين بإعادة العلاقات مع بشار الأسد.
هيئة فلسطين الإغاثة والتنمية
PALESTINE FOUNDATION FOR RELIEF AND DEVELOPMENT
هيلة فلسطين الإغاثة والتنمية |
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان التطبيع مع الأسد والتطبيع مع الصهاينة وجهان لعملة واحدة
إننا في هيئة فلسطين نرفض وندين وبأشد العبارات أية انزلاقة لحركة مجاهدة بعيدا عن ضفاف الأمة ونصائح علمائها، انزلاقة ستدفع هذه الحركات ثمنها من رصيد حاضنتها الشعبية، وسيكون لها انعكاسات سلبية على المدى البعيد، وإذ تحيد هذه الجهات عن الصواب، وتخطئ في تقديراتها فإننا في هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية نبرأ إلى الله تعالى، وأمام أمتنا من أي قرار يطبع مع النظام أو الإحتلال ونؤكد على مايلي :
- أننا لا نأسف على مطارات تقلع منها طائرات النظام السوري لتحصد أرواح الأبرياء في مدارس وأسواق
المدن والبلدات السورية. - لا نثق في نظام دمر المخيمات الفلسطينية، وقتل من الفلسطينيين ما لم يرتكبه الاحتلال، وأن النظام يسعى لستر سوءته متلحفة بالقضية الفلسطينية، شأنه شأن بقية الطغاة. - الانحياز إلى الأمة يعني الاستماع إلى ضمير شعوبها ونصائح علمائها، لا العودة إلى نظام لفظته الأمة كلها. - إن النظام الذي لا يجرؤ على رد العدوان الصهيوني على أراضيه، ويحتفظ بحق الرد مرة بعد مرة، لا يمكن أن يكون سندا في مواجهة الاحتلال وتحرير فلسطين منذ اندلاع الثورة السورية المباركة. - إن الدعوة إلى إنهاء مظاهر الصراع في الأمة، هي دعوة تساوي بين الجدد والضحية، وكان الأولى أن يتم التنديد بمجازر النظام ضد شعبه.
والله من وراء القصد
20/صفر/1444 16/أيلول/2022
علماء المسلمين بلبنان تُدين تطبيع حماس مع نظام الأسد وتعتبرها تأهيل للطاغية
أدانت "هيئة علماء المسلمين في لبنان"، كل محاولة للتطبيع مع نظام "الإجرام الأسدي"، معتبرة إياها "خدمة لإعادة تأهيل الطاغية وتلميعا للمحور الوالغ في دماء الأبرياء"، سواء صدر هذا التطبيع عن شخصية أو حركة أو جماعة أو هيئة أو دولة.
وأكدت الهيئة في بيان لها على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، على أن الأمة الإسلامية هي العمق الاستراتيجي الوحيد، وخاصة في مشروع تحرير فلسطين، في إشارة إلى سياسة حركة حماس التطبيع مع نظام الأسد المجرم.
وكانت عبرت حركة حماس في بيانها "عن تقديرها للجمهورية العربية السورية قيادةً وشعبًا؛ لدورها في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ونتطلع أن تستعيد سوريا دورها ومكانتها في الأمتين العربية والإسلامية، وندعم كل الجهود المخلصة من أجل استقرار وسلامة سوريا، وازدهارها وتقدمها".
وأكدت على "موقفها الثابت من وحدة سوريا أرضًا وشعبًا، ورفض أي مساس بذلك"، وقالت في بيانها "ننحاز إلى أمتنا في مواجهة المخططات الصهيونية الخبيثة، الهادفة إلى تجزئتها وتقسيمها ونهب خيراتها، ونقف صفًا واحدًا وطنيًا وعربيًا وإسلاميًا لمقاومة العدو الصهيوني، والتصدي لمخططاته".
وأعلنت الحركة "مُضيّها في بناء وتطوير علاقات راسخة مع الجمهورية العربية السورية، في إطار قرارها باستئناف علاقتها مع سوريا الشقيقة؛ خدمةً لأمتنا وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين، لا سيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا"، وفق البيان.
وطان دان "المجلس الإسلاميّ السّوريّ"، واستنكر إعلان حركة حماس مضيها في قرار إعادة علاقاتها مع النّظام المجرم في سورية، غير آبهة بنصائح علماء الأمة ولا بمشاعر ملايين السوريين الذين عذّبهم وهجّرهم وقتل ذويهم هذا النظام المجرم.
وقال المجلس في بيان، إن الحركة بعد مضيها في التطبيع مع عصابة الإجرام و ارتمائها في أحضان إيران قد انحرفت بوصلتها عن القدس وفلسطين، و خذلت أبناء الأمة خصوصاً في الشام والعراق واليمن، تلك البلاد التي عاثت فيها ملالي إيران وعصاباتها الطّائفية فساداً وقتلاً وتدميراً.
ولفت المجلس في بيانه إلى أنه سبق وأن وجّه نصحه للحركة بلقاء مباشر معها وأصدر بياناً تحذيرياً من هذه الخطوة، وكذلك أصدر جمع من العلماء والهيئات الإسلامية تحذيرات مماثلة فلم تأبه الحركة لذلك كلّه وآثرت المضي في التطبيع مع العصابة المجرمة.
وأضاف: "لذلك فقد رفض المجلس الطلب المقدم له مؤخّراً من قيادة الحركة للاجتماع به، ويرى المجلس أنّه لا فائدة من اللقاء الذي دعت إليه الحركة بعد اتخاذ قرارها، وعلى الحركة أن تتحمل مسؤوليتها وحدها في مساندة مشروع الملالي الذي يعادي شعوب المنطقة بأسرها"، مشددا على أن الحركة ستجد باب المجلس مفتوحاً عندما تصحح مسارها.
وأكد أن قضية فلسطين هي قضية كبرى من قضايا الأمة، ولا يقل عنها قضايا دمشق وبغداد وصنعاء وبيروت التي تحتلها ميليشيات إيران الطائفية، وإنّ التفريط بهذه القضايا لأجل قضية واحدة ضرب من الخذلان والتنكر وتفريق الأمة مما يضر بوحدتها.
وختم المجلس بالقول إنه كان وسيبقى مع قضايا الأمة جميعها ومنها قضية فلسطين والقدس، وأنه لا يغير من موقفه انحراف بوصلة حركة من الحركات، ولا تتابع التصريحات من قادتها المجانبة للحق البعيدة عن معاني تضامن أبناء الأمة وتكافؤ دمائهم ووحدة مصيرهم.
وفي وقت سابق، أدانت "هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية"، في بيان اليوم، بأشد العبارات أية انزلاقة لحركة مجاهدة بعيداً عن ضفاف الأمة ونصائح علمائها، مؤكدة أنها انزلاقة ستدفع هذه الحركات ثمنها من رصيد حاضنتها الشعبية، في معرض تعليقها على قرار حركة "حماس" مواصلة التطبيع مع نظام الأسد.
وأكدت الهيئة الإنسانية العاملة في سوريا، أن أية انزلاقة سيكون لها انعكاسات سلبية على المدى البعيد، وإذ تحيد هذه الجهات عن الصواب، وتخطئ في تقديراتها، معلنة رفضها أي قرار يطبع مع نظام الأسد أو الاحتلال الإسرائيلي، وبينت أن إن الدعوة إلى إنهاء مظاهر الصراع في الأمة، هي دعوة تساوي بين الجلاد والضحية، وكان الأولى أن يتم التنديد بمجازر النظام ضد شعبه.
اقوى رد على تبريرات خيانة حماس
الرد على تبريرات حماس
د. عطية عدلان
إلى إخواننا في حماس
لا يخفى على أحد من المسلمين اليوم ذلك التحول الكبير في المسيرة السياسية لحركة حماس، التحول المتمثل في تقوية التقارب مع الكيان الصفويّ (إيران)، ومِنْ ثَمّ مع أذرعه الباطنية الممتدة في سوريا (بشار) ولبنان (حزب الله) واليمن (الحوثي)، وفيما صاحب ذلك التحول من تصريحات وبيانات فيها إشادةٌ وتمجيد لِقَتَلَةٍ سفاحين ولمجرمين ضالعين في الظلم والبغي على المسلمين، ولدى انطلاق مسيرة التحول ذاك كتبت سلسلةَ مقالاتٍ ب”المعهد المصري” تحت عنوان: “كيف يصير العاملون للإسلام في خندق واحد؟”، فلمّا اتَّخَذَتْ حماسُ قرارها بعودة العلاقات مع النظام السوري كَفَفْتُ اكتفاءً بما كتبتُ.
ثم وردتني – من عدة مصادر – ورقةٌ تُنْسَبُ إلى حماس، مُعَنْوَنَةٌ بهذه الجملة: “الأخوة العلماء والمشايخ”، فلما قرأتُها وجدتُها مُعَبَّأَةً بحشد كبير من الجمل والعبارات التي تحاول أن تتجانس فلا تستطيع، ويحاول الذهن أن يجد لها خيطًا ناظمًا فلا يقدر، فأيقنت قبل أن أُنهيها أنّها متهافتة؛ لأنّ الحقّ أبلج؛ لا يتلعثم ولا يَتَلَجْلَج، غير أنّني صبرت عليها حتى أنهيتها، كأنّني كنت أتجرع كأسا من الْمُرِّ مَلْأَى، وكأنّ عقلي ساعتها عصفور تم القبض عليه ووضعه في قفص ضيق فهو يدور فيه متململا.
ما هذا الكلام الذي أَوْفَى على الغاية في الركاكة معنًى ومبنى؟! مُحالٌ أن تكون هذه لغةُ حماسٍ التي عرفناها! لقد رأينا الشابَّ من حماس يَرْمِي بالحجر، فكأنّه في وثبته يَقْرِضُ الشعرَ ويلاعب الوَتَر، وشهادناه إذْ يُصَوِّبُ الرشاش إلى خنازير البشر؛ فَكَأَنَّ زَخَّ رصاصِهِ يحاكي البرق والرعد وانصبابَ المطر، حتى عندما يَلْتَفُّ بحزامه ويلقي بنفسه في لُجًّةِ الخطر، كأنّه يغرد ويشدو بأحلى الأمنيات وأَجْلَى العِبَر! كلا والله ما هذه لغة حماس ولا هذا منطقها، فياليت الورقةَ مدسوسةٌ عليهم ولا علاقة لهم بها.
ولأنّ الورقة – كما تفعل الدابة الرعناء – دخلت بحملها العريض في زقاق ضيق حرج، وتريد – ولو بخرط القتاد – أن تجرنا إليه جرًا؛ فإنّنا مضطرون لأنْ نأخذ خطوة للوراء لتنفرجَ زاويةُ النظر؛ عَلَّنا نبصر مواضع العلل ومواقع الخلل، ها نحن نبدأ من حيث تقع أنظارنا على الكلِّيَّات قبل أن نخوض في الجزئيات، وأول ما يبدو لنا من الخطوط الكلية ذلك الإطار الرقيق، الذي يَعْتَاصُ على التزوير والتلفيق، أعني الصورة العامة للواقع المترتب على هذا الخيار، هذه “الصورة العامّة” أَهِيَ متسقةٌ مع الشريعة وعاكسةٌ لاتساق الشريعة وتماسك أحكامها؟! أم إنّها مهترئة تعكس سمةً يستحيل أن تكون من سمات الشريعة الغراء، وهي سمة الاختلال والاضطراب وعدم التماسك؟ فللنظر إليها ثم نحكم ..
الصورة المهترئة
لقد تَرَكَتْ تلك الإجراءاتُ التي تُنسب – جزافًا – للنظر الشرعيّ وللموازنة بين المصالح والمفاسد، ومعها تلك البيانات والتصريحات والخطابات والإشادات التي تُنسب – تجديفًا – للحكمة والرشد والخبرة السياسية، تَرَكَتْ الخَلْقَ حائرين بائرين مفلسين مبلسين؛ أيكون على شعب فلسطين أن ينسى لبَشَّار الأسد وقاسم سليماني والحوثي والسيسي ما ارتكبوه من إجرام؟ وأن يعتقد أنّهم أنصارٌ لقضيته وأعوان؟ فإن كان هذا مطلوبا من شعب فلسطين أَفَيَكُون أيضا مطلوبًا من الشعب السوريّ الذي – على يد بشار – سالت دماؤه كالأنهار وحلّ بدياره الخراب والدمار؟! ومن الشعب العراقيّ الذي – على يد قاسم سليماني – ملأَتْ أشلاؤه الفلوات والخلوات؟! ومن الشعب اليمنيّ الذي – على يد الحوثيّ – تَشَتَّتَ في الآفاق وتمزق في شعاب الجبال؟! ومن الشعب المصريّ الذي باع (السيسيُّ!) حاضرَهُ ومستقبَلَهُ وشريانَ حياته بأبخس الأثمان، بعد أن قتل وسحل أطهر وأنقى شباب مصر؟!
وفي المقابل – للإنصاف – لقد تركَتْ تصريحاتُ ومواقفُ الكثيرين ممن يُنسبون – على نحو ما – للعلم الشرعي، تركتْ الخلقَ – أيضًا – في حيرة وإبلاس وضَيْعَةٍ وإفلاس؛ أيكون على شعوب البلدان العربية الخليجية التي دعمت أنظمتُها الثوراتِ المضادةَ، وَوَأَدَتْ بذلك أحلام الشعوب الثائرة، ودخلت مع الكيان الصهيونيّ في حلف ضد القضية الفلسطينية، أيكونُ على هذه الشعوب أن تعتقد أنّ حُكَّامَها الذين ارتكبوا هذه الموبقات العظام أولياءُ أمور لهم على المسلمين السمع والطاعة؟! فإن كان ذلك المحالُ مطلوبًا من تلك الشعوب أفيكون مطلوبا أيضا من شعوب قُتِلتْ وقُتلتْ معها كلُّ آمالها في مصر وليبيا واليمن وسوريا والعراق بدعم من هؤلاء الأمراء؟! كيف يمكن أن نحشر القناعات المتناقضة في قلوب وعقول الشعوب المسلمة حشرا؟ وهم أمّة واحدة ربها واحد ودينها واحد!
أم إنّه من الواجب على كل هذه الشعوب المختلفة أن تؤمن بِأَنَّ لكل بلد مسلمة إسلامها الخاص بها، ولكل قطر من الأقطار المسلمة عدوها، ولكل قوم قَضِيَّتهم، ولكل زمان ومكان مقاييس للحق والباطل تتغير أبداً فلا تثبت على قدم ولا تقف على ساق، وتتبدل دوماً فلا يَمُتُّ اللاحق منها للسابق بأدنى سبب؟! أهذه الصورة يمكن أن تَنْتُجَ عن إقامةٍ لأحكام شريعةٍ متسقةِ الأحكامٍ آخذٍ بعضُها برقاب بعض؟! أهكذا يكون الإسلام قد بنى أمّة واحدة؟! أفلا تعكس هذه الصورةُ العامّة للواقع الذي تنتجه تلك المواقف اختلالًا واضطرابًا يستحيل على شريعة الإسلام الغرّاء؟!
التبعيض البغيض
فإذا انتقلنا إلى الإطار الذي يليه وجدنا تجزئةً وتبعيضًا لما لا يقبل التجزئة ولا التبعيض، فالذي لا يشك فيه عاقل – ابتداء – هو أنّ جميع القضايا التي تعالجها البلدان الإسلامية، وجميع النوازل التي حلت بتلك البلدان؛ لا يمكن بحال أن تكون متقاطعةً متدابرة، أو متباعدةً متنافرة؛ بما يجعل لكل شعب من الشعوب المسلمة ولكل بلد من بلاد الإسلام قضيةً أو نازلةً يمكن أن تُعالَجَ ولو على حساب القضايا والنوازل الخاصة بآخرين من ديار الإسلام، لا يمكن أن يكون حقنُ الدماء في بلد بإراقتها في بلد آخر، لا يمكن أن يكون هدمُ الطواغيت في صقع بإحيائها في أصقاع أخرى، لا يمكن أن يكون القاتلُ السفاحُ لشعب حمامةَ سلام ورسولَ وئام لشعوب أخرى، لا يمكن أن يكون عدوُّ الثورة في بلد مُفَجِّرَها وراعيها في بلد آخر، لا يمكن أن يكون المستبدُّ الذي يتسول الشرعيةَ بإهدار مقدرات بلده داعمًا للشرعية والتنمية معا في بلاد أخرى، هذا كله لا يمكن أن يحدث حتى يمتزج النفط والماء في بئر أو إناء.
وحدة القضية وتعدد النوازل
إنّها قضية واحدة؛ وإن تعددت النوازل التي حلت بالأمة الإسلامية، فجميع هذه النوازل التي تفرقت بتفرق البلدان وتباينت بتياين الأزمان واختلفت في أشكالها باختلاف الظروف والأحوال ليست قضايا متمايزة، وإنّما هي قضايا متفرعة عن قضية واحدة، أو هي بالأحرى نوازل تمثل أصداءً للقضية الواحدة، التي هي بالتحديد وبلا أدنى تعقيد: “ضعفُ الأُمَّة وهوانُها وَتَحَكُّمُ أعدائِها فيها” فالقضية الفلسطينية رغم قِدَمِها ومركزيتها نازلةٌ من نوازلها، وقل مثل ذلك تماماً في سائر النوازل التي حلت بالأمّة في العراق وسوريا واليمن ومصر وغيرها، بل قل مثل ذلك في جميع البلدان العربية والإسلامية التي لا يمثلها حكامها إلا بقدر ما كان يمثلها المندوب السامي للاحتلال؛ فلا استقلال في القرار السياسي، ولا كرامة للمواطن، ولا حرية ولا عيش كريم ولا أمن ولا حماية، وهي تنتظر دورها في قطار التقسيم.
ذلك لأنّ الأمةَ الإسلامية أمّةٌ واحدة، ربها واحد ورسولها واحد ودينها واحد وشريعتها واحدة وقبلتها واحدة؛ وكذلك عدوها واحد، وإن تعددت أنيابه وتنوعت مخالبه، وتشتت مطامحه ومطالبه؛ فلا فرق بين العدوان الأمريكي ثم الإيراني على العراق، والعدوان الإيراني ثم الروسي على سوريا، والعدوان الإسرائيلي بدعم من الأعراب على فلسطين، والعدوان الحوثي ثم القحطاني على اليمن، والعدوان الواقع من الأنظمة العميلة على الشعوب المسلمة؛ هذه الأمّة الواحدة لها قضية معاصرة جامعة، انبثقت عنها كل النوازل التي تعانيها بلدان المسلمين كافّة، هذه القضية الجامعة هي التي أنبأ بها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ الْأُمَمُ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا»([1])، هذه هي القضية الجامعة، التي تفرعت سائر النوازل، وتفرقت وتنوعت وتعددت؛ ومع ذلك لم تنفصل عن أصلها وجذرها، اختلفت في شكلها وصورتها ومع ذلك لم تختلف في جذرها ومضمونها ولم يقع بينها تنافر ولا تدابر، ومن ثمّ فلا مسوغ لجعلها قضايا مختلفة لمجرد نزول حدود سايكس بيكو.
ومن ثمّ فإنّه لا يصح أن تضطرب مدلولات المفردات الكبرى التي تحدد الأطر العقدية والشرعية والمفاهيمية والشعورية التي تتحرك فيها الأمة، هذه المتقابلات الحاسمة: الحق والباطل، العدو والصديق، المجاهد والسفاح، الشهيد والهالك، السنة والبدعة، الإيمان والكفر، الهدى والضلال، الولاء والبراء، هذه المتقابلات وغيرها يجب أن تكون واحدة في جميع الأقطار، فالعدو السفاح المبتدع الضال الهالك عند شعب العراق وسوريا لا يكون صديقا حميما مجاهدا شهيدا عند شعب فلسطين، والولاء والبراء لا يختلف مدلوله ولا تضطرب تطبيقاته باختلاف المواقف السياسية، فلا يكون المسلم في فلسطين والعراق والشام معاديا للصهاينة بينما المسلم في الإمارات والبحرين مواليا لهم، وهكذا في جميع المواقف، يجب أن تكون المفاهيم واحدة وثابتة وأن تكون المواقف المبنية عليها كذلك واحدة وثابتة ومنضبطة – ولو خالفتنا في ذلك الأنظمة – ذلك لأنّ الأمة أمة واحدة ولأنّ قضيتها واحدة.
بين المصالح والمبادئ
لا يوجد تعارض بين المصالح والمبادئ إلا حيث تضطرب الرؤية وتختَلُّ البوصلة ويغلب الهوى على الشرع والعقل، فالأصل أنّ المصالح ليست بعيدة عن المصدر الرئيسي لتقرير المبادئ؛ لذلك وجدنا علماء الشريعة يقررون في شأن المصالح أنّه: “إذا عظمت المصلحة أوجبها الرب في كل شريعة، وكذلك إذا عظمت المفسدة حرمها في كل شريعة، وإن تفاوتت رتب المصالح والمفاسد فقد يقدم الشرع بعض المصالح في بعض الشرائع على غيرها، ويخالف ذلك في بعض الشرائع، وكذلك المفاسد”([2]).
نعم .. قد تتعارض المصالح والمبادئ في الثقافات والحضارات الخارجة على الفطرة، أمّا في الإسلام فلا اختلاف ولا تعارض ولا تضاد ولا تنافر بين المبادئ والمصالح؛ لأسباب، أهمها وحدة المصدر، فالشرع الذي أمر بحفظ المبادئ هو الذي أمر برعاية المصالح، فكما يقول سلطان العلماء: “مَن مارس الشَّرِيعَة وَفهم مَقَاصِد الْكتاب وَالسّنة علم أَن جَمِيع مَا أُمر بِهِ إنما أُمر به لجلب مصلحَة أَو مصَالح أَو لدرء مفْسدَة أَو مفاسد أَو للأمرين، وَأَن جَمِيع مَا نُهي عَنهُ إِنَّمَا نهي عَنهُ لدفع مفْسدَة أَو مفاسد أَو جلب مصلحَة أَو مصَالح أَو للأمرين، والشريعة طافحة بذلك”([3])، ومن الأسباب كذلك أنّ الشريعة الإسلامية أعطت الوسائل أحكام المقاصد، فالثابت أنّ “للْمصَالح والمفاسد أَسبَاب ووسائل، وللوسائل أَحْكَام الْمَقَاصِد، من النّدب والإيجاب وَالتَّحْرِيم وَالْكَرَاهَة وَالْإِبَاحَة”([4]).
لذلك كان طبيعيا أن ينحاز الرسول صلى الله عليه وسلم لمبدأ الوفاء بالعهود والعقود في موقفه من الرجل الذي أسلم وأراد أن يلحق بالمسلمين بعد صلح الحديبية، فعَنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: بَعَثَتْنِي قُرَيْشٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُلْقِيَ فِي قَلْبِي الْإِسْلَامُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي وَاللَّهِ لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ أَبَدًا، فَقَالَ: «إِنِّي لَا أَخِيسُ بِالْعَهْدِ وَلَا أَحْبِسُ الْبُرُدَ»([5])، بل إنّ القرآن تولى بنفسه تقرير مبدأ الوفاء بالعهود والعقود دون الخضوع لأيّ هاجس أو التذرع بأيّ مفسدة متوقعة، قال تعالى: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) (الأنفال: 58)، مما يدل على أنّ الإطاحة بالمبادئ تذرعا بالمصالح ليس من سبيل المؤمنين، وهنا لم يقع تخالف بين المبدأ والمصلحة؛ لأنّ مصلحة بقاء الأمة قدوة للخلق في الوفاء بالعهود أربى من مصلحة المكايدة للعدو.
إنّ الحقيقة التي يجب أن نتملاها جيدا هي أنّ المبادئ والقيم هي التي تكسب المصلحة هويتها، وهي التي تعطي التصرف السياسي وغير السياسي وصف المصلحة، وهي التي تسلبه عنه أيضاً، فلا يُعرف التصرف بأنّه مصلحة أو مفسدة إلا بعرضه على المبادئ والقيم المعيارية، وفي المقابل نجد أنّ المصالح ترعى المبادئ وتعمل على تحقيقها واستمرارها؛ ومن هنا وجدنا أَجِلَّة فقهاء الشريعة يَعُدُّون المصلحة حسنة وخيرا ويَعُدُّون المفسدة سيئة وشرا، ولا يفرقون بين المصلحة والطاعة، ولا بين المفسدة والمعصية، يقول العزّ ابن عبد السلام: “ويُعَبَّرُ عَن الْمصَالح والمفاسد بالمحبوب وَالْمَكْرُوه والحسنات والسيئات وَالْعرْف والنكر وَالْخَيْر وَالشَّر والنفع والضر وَالْحسن والقبح”([6])، بل إنّ المصالح عندنا دين وشريعة وتكاليف يجب على الفرد وعلى المجتمع وعلى الدولة القيام بها، يقول الإمام ابن القيم: “فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها، وحكمة كلها؛ فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث؛ فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل”([7]).
فالشريعة التي أرست المبادئ مبنية على جلب مصالح العباد في المعاش والمعاد، بما يعني عدم إمكان التنافر أو الاختلاف بين المبادئ التي أرستها الشريعة وبين المصالح التي بُنِيَتْ عليها الشريعة، وبناء على ما سبق؛ فإنّ المصلحة التي لا تتحقق إلا بإهدار المبدأ ليست على وجه التحقيق مصلحةً شرعية، إنّما هي مصلحةٌ متوهمة أو مرجوحة، وهي لا تتحقق في الواقع حتى تكون قد أهدرت – مع المبادئ التي أهدرتها – مصالح كبرى وعامّة وكلية، أمّا السياسة فإنّها في جوهرها تصرفات تحقق مصالح مشروعة، إذْ هي: “ما كان من الأفعال؛ بحيث يكون الناس أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد”([8])، هذا هو التعريف الذي يتفق مع اللغة؛ حيث يدور معناها في اللغة على “القيام على الشيء بما يصلحه”([9])، وإذن فالسياسة رعاية للمصالح، والمصالح وسائل للمقاصد، والمقاصد حماية للقيم والمبادئ؛ فلا اختلال.
الموازنة عند التزاحم
بقيت مساحة واسعة ومرنة، يقع فيها الكثير من الخلط والالتباس، بل ويقع فيها الكثير من التصحيف والتحريف، هذه المساحة هي مساحة الموازنة والمفاضلة بين المصالح المتعارضة؛ ومن هنا كان الفقيه الورع مَن عَرَف خير الخيرين وشرّ الشرين؛ لأنّ “الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها – بحسب الإمكان – ومعرفة خيرَ الخيرين وشرَّ الشرين، حتى يُقَدَّمَ عند التزاحم خيرُ الخيرين ويُدْفَعَ شرُّ الشرين”([10])، والتزاحم يعني اجتماع المصالح المتعارضة أو المفاسد المتعارضة في ظرف لا يسمح بجلب المصلحتين معًا أو دفع المفسدتين معًا.
إلا أنّ الشريعة لم تتركنا في هذه المساحات الواسعة الشاسعة نَضِلُّ في وديانها ونَتُوه في شعابها ونركب الصعب بين وهادها ونجادها، وإنّما وضعت لنا معالم بارزة؛ لا يزيغ عنها إلا هالك، ورتبت المصالح من وجوه عديدة، ف”المصالح والمفاسد في رتب متفاوتة، وعلى رتب المصالح تترتب الفضائل في الدنيا، والأجور في العقبى، وعلى رتب المفاسد تترتب الصغائر والكبائر وعقوبات الدنيا والآخرة”([11])، و”تنقسم المصالح والمفاسد إلى نفيس وخسيس، ودقيق وجليل، وكثير وقليل، وجلي وخفي، وآجل أخروي وعاجل دنيوي، والدنيوي ينقسم إلى متوقع وواقع، ومختلف فيه ومتفق عليه”([12]).
وقد وضعت الشريعة ضوابط دقيقة للترجيح بين المصالح المتعارضة، وكذلك بين المفاسد المتعارضة، وكذلك بين مصالح نطلب جلبها ومفاسد نروم دفعها، فقد قرر العلماء بما لا خلاف فيه القواعد الآتية: “إذا تعارضت مفسدتان روعى أعظمهما ضرراً بارتكاب أخفهما”([13])، “يُختار أهون الشرين”([14])، إذا تعارضت المصالح والمفاسد قدم الأرجح منها على المرجوح”([15])، وهذا الترجيح يظهر أثره بين المصالح والطاعات والحسنات، وبين المفاسد والمعاصي والسيئات، وكل ذلك في الجزئيات، أمّا المبادئ والقيم والكليات والأسس فلا مساس بها ولا مساومة عليها، ولا ريب أنّ ما اتخذته حماس من إجراءات في هذا الصدد هو ضد مبادئ كبرى وقيم كلية وأسس عامّة جامعة.
هذا .. وإنّ الاجتهاد في الموازنة بين المصالح المتعارضة أو بين المصالح والمفاسد إنّما هو من نوع الاجتهاد العميق الدقيق الرقيق الذي يحتاج مع ذكاء العقل وصفاء الذهن وعمق الفقه وفهم الواقع وإدراك المقاصد والمآلات؛ يحتاج إلى شمول النظر والاستقصاء في جمع الشواهد المؤيدة لخيار من الخيارات أو الداعمة لضده، مع الانحياز الدائم للمبادئ والقيم؛ إذْ لا يتصور من حيث الأصل أن تكون المصلحة الراجحة متعارضة مع المبدأ الثابت، كيف وهو أحد معايير قياس المصلحة أصلا.
موازنة مغلوطة
وقد وقع خلط كبير لدى الموازنة بين المصالح والمفاسد في مسألة التقارب بين حماس وبين إيران وأذنابها، حيث تتم الموازنة بين وضعين متقابلين على هذا النحو: الوضع الأول: تَمْتِينُ العلاقة مع إيران وأذنابها بما سيترتب عليه من دعمٍ للقضية الفلسطينية وتقويةٍ لجبهة حماس، الوضع الثاني: إنهاءُ العلاقة مع إيران وأذنابها بما سيترتب عليه من تَرْكِ حماس في العراء بلا غطاء ولا وطاء، وتعريض القضية الفلسطينية للتدهور والتراجع، والصحيح أنّ الموازنة ليست على هذا النحو؛ لأنّ إيران وأذنابَها ليسوا داعمين حقيقيين لحماس ولا للقضية الفلسطينية، إنّما هم فقط يلتمسون تسويق مشروعهم عبر تقديم بعض الدعم لقضية لها في حياة الأمة تقدير كبير، والأدلة على ذلك من التاريخ والواقع أكثر من أن تحصى، ولأنّ إنهاء العلاقة كُلِّيًّا غير وارد من الطرفين، ولو – فرضا – وقعَ فلن يترتب عليه كل تلك التخوفات؛ آية ذلك أنّ المقاومة الفلسطينية على مدى تاريخها قامت بواجبها برغم تخلي الجميع عنها عربًا وعجما.
أمّا الموازنة الحقيقية فيجب أن تقع بين وضعين متقابلين على هذا النحو: الوضع الأول: دخول حماس في حلف المشروع الإيرانيّ لمواجهة الحلف العربي الإسرائيلي، الوضع الثاني: بقاء حماس في موقعها وعلى ثغرها متوكلة على ربها، فما أتاها من إيران أو غيرها أخذته بعزة، وما فاتها سيعوضها الله بخير منه، والسبب في هَجْرِ حماس لهذه الوضعية الصحيحة في الموازنة ولياذها بالوضعية السابقة الخاطئة هو الغفلة أو التغافل عن المآل القريب جدًا للعلاقة بين إيران وحماس، وهو أن تصبح حماس مجرد أداة في يد إيران ومشروعها، هذا هو المآل الذي تحتمه الظروف وتمليه الأوضاع ويفرضه القوي الخبيث على الضعيف الغافل، ولا يجدي ولا يفيد أن تبدي حماس وتعيد حول نيتها وعزمها وقوة إيمانها؛ لأنّ هذا وضع لا خلاص منه إلا بالاحتراز العمليّ المبكر، فلا يصح أن تنصح العابد بالمبيت مع جارية لعوب تحت سقف واحد ثم تعول على تقواه، أو أن تنزل الفاس البارع في زبية بها أسود ضارية ثم تراهن على شجاعته.
وماذا عن التحالف؟
وبرغم أنّ وضع حماس مع إيران وأذنابها لا يُبْحَثُ في باب التحالف؛ لكونه تجاوز هذا التكييف إلى وصف لا تُسْعفه أحكام التحالف، فإنّ التحالف الذي يكون على هذا النحو غيرُ جائزٍ قطعًا؛ لأنّ جوازَهُ مشروطٌ بألا تكون رايةُ الباطل غالبةً، وبألا يترتب على ذلك التصرف ضررٌ بأيٍّ من المكونات المسلمة أو بالقضية الإسلامية، وهما شرطان معدومان في العلاقة القائمة بين حماس وبين إيران وأذنابها؛ فمن المحتم حسب معطيات الواقع الجاثم أنّ المشروع الصفويّ سيمتطي صهوة حماس ليصل إلى مآربه، وستكون رايَتُهُ ورايَةُ مشروعِهِ هي الظاهرة، شاءت حماس أو أبت، وسينعكس ذلك بالضرر البالغ، ليس فقط على المسلمين في العراق وسوريا واليمن وإنّما على بلاد الإسلام كافّة، وعلى قضية الإسلام ونوازله أجمع، صحيح أنّ الذي يفصل في حكم التحالف هو نوعية المواد المتحالف عليها قبل كل شيء، لكنّ الشريعة شددت في الشروط لأنّ الجواز جاء على خلاف الأصل، ولأنَّ الأضرارَ الجانبية واردةٌ ورودًا قويًّا، لا سيما مع تعقد السياسة وتَشَابُكِ مسالكها ودروبها، ووقوع أغلب المكونات في السياسة الشيطانية، ودخول الجميع إلا من رحم الله في جحر الضبّ، ولو أنّ حلف الفضول الذي وقع في دار ابن جدعان تَرَتَّبَ عليه ضرر أو جور لما قال فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم ما قال، لقد كان حلفا على نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف، ولم يكن طرف من أطراف هذا الحزب يظلم أحدا او يبغي على أحد.
ولا تركنوا إلى الذين ظلموا
وبذلك الذي سبق يتبين أنّ ما تفعله حماس ليس سياسةً شرعيةً ولا موازنةً بين مصالح مَرْعية ومفاسد غير مَرْضيَّة، إنّما هو من قبيل الركون إلى الظالمين واتخاذ المجرمين بطانةً من دون المؤمنين، ويتبين أيضًا أنّ استدلال العلامة “الددو” بالآيات صحيحٌ وفي موضعه تماما، كما يتبين أنّ ما ظلت الورقة تُدندن حوله من خضوع المسألة للنظر المصلحيّ والتقدير السياسيّ بعيدًا عن المبادئ والأخلاق إنّما هو سياق ركيك متهافت، وأنّ ما تروجه الورقة من رجحان المصلحة في هذا الفعل غير صحيح، ولا يروج مثل هذا الترجيح في سوق الاجتهاد الشرعيّ المنضبط بفلس أبلاه الكساد.
إنّ الآيات هنا حاسمة وصارمة: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) (هود: 113) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (آل عمران: 118)، وإنّ المشروع الصفوي الإيرانيّ وأذرعه الخبيثة في سوريا ولبنان واليمن والعراق هو الظلم في أبشع صوره، وإنّ الخبالَ كلَّ الخبال في ذلك التقارب وذالك التحالف؛ فلا يجوز الإلقاء بمشروع إسلاميٍ سُنّيٍّ خالص في أحضان هؤلاء الخونة المجرمين، الذين شهد التاريخ والواقع بالتواتر القطعيّ للشهادات ودلالاتها على أنّهم خونة، وعلى أنّهم – بصدق – أخطر على الأمة الإسلامية من اليهود والنصارى، ولطالما بحت أصوات الناصحين الذين حذروا الإخوان المسلمين في مصر من ممالأتهم للعسكر وركونهم إلى المجلس العسكري، واتخاذ السيسي وأضرابه بطانة من دون المؤمنين، لكنّ الناصحين كانوا ينفخون في الرماد، فما هي إلا أنْ أطاح العسكر بهم وبجميع من ناصرهم وبكافّة مكاسب الثورة والدعوة.
الأخطاء لا تبرر الأخطاء
أمّا ما ظلت الورقة تردده طوال مسيرتها من المبدأ إلى المنتهى، حول الأخطاء التي ارتكبتها بعض الكيانات الإسلامية، وبعض الشخصيات العلمائية، في سكوتها عن انحرافات الأنظمة والأحزاب التي استعانت بالكفار أو تحالفت مع أهل البغي والظلم، فليس له إلا جواب واحد، وهو أنّ الخطأ لا يُسَوِّغُ الخطأ، ولا يصح الاستدلال على صوابية رؤية خاطئة أو تَوَجُّه منحرف أو فعل شائن؛ لمجرد أنّ آخرين من المسلمين – أو من المنسوبين للإسلام وإن بالكذب – فعلوه، فلم يجدوا من يواجههم بخطئهم، هذا على فرض أنّ جميع العلماء سكتوا فلم يقم أحد منهم بالمواجهة، وهذا ما لم نعرف له وقوعًا حتى في تاريخنا المعاصر، فتبرير الخطأ بالخطأ والتشريع للخطأ بالاتكاء على أخطاء الآخرين منهج غير سديد.
وليس في الورقة أعجب من تبريرها لفعلها – الذي سيكسر قلوب المؤمنين في سوريا – بأنّ المسلمين ممزقزن أصلًا، ولم يعودوا أمةَ مولاةٍ إيمانية! أَلِأَنهم ممزقون نفعل الفعل الذي يزيدهم تمزيقا؟! ألأنّ الأمة لم تعد أمّة موالاة إيمانية نشتط بها إلى أبعد مما آلت إليه؟! من أين استأجرتم كاتب هذه الورقة؟ لا أظنه سكن فلسطين أو أكل زيتونها النقي الزكي؟! أهكذا يتم معالجة قضية شرعية من قضايانا الكبيرة؟!
ثم ما هذا الانحدار في التعبير والتبرير على السواء: “ومن ثم فإنه لا يعقل أن تتعامل الحركة مع كل تلك الانقسامات بتحولاتهها وسيولتها وكأنّها حدث ثابت؟! أو موقف أخلاقيّ لا يتغير، بينما يتغير أصحابها باستمرار وينقسمون على أنفسهم باستمرار، فكيف يمكن للحركة أن تلتزم خطوات سياسية ثابتة تجاه الأحداث والفرقاء والتغير والانقسام سيد الموقف من حولها؟! لا يمكن للحركة على ضوء واقع التجزئة وليس على ضوء موقف أصليّ أن تكون ملكية أكثر من الملك فتتبنى موقفا لصالح طرف قد ينقلب هو على موقفه غدا …” قالت الورقة هذا الكلام بعد أن استعرضت صور الانقسامات الواقعة في العالم العربي والإسلاميّ، وهذا في الحقيقة ليس كلام أناس كبار، إنّه ليس إلا تبريرات الصغار؛ لذلك أشك بدرجة كبيرة أن تكون الورقة قد روجعت من المسئولين أو من أهل العلم في الحركة. وأخيرا – لخلو الورقة من دليل يُعَوَّلُ عليه – أجدني مضطرا لإنهاء الحديث، وأختم بالتنويه على أنّ الركاكة المفرطة في العرض من جهة المبنى والمعنى على السواء دليل واضح على أنّه قد غلب على كاتبها – فردا كان أو مجموعة – العجلة والارتجال، والجمع دون تمييز، والحشو دون تركيز؛ فكأنّ الورقة “خُرْجٌ” امتلأ من خبز الشحاذة حتى أُتْخِمَ، فلا المرءُ قادر على إفراغه بسهولة، ولا هو إذا أفرغه بعد لَأْيٍ يجد فيه رغيفا يشبه أخاه؛ رغم ما بُذِلَ في الجمع والحشر من جهد ومشقة! مما يؤكد انعدام الثقة ويعكس حالة الارتعاش والارتباك، ويزيد من شكوكي بأنّها لا تمت لحماس بأدنى صلة – أتمنى ذلك طبعًا – والله المستعان، وأسأل الله لي ولإخواننا العفو والغفران
-----------
([1]) رواه أحمد في مسنده (37/ 82) برقم (22397) – وأبو داود في سننه (4/ 111) برقم (4297) – ر: السلسلة الصحيحة للألباني (958)
([2]) قواعد الأحكام في مصالح الأنام – العز بن عبد السلام – مكتبة الكليات الأزهرية – القاهرة – ط 1991 م – (1/ 44)
([3]) الفوائد في اختصار المقاصد – العزّ ابن عبد السلام – دار الفكر المعاصر , دار الفكر – دمشق – ط: أولى، 1416ه صــــ53
([4]) الفوائد في اختصار المقاصد – العزّ ابن عبد السلام – دار الفكر المعاصر , دار الفكر – دمشق – ط: أولى، 1416ه صــــ43
([5]) سنن أبي داود (3/ 82) برقم (2758) النسائي في الكبرى برقم (8621) – أحمد في مسنده برقم (23857)
([6]) الفوائد في اختصار المقاصد صـــ 38 ، وقواعد الأحكام في مصالح الأنام – العز بن عبد السلام – مكتبة الكليات الأزهرية – (1/ 5)
([7]) إعلام الموقعين عن رب العالمين – ابن القيم – دار الكتب العلمية – ييروت – الطبعة: الأولى، 1411هـ – 1991م- (3/ 11)
([8]) نقله ابن القيم عن ابن عقيل الحنبليّ في إعلام الموقعين عن رب العالمين، (4/283)، وفي الطرق الحكمية (1/2)
([9]) ر: لسان العرب لابن منظور (4/747)، ط دار الحديث – القاهرة 2003م.
([10]) منهاج السنة النبوية (6/ 118) – وراجع: مجموع الفتاوى (30/ 234)
([11]) قواعد الأحكام في مصالح الأنام – العز بن عبد السلام – مكتبة الكليات الأزهرية – القاهرة – ط 1991 م – (1/ 29-36)
([12]) قواعد الأحكام في مصالح الأنام – العز بن عبد السلام – مكتبة الكليات الأزهرية – القاهرة – ط 1991 م – (1/ 57)
([13]) مجلة الأحكام العدلية م/ 28.
([14]) مجلة الأحكام العدلية م/ 9.
([15]) مجموع فتاوى ابن تيمية 24/269 والقواعد الفقهية الخمس الكبرى ص395.
في بيان مشترك.. علماء مسلمون يحذّرون "حماس" من التطبيع مع النظام السوري
لقاء مجموعة من علماء المسلمين مع إسماعيل هنية في إسطنبول
تاريخ النشر: 10.07.2022 | 13:03 دمشق
أكد 8 علماء يترأسون كبرى المؤسسات والاتحادات الإسلامية في بيان مشترك بعد لقائهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن تطبيع الحركة علاقاتها مع النظام السوري "فيه مفاسد عظيمة ولا تتفق مع المبادئ والقيم والضوابط الشرعية".
وجاء في بيان مشترك للعلماء حصل موقع تلفزيون سوريا على نسخة منه: "إيماناً من العلماء بدورهم وقياما بوظيفتهم من قول الحق ونصح الخلق، ويقينا بأهمية قضية فلسطين وسعياً للإسهام في القيام بحقها وحق شعبها المجاهد، وحرصاً منهم على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ذات التاريخ الناصع والتجربة التي ألهمت الأمة، بقياداتها التي ضحت تضحياتٍ كبيرةً لا يزايد عليها أحد، وتقديراً للرأي العام المشغول بقضية فلسطين وما يجري لها من تطورات مهمة في هذه الفترة من حياة الأمة.. فقد تنادى عدد من العلماء ورأوا الاجتماع بقيادة المكتب السياسي للحركة للاستماع منهم مباشرة حول ما يتعلق بقرارهم الخاص باستعادة العلاقة مع النظام السوري، والقيام بواجب النصيحة".
واستمع وفد العلماء في لقاء هنية لحيثيات قرار إعادة العلاقات مع نظام الأسد ومسوغاته من وجهة نظرهم.
وطالب الوفد العلمائي بأن تراجع حركة حماس قرارها "وإعادة دراسته في ضوء ما ذكره العلماء".
وبحسب البيان، وعد هنية بعرض كلام العلماء على مكتب الحركة في أقرب اجتماع له.
وأشار البيان إلى أن "العلماء في انتظار رد قيادة الحركة ليقوموا بالواجب الشرعي المناسب للموقف، والمحقق لمصلحة قضية فلسطين التي هي قضية المسلمين جميعاً".
وحضر الاجتماع كل من:
الشيخ د. عبد المجيد الزنداني - رئيس هيئة علماء اليمن
الشيخ د. أسامة الرفاعي - رئيس المجلس الإسلامي السوري
الشيخ د. علي القره داغي - الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الشيخ د. عصام أحمد البشير - نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الشيخ د. عبد الحي يوسف - عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الشيخ د. محمد عبد الكريم الشيخ - الأمين العام لرابطة علماء المسلمين
الشيخ سامي الساعدي - الأمين العام لمجلس البحوث بدار الإفتاء الليبية
الشيخ د. وصفي عاشور أبو زيد - عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
وقال الدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تغريدة: "بينا موقفنا ونصحنا مع جمع من أهل العلم والفقه في اجتماع بالمكتب السياسي للحركة حماس من استعادة علاقاتها مع السلطة السورية؛ وقد وعدوا بدراسة مطلبنا ونقله للقيادة العليا ومن ثم الرد واتخاذ الموقف المناسب. ونحن نقول: السلطة السورية هي تحالف من القتلة وليس لها معالم الدولة".
واستدعت ردود الفعل الغاضبة المجلس الإسلامي السوري لإصدار بيان توضيحي تلاه المتحدث باسمه الشيخ مطيع البطين.
وقال البطين: "إن لقاء العلماء وفي مقدمتهم الشيخ أسامة الرفاعي مع قيادة حركة حماس كان لغرض واحد وهو تنبيه الحركة بغرض ثنيها عن قرار إعادة علاقتها بالنظام المجرم".
وأضاف: "تم خلال اللقاء إيصال رسائل واضحة من علماء العالم الإسلامي عموماً والمجلس الإسلامي السوري خصوصاً، مفادها إن لم تستجب الحركة لطلب العلماء فسيصدر المجلس الإسلامي السوري بياناً تفصيلياً حول هذا القرار الخطير. وكذلك شأن سائر العلماء الذين ما زالوا ينتظرون الجواب".
---------
للأسف تجاهل قادة حماس كل التحذيرات وقرروا الركون الى الظالمين بإعادة العلاقات مع بشار الأسد.
هيئة فلسطين الإغاثة والتنمية
PALESTINE FOUNDATION FOR RELIEF AND DEVELOPMENT
هيلة فلسطين الإغاثة والتنمية |
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان التطبيع مع الأسد والتطبيع مع الصهاينة وجهان لعملة واحدة
إننا في هيئة فلسطين نرفض وندين وبأشد العبارات أية انزلاقة لحركة مجاهدة بعيدا عن ضفاف الأمة ونصائح علمائها، انزلاقة ستدفع هذه الحركات ثمنها من رصيد حاضنتها الشعبية، وسيكون لها انعكاسات سلبية على المدى البعيد، وإذ تحيد هذه الجهات عن الصواب، وتخطئ في تقديراتها فإننا في هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية نبرأ إلى الله تعالى، وأمام أمتنا من أي قرار يطبع مع النظام أو الإحتلال ونؤكد على مايلي :
- أننا لا نأسف على مطارات تقلع منها طائرات النظام السوري لتحصد أرواح الأبرياء في مدارس وأسواق
المدن والبلدات السورية. - لا نثق في نظام دمر المخيمات الفلسطينية، وقتل من الفلسطينيين ما لم يرتكبه الاحتلال، وأن النظام يسعى لستر سوءته متلحفة بالقضية الفلسطينية، شأنه شأن بقية الطغاة. - الانحياز إلى الأمة يعني الاستماع إلى ضمير شعوبها ونصائح علمائها، لا العودة إلى نظام لفظته الأمة كلها. - إن النظام الذي لا يجرؤ على رد العدوان الصهيوني على أراضيه، ويحتفظ بحق الرد مرة بعد مرة، لا يمكن أن يكون سندا في مواجهة الاحتلال وتحرير فلسطين منذ اندلاع الثورة السورية المباركة. - إن الدعوة إلى إنهاء مظاهر الصراع في الأمة، هي دعوة تساوي بين الجدد والضحية، وكان الأولى أن يتم التنديد بمجازر النظام ضد شعبه.
والله من وراء القصد
20/صفر/1444 16/أيلول/2022
علماء المسلمين بلبنان تُدين تطبيع حماس مع نظام الأسد وتعتبرها تأهيل للطاغية
أدانت "هيئة علماء المسلمين في لبنان"، كل محاولة للتطبيع مع نظام "الإجرام الأسدي"، معتبرة إياها "خدمة لإعادة تأهيل الطاغية وتلميعا للمحور الوالغ في دماء الأبرياء"، سواء صدر هذا التطبيع عن شخصية أو حركة أو جماعة أو هيئة أو دولة.
وأكدت الهيئة في بيان لها على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، على أن الأمة الإسلامية هي العمق الاستراتيجي الوحيد، وخاصة في مشروع تحرير فلسطين، في إشارة إلى سياسة حركة حماس التطبيع مع نظام الأسد المجرم.
وكانت عبرت حركة حماس في بيانها "عن تقديرها للجمهورية العربية السورية قيادةً وشعبًا؛ لدورها في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ونتطلع أن تستعيد سوريا دورها ومكانتها في الأمتين العربية والإسلامية، وندعم كل الجهود المخلصة من أجل استقرار وسلامة سوريا، وازدهارها وتقدمها".
وأكدت على "موقفها الثابت من وحدة سوريا أرضًا وشعبًا، ورفض أي مساس بذلك"، وقالت في بيانها "ننحاز إلى أمتنا في مواجهة المخططات الصهيونية الخبيثة، الهادفة إلى تجزئتها وتقسيمها ونهب خيراتها، ونقف صفًا واحدًا وطنيًا وعربيًا وإسلاميًا لمقاومة العدو الصهيوني، والتصدي لمخططاته".
وأعلنت الحركة "مُضيّها في بناء وتطوير علاقات راسخة مع الجمهورية العربية السورية، في إطار قرارها باستئناف علاقتها مع سوريا الشقيقة؛ خدمةً لأمتنا وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين، لا سيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا"، وفق البيان.
وطان دان "المجلس الإسلاميّ السّوريّ"، واستنكر إعلان حركة حماس مضيها في قرار إعادة علاقاتها مع النّظام المجرم في سورية، غير آبهة بنصائح علماء الأمة ولا بمشاعر ملايين السوريين الذين عذّبهم وهجّرهم وقتل ذويهم هذا النظام المجرم.
وقال المجلس في بيان، إن الحركة بعد مضيها في التطبيع مع عصابة الإجرام و ارتمائها في أحضان إيران قد انحرفت بوصلتها عن القدس وفلسطين، و خذلت أبناء الأمة خصوصاً في الشام والعراق واليمن، تلك البلاد التي عاثت فيها ملالي إيران وعصاباتها الطّائفية فساداً وقتلاً وتدميراً.
ولفت المجلس في بيانه إلى أنه سبق وأن وجّه نصحه للحركة بلقاء مباشر معها وأصدر بياناً تحذيرياً من هذه الخطوة، وكذلك أصدر جمع من العلماء والهيئات الإسلامية تحذيرات مماثلة فلم تأبه الحركة لذلك كلّه وآثرت المضي في التطبيع مع العصابة المجرمة.
وأضاف: "لذلك فقد رفض المجلس الطلب المقدم له مؤخّراً من قيادة الحركة للاجتماع به، ويرى المجلس أنّه لا فائدة من اللقاء الذي دعت إليه الحركة بعد اتخاذ قرارها، وعلى الحركة أن تتحمل مسؤوليتها وحدها في مساندة مشروع الملالي الذي يعادي شعوب المنطقة بأسرها"، مشددا على أن الحركة ستجد باب المجلس مفتوحاً عندما تصحح مسارها.
وأكد أن قضية فلسطين هي قضية كبرى من قضايا الأمة، ولا يقل عنها قضايا دمشق وبغداد وصنعاء وبيروت التي تحتلها ميليشيات إيران الطائفية، وإنّ التفريط بهذه القضايا لأجل قضية واحدة ضرب من الخذلان والتنكر وتفريق الأمة مما يضر بوحدتها.
وختم المجلس بالقول إنه كان وسيبقى مع قضايا الأمة جميعها ومنها قضية فلسطين والقدس، وأنه لا يغير من موقفه انحراف بوصلة حركة من الحركات، ولا تتابع التصريحات من قادتها المجانبة للحق البعيدة عن معاني تضامن أبناء الأمة وتكافؤ دمائهم ووحدة مصيرهم.
وفي وقت سابق، أدانت "هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية"، في بيان اليوم، بأشد العبارات أية انزلاقة لحركة مجاهدة بعيداً عن ضفاف الأمة ونصائح علمائها، مؤكدة أنها انزلاقة ستدفع هذه الحركات ثمنها من رصيد حاضنتها الشعبية، في معرض تعليقها على قرار حركة "حماس" مواصلة التطبيع مع نظام الأسد.
وأكدت الهيئة الإنسانية العاملة في سوريا، أن أية انزلاقة سيكون لها انعكاسات سلبية على المدى البعيد، وإذ تحيد هذه الجهات عن الصواب، وتخطئ في تقديراتها، معلنة رفضها أي قرار يطبع مع نظام الأسد أو الاحتلال الإسرائيلي، وبينت أن إن الدعوة إلى إنهاء مظاهر الصراع في الأمة، هي دعوة تساوي بين الجلاد والضحية، وكان الأولى أن يتم التنديد بمجازر النظام ضد شعبه.
اقوى رد على تبريرات خيانة حماس
الرد على تبريرات حماس
د. عطية عدلان
إلى إخواننا في حماس
لا يخفى على أحد من المسلمين اليوم ذلك التحول الكبير في المسيرة السياسية لحركة حماس، التحول المتمثل في تقوية التقارب مع الكيان الصفويّ (إيران)، ومِنْ ثَمّ مع أذرعه الباطنية الممتدة في سوريا (بشار) ولبنان (حزب الله) واليمن (الحوثي)، وفيما صاحب ذلك التحول من تصريحات وبيانات فيها إشادةٌ وتمجيد لِقَتَلَةٍ سفاحين ولمجرمين ضالعين في الظلم والبغي على المسلمين، ولدى انطلاق مسيرة التحول ذاك كتبت سلسلةَ مقالاتٍ ب”المعهد المصري” تحت عنوان: “كيف يصير العاملون للإسلام في خندق واحد؟”، فلمّا اتَّخَذَتْ حماسُ قرارها بعودة العلاقات مع النظام السوري كَفَفْتُ اكتفاءً بما كتبتُ.
ثم وردتني – من عدة مصادر – ورقةٌ تُنْسَبُ إلى حماس، مُعَنْوَنَةٌ بهذه الجملة: “الأخوة العلماء والمشايخ”، فلما قرأتُها وجدتُها مُعَبَّأَةً بحشد كبير من الجمل والعبارات التي تحاول أن تتجانس فلا تستطيع، ويحاول الذهن أن يجد لها خيطًا ناظمًا فلا يقدر، فأيقنت قبل أن أُنهيها أنّها متهافتة؛ لأنّ الحقّ أبلج؛ لا يتلعثم ولا يَتَلَجْلَج، غير أنّني صبرت عليها حتى أنهيتها، كأنّني كنت أتجرع كأسا من الْمُرِّ مَلْأَى، وكأنّ عقلي ساعتها عصفور تم القبض عليه ووضعه في قفص ضيق فهو يدور فيه متململا.
ما هذا الكلام الذي أَوْفَى على الغاية في الركاكة معنًى ومبنى؟! مُحالٌ أن تكون هذه لغةُ حماسٍ التي عرفناها! لقد رأينا الشابَّ من حماس يَرْمِي بالحجر، فكأنّه في وثبته يَقْرِضُ الشعرَ ويلاعب الوَتَر، وشهادناه إذْ يُصَوِّبُ الرشاش إلى خنازير البشر؛ فَكَأَنَّ زَخَّ رصاصِهِ يحاكي البرق والرعد وانصبابَ المطر، حتى عندما يَلْتَفُّ بحزامه ويلقي بنفسه في لُجًّةِ الخطر، كأنّه يغرد ويشدو بأحلى الأمنيات وأَجْلَى العِبَر! كلا والله ما هذه لغة حماس ولا هذا منطقها، فياليت الورقةَ مدسوسةٌ عليهم ولا علاقة لهم بها.
ولأنّ الورقة – كما تفعل الدابة الرعناء – دخلت بحملها العريض في زقاق ضيق حرج، وتريد – ولو بخرط القتاد – أن تجرنا إليه جرًا؛ فإنّنا مضطرون لأنْ نأخذ خطوة للوراء لتنفرجَ زاويةُ النظر؛ عَلَّنا نبصر مواضع العلل ومواقع الخلل، ها نحن نبدأ من حيث تقع أنظارنا على الكلِّيَّات قبل أن نخوض في الجزئيات، وأول ما يبدو لنا من الخطوط الكلية ذلك الإطار الرقيق، الذي يَعْتَاصُ على التزوير والتلفيق، أعني الصورة العامة للواقع المترتب على هذا الخيار، هذه “الصورة العامّة” أَهِيَ متسقةٌ مع الشريعة وعاكسةٌ لاتساق الشريعة وتماسك أحكامها؟! أم إنّها مهترئة تعكس سمةً يستحيل أن تكون من سمات الشريعة الغراء، وهي سمة الاختلال والاضطراب وعدم التماسك؟ فللنظر إليها ثم نحكم ..
الصورة المهترئة
لقد تَرَكَتْ تلك الإجراءاتُ التي تُنسب – جزافًا – للنظر الشرعيّ وللموازنة بين المصالح والمفاسد، ومعها تلك البيانات والتصريحات والخطابات والإشادات التي تُنسب – تجديفًا – للحكمة والرشد والخبرة السياسية، تَرَكَتْ الخَلْقَ حائرين بائرين مفلسين مبلسين؛ أيكون على شعب فلسطين أن ينسى لبَشَّار الأسد وقاسم سليماني والحوثي والسيسي ما ارتكبوه من إجرام؟ وأن يعتقد أنّهم أنصارٌ لقضيته وأعوان؟ فإن كان هذا مطلوبا من شعب فلسطين أَفَيَكُون أيضا مطلوبًا من الشعب السوريّ الذي – على يد بشار – سالت دماؤه كالأنهار وحلّ بدياره الخراب والدمار؟! ومن الشعب العراقيّ الذي – على يد قاسم سليماني – ملأَتْ أشلاؤه الفلوات والخلوات؟! ومن الشعب اليمنيّ الذي – على يد الحوثيّ – تَشَتَّتَ في الآفاق وتمزق في شعاب الجبال؟! ومن الشعب المصريّ الذي باع (السيسيُّ!) حاضرَهُ ومستقبَلَهُ وشريانَ حياته بأبخس الأثمان، بعد أن قتل وسحل أطهر وأنقى شباب مصر؟!
وفي المقابل – للإنصاف – لقد تركَتْ تصريحاتُ ومواقفُ الكثيرين ممن يُنسبون – على نحو ما – للعلم الشرعي، تركتْ الخلقَ – أيضًا – في حيرة وإبلاس وضَيْعَةٍ وإفلاس؛ أيكون على شعوب البلدان العربية الخليجية التي دعمت أنظمتُها الثوراتِ المضادةَ، وَوَأَدَتْ بذلك أحلام الشعوب الثائرة، ودخلت مع الكيان الصهيونيّ في حلف ضد القضية الفلسطينية، أيكونُ على هذه الشعوب أن تعتقد أنّ حُكَّامَها الذين ارتكبوا هذه الموبقات العظام أولياءُ أمور لهم على المسلمين السمع والطاعة؟! فإن كان ذلك المحالُ مطلوبًا من تلك الشعوب أفيكون مطلوبا أيضا من شعوب قُتِلتْ وقُتلتْ معها كلُّ آمالها في مصر وليبيا واليمن وسوريا والعراق بدعم من هؤلاء الأمراء؟! كيف يمكن أن نحشر القناعات المتناقضة في قلوب وعقول الشعوب المسلمة حشرا؟ وهم أمّة واحدة ربها واحد ودينها واحد!
أم إنّه من الواجب على كل هذه الشعوب المختلفة أن تؤمن بِأَنَّ لكل بلد مسلمة إسلامها الخاص بها، ولكل قطر من الأقطار المسلمة عدوها، ولكل قوم قَضِيَّتهم، ولكل زمان ومكان مقاييس للحق والباطل تتغير أبداً فلا تثبت على قدم ولا تقف على ساق، وتتبدل دوماً فلا يَمُتُّ اللاحق منها للسابق بأدنى سبب؟! أهذه الصورة يمكن أن تَنْتُجَ عن إقامةٍ لأحكام شريعةٍ متسقةِ الأحكامٍ آخذٍ بعضُها برقاب بعض؟! أهكذا يكون الإسلام قد بنى أمّة واحدة؟! أفلا تعكس هذه الصورةُ العامّة للواقع الذي تنتجه تلك المواقف اختلالًا واضطرابًا يستحيل على شريعة الإسلام الغرّاء؟!
التبعيض البغيض
فإذا انتقلنا إلى الإطار الذي يليه وجدنا تجزئةً وتبعيضًا لما لا يقبل التجزئة ولا التبعيض، فالذي لا يشك فيه عاقل – ابتداء – هو أنّ جميع القضايا التي تعالجها البلدان الإسلامية، وجميع النوازل التي حلت بتلك البلدان؛ لا يمكن بحال أن تكون متقاطعةً متدابرة، أو متباعدةً متنافرة؛ بما يجعل لكل شعب من الشعوب المسلمة ولكل بلد من بلاد الإسلام قضيةً أو نازلةً يمكن أن تُعالَجَ ولو على حساب القضايا والنوازل الخاصة بآخرين من ديار الإسلام، لا يمكن أن يكون حقنُ الدماء في بلد بإراقتها في بلد آخر، لا يمكن أن يكون هدمُ الطواغيت في صقع بإحيائها في أصقاع أخرى، لا يمكن أن يكون القاتلُ السفاحُ لشعب حمامةَ سلام ورسولَ وئام لشعوب أخرى، لا يمكن أن يكون عدوُّ الثورة في بلد مُفَجِّرَها وراعيها في بلد آخر، لا يمكن أن يكون المستبدُّ الذي يتسول الشرعيةَ بإهدار مقدرات بلده داعمًا للشرعية والتنمية معا في بلاد أخرى، هذا كله لا يمكن أن يحدث حتى يمتزج النفط والماء في بئر أو إناء.
وحدة القضية وتعدد النوازل
إنّها قضية واحدة؛ وإن تعددت النوازل التي حلت بالأمة الإسلامية، فجميع هذه النوازل التي تفرقت بتفرق البلدان وتباينت بتياين الأزمان واختلفت في أشكالها باختلاف الظروف والأحوال ليست قضايا متمايزة، وإنّما هي قضايا متفرعة عن قضية واحدة، أو هي بالأحرى نوازل تمثل أصداءً للقضية الواحدة، التي هي بالتحديد وبلا أدنى تعقيد: “ضعفُ الأُمَّة وهوانُها وَتَحَكُّمُ أعدائِها فيها” فالقضية الفلسطينية رغم قِدَمِها ومركزيتها نازلةٌ من نوازلها، وقل مثل ذلك تماماً في سائر النوازل التي حلت بالأمّة في العراق وسوريا واليمن ومصر وغيرها، بل قل مثل ذلك في جميع البلدان العربية والإسلامية التي لا يمثلها حكامها إلا بقدر ما كان يمثلها المندوب السامي للاحتلال؛ فلا استقلال في القرار السياسي، ولا كرامة للمواطن، ولا حرية ولا عيش كريم ولا أمن ولا حماية، وهي تنتظر دورها في قطار التقسيم.
ذلك لأنّ الأمةَ الإسلامية أمّةٌ واحدة، ربها واحد ورسولها واحد ودينها واحد وشريعتها واحدة وقبلتها واحدة؛ وكذلك عدوها واحد، وإن تعددت أنيابه وتنوعت مخالبه، وتشتت مطامحه ومطالبه؛ فلا فرق بين العدوان الأمريكي ثم الإيراني على العراق، والعدوان الإيراني ثم الروسي على سوريا، والعدوان الإسرائيلي بدعم من الأعراب على فلسطين، والعدوان الحوثي ثم القحطاني على اليمن، والعدوان الواقع من الأنظمة العميلة على الشعوب المسلمة؛ هذه الأمّة الواحدة لها قضية معاصرة جامعة، انبثقت عنها كل النوازل التي تعانيها بلدان المسلمين كافّة، هذه القضية الجامعة هي التي أنبأ بها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ الْأُمَمُ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا»([1])، هذه هي القضية الجامعة، التي تفرعت سائر النوازل، وتفرقت وتنوعت وتعددت؛ ومع ذلك لم تنفصل عن أصلها وجذرها، اختلفت في شكلها وصورتها ومع ذلك لم تختلف في جذرها ومضمونها ولم يقع بينها تنافر ولا تدابر، ومن ثمّ فلا مسوغ لجعلها قضايا مختلفة لمجرد نزول حدود سايكس بيكو.
ومن ثمّ فإنّه لا يصح أن تضطرب مدلولات المفردات الكبرى التي تحدد الأطر العقدية والشرعية والمفاهيمية والشعورية التي تتحرك فيها الأمة، هذه المتقابلات الحاسمة: الحق والباطل، العدو والصديق، المجاهد والسفاح، الشهيد والهالك، السنة والبدعة، الإيمان والكفر، الهدى والضلال، الولاء والبراء، هذه المتقابلات وغيرها يجب أن تكون واحدة في جميع الأقطار، فالعدو السفاح المبتدع الضال الهالك عند شعب العراق وسوريا لا يكون صديقا حميما مجاهدا شهيدا عند شعب فلسطين، والولاء والبراء لا يختلف مدلوله ولا تضطرب تطبيقاته باختلاف المواقف السياسية، فلا يكون المسلم في فلسطين والعراق والشام معاديا للصهاينة بينما المسلم في الإمارات والبحرين مواليا لهم، وهكذا في جميع المواقف، يجب أن تكون المفاهيم واحدة وثابتة وأن تكون المواقف المبنية عليها كذلك واحدة وثابتة ومنضبطة – ولو خالفتنا في ذلك الأنظمة – ذلك لأنّ الأمة أمة واحدة ولأنّ قضيتها واحدة.
بين المصالح والمبادئ
لا يوجد تعارض بين المصالح والمبادئ إلا حيث تضطرب الرؤية وتختَلُّ البوصلة ويغلب الهوى على الشرع والعقل، فالأصل أنّ المصالح ليست بعيدة عن المصدر الرئيسي لتقرير المبادئ؛ لذلك وجدنا علماء الشريعة يقررون في شأن المصالح أنّه: “إذا عظمت المصلحة أوجبها الرب في كل شريعة، وكذلك إذا عظمت المفسدة حرمها في كل شريعة، وإن تفاوتت رتب المصالح والمفاسد فقد يقدم الشرع بعض المصالح في بعض الشرائع على غيرها، ويخالف ذلك في بعض الشرائع، وكذلك المفاسد”([2]).
نعم .. قد تتعارض المصالح والمبادئ في الثقافات والحضارات الخارجة على الفطرة، أمّا في الإسلام فلا اختلاف ولا تعارض ولا تضاد ولا تنافر بين المبادئ والمصالح؛ لأسباب، أهمها وحدة المصدر، فالشرع الذي أمر بحفظ المبادئ هو الذي أمر برعاية المصالح، فكما يقول سلطان العلماء: “مَن مارس الشَّرِيعَة وَفهم مَقَاصِد الْكتاب وَالسّنة علم أَن جَمِيع مَا أُمر بِهِ إنما أُمر به لجلب مصلحَة أَو مصَالح أَو لدرء مفْسدَة أَو مفاسد أَو للأمرين، وَأَن جَمِيع مَا نُهي عَنهُ إِنَّمَا نهي عَنهُ لدفع مفْسدَة أَو مفاسد أَو جلب مصلحَة أَو مصَالح أَو للأمرين، والشريعة طافحة بذلك”([3])، ومن الأسباب كذلك أنّ الشريعة الإسلامية أعطت الوسائل أحكام المقاصد، فالثابت أنّ “للْمصَالح والمفاسد أَسبَاب ووسائل، وللوسائل أَحْكَام الْمَقَاصِد، من النّدب والإيجاب وَالتَّحْرِيم وَالْكَرَاهَة وَالْإِبَاحَة”([4]).
لذلك كان طبيعيا أن ينحاز الرسول صلى الله عليه وسلم لمبدأ الوفاء بالعهود والعقود في موقفه من الرجل الذي أسلم وأراد أن يلحق بالمسلمين بعد صلح الحديبية، فعَنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: بَعَثَتْنِي قُرَيْشٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُلْقِيَ فِي قَلْبِي الْإِسْلَامُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي وَاللَّهِ لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ أَبَدًا، فَقَالَ: «إِنِّي لَا أَخِيسُ بِالْعَهْدِ وَلَا أَحْبِسُ الْبُرُدَ»([5])، بل إنّ القرآن تولى بنفسه تقرير مبدأ الوفاء بالعهود والعقود دون الخضوع لأيّ هاجس أو التذرع بأيّ مفسدة متوقعة، قال تعالى: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) (الأنفال: 58)، مما يدل على أنّ الإطاحة بالمبادئ تذرعا بالمصالح ليس من سبيل المؤمنين، وهنا لم يقع تخالف بين المبدأ والمصلحة؛ لأنّ مصلحة بقاء الأمة قدوة للخلق في الوفاء بالعهود أربى من مصلحة المكايدة للعدو.
إنّ الحقيقة التي يجب أن نتملاها جيدا هي أنّ المبادئ والقيم هي التي تكسب المصلحة هويتها، وهي التي تعطي التصرف السياسي وغير السياسي وصف المصلحة، وهي التي تسلبه عنه أيضاً، فلا يُعرف التصرف بأنّه مصلحة أو مفسدة إلا بعرضه على المبادئ والقيم المعيارية، وفي المقابل نجد أنّ المصالح ترعى المبادئ وتعمل على تحقيقها واستمرارها؛ ومن هنا وجدنا أَجِلَّة فقهاء الشريعة يَعُدُّون المصلحة حسنة وخيرا ويَعُدُّون المفسدة سيئة وشرا، ولا يفرقون بين المصلحة والطاعة، ولا بين المفسدة والمعصية، يقول العزّ ابن عبد السلام: “ويُعَبَّرُ عَن الْمصَالح والمفاسد بالمحبوب وَالْمَكْرُوه والحسنات والسيئات وَالْعرْف والنكر وَالْخَيْر وَالشَّر والنفع والضر وَالْحسن والقبح”([6])، بل إنّ المصالح عندنا دين وشريعة وتكاليف يجب على الفرد وعلى المجتمع وعلى الدولة القيام بها، يقول الإمام ابن القيم: “فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها، وحكمة كلها؛ فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث؛ فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل”([7]).
فالشريعة التي أرست المبادئ مبنية على جلب مصالح العباد في المعاش والمعاد، بما يعني عدم إمكان التنافر أو الاختلاف بين المبادئ التي أرستها الشريعة وبين المصالح التي بُنِيَتْ عليها الشريعة، وبناء على ما سبق؛ فإنّ المصلحة التي لا تتحقق إلا بإهدار المبدأ ليست على وجه التحقيق مصلحةً شرعية، إنّما هي مصلحةٌ متوهمة أو مرجوحة، وهي لا تتحقق في الواقع حتى تكون قد أهدرت – مع المبادئ التي أهدرتها – مصالح كبرى وعامّة وكلية، أمّا السياسة فإنّها في جوهرها تصرفات تحقق مصالح مشروعة، إذْ هي: “ما كان من الأفعال؛ بحيث يكون الناس أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد”([8])، هذا هو التعريف الذي يتفق مع اللغة؛ حيث يدور معناها في اللغة على “القيام على الشيء بما يصلحه”([9])، وإذن فالسياسة رعاية للمصالح، والمصالح وسائل للمقاصد، والمقاصد حماية للقيم والمبادئ؛ فلا اختلال.
الموازنة عند التزاحم
بقيت مساحة واسعة ومرنة، يقع فيها الكثير من الخلط والالتباس، بل ويقع فيها الكثير من التصحيف والتحريف، هذه المساحة هي مساحة الموازنة والمفاضلة بين المصالح المتعارضة؛ ومن هنا كان الفقيه الورع مَن عَرَف خير الخيرين وشرّ الشرين؛ لأنّ “الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها – بحسب الإمكان – ومعرفة خيرَ الخيرين وشرَّ الشرين، حتى يُقَدَّمَ عند التزاحم خيرُ الخيرين ويُدْفَعَ شرُّ الشرين”([10])، والتزاحم يعني اجتماع المصالح المتعارضة أو المفاسد المتعارضة في ظرف لا يسمح بجلب المصلحتين معًا أو دفع المفسدتين معًا.
إلا أنّ الشريعة لم تتركنا في هذه المساحات الواسعة الشاسعة نَضِلُّ في وديانها ونَتُوه في شعابها ونركب الصعب بين وهادها ونجادها، وإنّما وضعت لنا معالم بارزة؛ لا يزيغ عنها إلا هالك، ورتبت المصالح من وجوه عديدة، ف”المصالح والمفاسد في رتب متفاوتة، وعلى رتب المصالح تترتب الفضائل في الدنيا، والأجور في العقبى، وعلى رتب المفاسد تترتب الصغائر والكبائر وعقوبات الدنيا والآخرة”([11])، و”تنقسم المصالح والمفاسد إلى نفيس وخسيس، ودقيق وجليل، وكثير وقليل، وجلي وخفي، وآجل أخروي وعاجل دنيوي، والدنيوي ينقسم إلى متوقع وواقع، ومختلف فيه ومتفق عليه”([12]).
وقد وضعت الشريعة ضوابط دقيقة للترجيح بين المصالح المتعارضة، وكذلك بين المفاسد المتعارضة، وكذلك بين مصالح نطلب جلبها ومفاسد نروم دفعها، فقد قرر العلماء بما لا خلاف فيه القواعد الآتية: “إذا تعارضت مفسدتان روعى أعظمهما ضرراً بارتكاب أخفهما”([13])، “يُختار أهون الشرين”([14])، إذا تعارضت المصالح والمفاسد قدم الأرجح منها على المرجوح”([15])، وهذا الترجيح يظهر أثره بين المصالح والطاعات والحسنات، وبين المفاسد والمعاصي والسيئات، وكل ذلك في الجزئيات، أمّا المبادئ والقيم والكليات والأسس فلا مساس بها ولا مساومة عليها، ولا ريب أنّ ما اتخذته حماس من إجراءات في هذا الصدد هو ضد مبادئ كبرى وقيم كلية وأسس عامّة جامعة.
هذا .. وإنّ الاجتهاد في الموازنة بين المصالح المتعارضة أو بين المصالح والمفاسد إنّما هو من نوع الاجتهاد العميق الدقيق الرقيق الذي يحتاج مع ذكاء العقل وصفاء الذهن وعمق الفقه وفهم الواقع وإدراك المقاصد والمآلات؛ يحتاج إلى شمول النظر والاستقصاء في جمع الشواهد المؤيدة لخيار من الخيارات أو الداعمة لضده، مع الانحياز الدائم للمبادئ والقيم؛ إذْ لا يتصور من حيث الأصل أن تكون المصلحة الراجحة متعارضة مع المبدأ الثابت، كيف وهو أحد معايير قياس المصلحة أصلا.
موازنة مغلوطة
وقد وقع خلط كبير لدى الموازنة بين المصالح والمفاسد في مسألة التقارب بين حماس وبين إيران وأذنابها، حيث تتم الموازنة بين وضعين متقابلين على هذا النحو: الوضع الأول: تَمْتِينُ العلاقة مع إيران وأذنابها بما سيترتب عليه من دعمٍ للقضية الفلسطينية وتقويةٍ لجبهة حماس، الوضع الثاني: إنهاءُ العلاقة مع إيران وأذنابها بما سيترتب عليه من تَرْكِ حماس في العراء بلا غطاء ولا وطاء، وتعريض القضية الفلسطينية للتدهور والتراجع، والصحيح أنّ الموازنة ليست على هذا النحو؛ لأنّ إيران وأذنابَها ليسوا داعمين حقيقيين لحماس ولا للقضية الفلسطينية، إنّما هم فقط يلتمسون تسويق مشروعهم عبر تقديم بعض الدعم لقضية لها في حياة الأمة تقدير كبير، والأدلة على ذلك من التاريخ والواقع أكثر من أن تحصى، ولأنّ إنهاء العلاقة كُلِّيًّا غير وارد من الطرفين، ولو – فرضا – وقعَ فلن يترتب عليه كل تلك التخوفات؛ آية ذلك أنّ المقاومة الفلسطينية على مدى تاريخها قامت بواجبها برغم تخلي الجميع عنها عربًا وعجما.
أمّا الموازنة الحقيقية فيجب أن تقع بين وضعين متقابلين على هذا النحو: الوضع الأول: دخول حماس في حلف المشروع الإيرانيّ لمواجهة الحلف العربي الإسرائيلي، الوضع الثاني: بقاء حماس في موقعها وعلى ثغرها متوكلة على ربها، فما أتاها من إيران أو غيرها أخذته بعزة، وما فاتها سيعوضها الله بخير منه، والسبب في هَجْرِ حماس لهذه الوضعية الصحيحة في الموازنة ولياذها بالوضعية السابقة الخاطئة هو الغفلة أو التغافل عن المآل القريب جدًا للعلاقة بين إيران وحماس، وهو أن تصبح حماس مجرد أداة في يد إيران ومشروعها، هذا هو المآل الذي تحتمه الظروف وتمليه الأوضاع ويفرضه القوي الخبيث على الضعيف الغافل، ولا يجدي ولا يفيد أن تبدي حماس وتعيد حول نيتها وعزمها وقوة إيمانها؛ لأنّ هذا وضع لا خلاص منه إلا بالاحتراز العمليّ المبكر، فلا يصح أن تنصح العابد بالمبيت مع جارية لعوب تحت سقف واحد ثم تعول على تقواه، أو أن تنزل الفاس البارع في زبية بها أسود ضارية ثم تراهن على شجاعته.
وماذا عن التحالف؟
وبرغم أنّ وضع حماس مع إيران وأذنابها لا يُبْحَثُ في باب التحالف؛ لكونه تجاوز هذا التكييف إلى وصف لا تُسْعفه أحكام التحالف، فإنّ التحالف الذي يكون على هذا النحو غيرُ جائزٍ قطعًا؛ لأنّ جوازَهُ مشروطٌ بألا تكون رايةُ الباطل غالبةً، وبألا يترتب على ذلك التصرف ضررٌ بأيٍّ من المكونات المسلمة أو بالقضية الإسلامية، وهما شرطان معدومان في العلاقة القائمة بين حماس وبين إيران وأذنابها؛ فمن المحتم حسب معطيات الواقع الجاثم أنّ المشروع الصفويّ سيمتطي صهوة حماس ليصل إلى مآربه، وستكون رايَتُهُ ورايَةُ مشروعِهِ هي الظاهرة، شاءت حماس أو أبت، وسينعكس ذلك بالضرر البالغ، ليس فقط على المسلمين في العراق وسوريا واليمن وإنّما على بلاد الإسلام كافّة، وعلى قضية الإسلام ونوازله أجمع، صحيح أنّ الذي يفصل في حكم التحالف هو نوعية المواد المتحالف عليها قبل كل شيء، لكنّ الشريعة شددت في الشروط لأنّ الجواز جاء على خلاف الأصل، ولأنَّ الأضرارَ الجانبية واردةٌ ورودًا قويًّا، لا سيما مع تعقد السياسة وتَشَابُكِ مسالكها ودروبها، ووقوع أغلب المكونات في السياسة الشيطانية، ودخول الجميع إلا من رحم الله في جحر الضبّ، ولو أنّ حلف الفضول الذي وقع في دار ابن جدعان تَرَتَّبَ عليه ضرر أو جور لما قال فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم ما قال، لقد كان حلفا على نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف، ولم يكن طرف من أطراف هذا الحزب يظلم أحدا او يبغي على أحد.
ولا تركنوا إلى الذين ظلموا
وبذلك الذي سبق يتبين أنّ ما تفعله حماس ليس سياسةً شرعيةً ولا موازنةً بين مصالح مَرْعية ومفاسد غير مَرْضيَّة، إنّما هو من قبيل الركون إلى الظالمين واتخاذ المجرمين بطانةً من دون المؤمنين، ويتبين أيضًا أنّ استدلال العلامة “الددو” بالآيات صحيحٌ وفي موضعه تماما، كما يتبين أنّ ما ظلت الورقة تُدندن حوله من خضوع المسألة للنظر المصلحيّ والتقدير السياسيّ بعيدًا عن المبادئ والأخلاق إنّما هو سياق ركيك متهافت، وأنّ ما تروجه الورقة من رجحان المصلحة في هذا الفعل غير صحيح، ولا يروج مثل هذا الترجيح في سوق الاجتهاد الشرعيّ المنضبط بفلس أبلاه الكساد.
إنّ الآيات هنا حاسمة وصارمة: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) (هود: 113) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (آل عمران: 118)، وإنّ المشروع الصفوي الإيرانيّ وأذرعه الخبيثة في سوريا ولبنان واليمن والعراق هو الظلم في أبشع صوره، وإنّ الخبالَ كلَّ الخبال في ذلك التقارب وذالك التحالف؛ فلا يجوز الإلقاء بمشروع إسلاميٍ سُنّيٍّ خالص في أحضان هؤلاء الخونة المجرمين، الذين شهد التاريخ والواقع بالتواتر القطعيّ للشهادات ودلالاتها على أنّهم خونة، وعلى أنّهم – بصدق – أخطر على الأمة الإسلامية من اليهود والنصارى، ولطالما بحت أصوات الناصحين الذين حذروا الإخوان المسلمين في مصر من ممالأتهم للعسكر وركونهم إلى المجلس العسكري، واتخاذ السيسي وأضرابه بطانة من دون المؤمنين، لكنّ الناصحين كانوا ينفخون في الرماد، فما هي إلا أنْ أطاح العسكر بهم وبجميع من ناصرهم وبكافّة مكاسب الثورة والدعوة.
الأخطاء لا تبرر الأخطاء
أمّا ما ظلت الورقة تردده طوال مسيرتها من المبدأ إلى المنتهى، حول الأخطاء التي ارتكبتها بعض الكيانات الإسلامية، وبعض الشخصيات العلمائية، في سكوتها عن انحرافات الأنظمة والأحزاب التي استعانت بالكفار أو تحالفت مع أهل البغي والظلم، فليس له إلا جواب واحد، وهو أنّ الخطأ لا يُسَوِّغُ الخطأ، ولا يصح الاستدلال على صوابية رؤية خاطئة أو تَوَجُّه منحرف أو فعل شائن؛ لمجرد أنّ آخرين من المسلمين – أو من المنسوبين للإسلام وإن بالكذب – فعلوه، فلم يجدوا من يواجههم بخطئهم، هذا على فرض أنّ جميع العلماء سكتوا فلم يقم أحد منهم بالمواجهة، وهذا ما لم نعرف له وقوعًا حتى في تاريخنا المعاصر، فتبرير الخطأ بالخطأ والتشريع للخطأ بالاتكاء على أخطاء الآخرين منهج غير سديد.
وليس في الورقة أعجب من تبريرها لفعلها – الذي سيكسر قلوب المؤمنين في سوريا – بأنّ المسلمين ممزقزن أصلًا، ولم يعودوا أمةَ مولاةٍ إيمانية! أَلِأَنهم ممزقون نفعل الفعل الذي يزيدهم تمزيقا؟! ألأنّ الأمة لم تعد أمّة موالاة إيمانية نشتط بها إلى أبعد مما آلت إليه؟! من أين استأجرتم كاتب هذه الورقة؟ لا أظنه سكن فلسطين أو أكل زيتونها النقي الزكي؟! أهكذا يتم معالجة قضية شرعية من قضايانا الكبيرة؟!
ثم ما هذا الانحدار في التعبير والتبرير على السواء: “ومن ثم فإنه لا يعقل أن تتعامل الحركة مع كل تلك الانقسامات بتحولاتهها وسيولتها وكأنّها حدث ثابت؟! أو موقف أخلاقيّ لا يتغير، بينما يتغير أصحابها باستمرار وينقسمون على أنفسهم باستمرار، فكيف يمكن للحركة أن تلتزم خطوات سياسية ثابتة تجاه الأحداث والفرقاء والتغير والانقسام سيد الموقف من حولها؟! لا يمكن للحركة على ضوء واقع التجزئة وليس على ضوء موقف أصليّ أن تكون ملكية أكثر من الملك فتتبنى موقفا لصالح طرف قد ينقلب هو على موقفه غدا …” قالت الورقة هذا الكلام بعد أن استعرضت صور الانقسامات الواقعة في العالم العربي والإسلاميّ، وهذا في الحقيقة ليس كلام أناس كبار، إنّه ليس إلا تبريرات الصغار؛ لذلك أشك بدرجة كبيرة أن تكون الورقة قد روجعت من المسئولين أو من أهل العلم في الحركة. وأخيرا – لخلو الورقة من دليل يُعَوَّلُ عليه – أجدني مضطرا لإنهاء الحديث، وأختم بالتنويه على أنّ الركاكة المفرطة في العرض من جهة المبنى والمعنى على السواء دليل واضح على أنّه قد غلب على كاتبها – فردا كان أو مجموعة – العجلة والارتجال، والجمع دون تمييز، والحشو دون تركيز؛ فكأنّ الورقة “خُرْجٌ” امتلأ من خبز الشحاذة حتى أُتْخِمَ، فلا المرءُ قادر على إفراغه بسهولة، ولا هو إذا أفرغه بعد لَأْيٍ يجد فيه رغيفا يشبه أخاه؛ رغم ما بُذِلَ في الجمع والحشر من جهد ومشقة! مما يؤكد انعدام الثقة ويعكس حالة الارتعاش والارتباك، ويزيد من شكوكي بأنّها لا تمت لحماس بأدنى صلة – أتمنى ذلك طبعًا – والله المستعان، وأسأل الله لي ولإخواننا العفو والغفران
-----------
([1]) رواه أحمد في مسنده (37/ 82) برقم (22397) – وأبو داود في سننه (4/ 111) برقم (4297) – ر: السلسلة الصحيحة للألباني (958)
([2]) قواعد الأحكام في مصالح الأنام – العز بن عبد السلام – مكتبة الكليات الأزهرية – القاهرة – ط 1991 م – (1/ 44)
([3]) الفوائد في اختصار المقاصد – العزّ ابن عبد السلام – دار الفكر المعاصر , دار الفكر – دمشق – ط: أولى، 1416ه صــــ53
([4]) الفوائد في اختصار المقاصد – العزّ ابن عبد السلام – دار الفكر المعاصر , دار الفكر – دمشق – ط: أولى، 1416ه صــــ43
([5]) سنن أبي داود (3/ 82) برقم (2758) النسائي في الكبرى برقم (8621) – أحمد في مسنده برقم (23857)
([6]) الفوائد في اختصار المقاصد صـــ 38 ، وقواعد الأحكام في مصالح الأنام – العز بن عبد السلام – مكتبة الكليات الأزهرية – (1/ 5)
([7]) إعلام الموقعين عن رب العالمين – ابن القيم – دار الكتب العلمية – ييروت – الطبعة: الأولى، 1411هـ – 1991م- (3/ 11)
([8]) نقله ابن القيم عن ابن عقيل الحنبليّ في إعلام الموقعين عن رب العالمين، (4/283)، وفي الطرق الحكمية (1/2)
([9]) ر: لسان العرب لابن منظور (4/747)، ط دار الحديث – القاهرة 2003م.
([10]) منهاج السنة النبوية (6/ 118) – وراجع: مجموع الفتاوى (30/ 234)
([11]) قواعد الأحكام في مصالح الأنام – العز بن عبد السلام – مكتبة الكليات الأزهرية – القاهرة – ط 1991 م – (1/ 29-36)
([12]) قواعد الأحكام في مصالح الأنام – العز بن عبد السلام – مكتبة الكليات الأزهرية – القاهرة – ط 1991 م – (1/ 57)
([13]) مجلة الأحكام العدلية م/ 28.
([14]) مجلة الأحكام العدلية م/ 9.
([15]) مجموع فتاوى ابن تيمية 24/269 والقواعد الفقهية الخمس الكبرى ص395.
حوار بين محمد واحمد يعكس واقعنا المنتكس
محمد: مالك يا احمد زعلان ومتنرفز ليه؟
احمد: هو انت ما تعرفش بالمصيبة والكارثة اللى حتحصل في حارتنا اللى اسمها (حارة الايمان) واللى طول عمر الناس بيضربوا بيها المثل في العفة والطهارة.
محمد: ايوه فعلا بس قولى اللهم اجعله خير ايه اللى حصل؟
احمد: عم مؤمن الراجل الطيب العفيف اللى صابر على فقره وربى اولادة على الصلاح والاستقامه.
محمد: ايوه عرفينه ده رجل صالح وطول عمره سمعته طيبة في الحارة وياما ساعدناه ووقفنا معاه, خير ايه اللى مزعلك منه؟
احمد: عم مؤمن ناوى يفتح اوضه في شقته الطاهرة للدعاره.
محمد: يا نهار اسود, مش ممكن,مش معقول, ايه اللى انت بتقوله ده, مستحيل الراجل الطيب ده يختم حياته كده بالعهر والسفالة دى.
احمد: والله زى ما باقولك كده, وكل الحارة مش مصدقين اللى حيحصل ده وزعلانين منه جدا.
محمد: طيب حد ينصحه ويوجهه ويعرف ليه هو ناوى يعمل كده؟
احمد: نصحناه كتير وفيه مجموعة من الحارة راحوا قعدوا معاه وحاولوا معاه كتير مفيش فايده, هو مصر على موقفه المنيل بستين نيله ده.
احمد: وايه موقف الشيخ على امام مسجد حارتنا؟
محمد: الشيخ على الله يكرمه اللى طول عمره بيعلمنا الدين, كان مع المجموعة اللى راحوا له وطبعا مش موافق على اللى حيحصل, وقدم له الأدلة على تحريم الفعل الشنيع ده, ولكن مفيش فايده, فعمل الشيخ على خطبة الجمعة اللى فاتت على الامر ده ووصفه بالفاظ قاسية جدا تناسب شناعة الفعل اللى عايز يعمله.
احمد: زى ايه يعنى الالفاظ القاسية دى؟
محمد: يعنى قال اللى يفتح بيته للدعارة ده يبقى راجل معرص وسافل وديوث.
احمد: ياه, ايه ده؟ دى الفاظ برضه تخرج من شيخ؟ دى الفاظ قاسيه جدا جدا جدا؟
محمد: يعنى انت مش عاجبك الالفاظ, وعاجبك اللى حيحصل.
احمد: ايوه يا محمد الالفاظ قاسية وما تتطلعش من شيخ حافظ القران.
محمد: ليه مش هو ربنا برضه اللى قال في القران في سورة الأعراف (فمثله كمثل الكلب) وقال كمان في سورة الجمعة (كمثل الحمار يحمل اسفارا) وبعدين دى مش شتيمه, الالفاظ دى توصيف للى حصل, عموما سيبك من موضوع الالفاظ دى وقولى ايه موقف الحارة الشريفة من بيت الدعارة اللى حيتفتح فى حارتهم ووسط أولادهم وبناتهم ؟
احمد: لا طبعا كل الشرفاء في الحارة مش موافقين ابدا ما عدا بعض الأقلية اللى مش موافقين بس بيقولا ان عم مؤمن مضطر.
محمد: يعنى ايه مضطر هما علماء عارفين فقه الاضطرار, والضوابط الشرعية له, طيب زى مين كده اللى بيقولوا مضطر؟
احمد: زى الواد دقدق والواد ميشو بيقولوا مضطر وكمان زعلانين اوى من الفاظ الشيخ اللى قالها.
محمد: ما شاء الله, بقى الواد دقدق دلوقتى عالم وفقيه وكمان بيعدل على الشيخ على, هو ناسى يوم ما سالته مين هي مرضعة النبى صلى الله عليه وسلم وبدلا ما يقولى هي (حليمه السعدية) قالى (حليب السعودية), والواد ميشو نسى لما كان معايا في الفصل والمدرس ساله: (من اين يستخرج السكر) قاله (من كيس السكر), ما شاء الله بقوا دلوقتى علماء وفقهاء في الدين وكمان بيعدلوا على الشيخ.
احمد: ما هو انا برضه قلتلهم زى انت ما قلت وقلت لهم يحترموا كلام الشيخ اللى كانوا بيسالوه في احكام الدين قالوا, الشيخ بيفهم في المسالك البولية والحيض والنفاس بس, اما الحاجات التانية الكبيرة فاحنا بنفهم احسن منه.
محمد: طيب سيبك من شوية الجهال دول وقولى بقية الناس المحترمة في الحاره اللى مش موافقين على قلة الادب والسفالة دى ولا يقبلوا ان يفتح بيت دعارة في حارتهم الشريفة, ما هو موقفهم وحيعملوا ايه علشان يمنعوا المنكر ده في الحارة.
احمد: هم اجتمعوا امبارح وناقشوا كلام الشيخ على واستنكروا جميعا كلام الشيخ على وقرروا ان يذهبوا الى قسم الشرطة.
محمد: ما شاء الله, الله اكبر, ايوه كده, خليهم يعملوا محضر ويمنعوا الدعارة اللى حتحصل دى.
احمد: لا هم اتفقوا جميعا على عمل محضر ضد الشيخ على, علشان الالفاظ اللى قالها, مش علشان الدعارة.
زمن الرويبضة وللاسف يستعلون على العلماء بالجهل والغباء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إنها ستأتي على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة ، قيل: وما الرويبضة؟ قال : (السفيه يتكلم في أمر العامة). رواه الامام احمد وفى رواية للامام احمد أيضا (الفَوُيْسِقُ يَتَكَلَّمُ في أمْرِ العامَّةِ) وفى رواية لابن ماجه (الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ).
صدق والله رسول الله صلى الله عليه وسلم فاصبح اليوم (السفيه والفويسق والتافه) يتحدثون في الأمور العامة بلا فقه ولا علم شرعى بل والمصيبة الأكبر انهم يسفهون العلماء ويعدلون على اقوالهم بالجهل والهبل والعبط.
فيا أيها (السفيه) و(الفويسق) و(التافه) الزم حدك واحترم نفسك ولا تعدل على العلماء بجهلك وابشر بقول الله عز وجل في سورة الانعام (وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ) وقال كذلك في سورة الانعام أيضا (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
والنبى صلى الله عليه وسلم يقول (مَنْ قَالَ فِى الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ). أخرجه أحمد والترمذي (حسن صحيح).
-------
بيانات لبعض العلماء ضد خطيئة حماس بالصلح مع بشار
في بيان مشترك.. علماء مسلمون يحذّرون "حماس" من التطبيع مع النظام السوري
لقاء مجموعة من علماء المسلمين مع إسماعيل هنية في إسطنبول
تاريخ النشر: 10.07.2022 | 13:03 دمشق
أكد 8 علماء يترأسون كبرى المؤسسات والاتحادات الإسلامية في بيان مشترك بعد لقائهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن تطبيع الحركة علاقاتها مع النظام السوري "فيه مفاسد عظيمة ولا تتفق مع المبادئ والقيم والضوابط الشرعية".
وجاء في بيان مشترك للعلماء حصل موقع تلفزيون سوريا على نسخة منه: "إيماناً من العلماء بدورهم وقياما بوظيفتهم من قول الحق ونصح الخلق، ويقينا بأهمية قضية فلسطين وسعياً للإسهام في القيام بحقها وحق شعبها المجاهد، وحرصاً منهم على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ذات التاريخ الناصع والتجربة التي ألهمت الأمة، بقياداتها التي ضحت تضحياتٍ كبيرةً لا يزايد عليها أحد، وتقديراً للرأي العام المشغول بقضية فلسطين وما يجري لها من تطورات مهمة في هذه الفترة من حياة الأمة.. فقد تنادى عدد من العلماء ورأوا الاجتماع بقيادة المكتب السياسي للحركة للاستماع منهم مباشرة حول ما يتعلق بقرارهم الخاص باستعادة العلاقة مع النظام السوري، والقيام بواجب النصيحة".
واستمع وفد العلماء في لقاء هنية لحيثيات قرار إعادة العلاقات مع نظام الأسد ومسوغاته من وجهة نظرهم.
وطالب الوفد العلمائي بأن تراجع حركة حماس قرارها "وإعادة دراسته في ضوء ما ذكره العلماء".
وبحسب البيان، وعد هنية بعرض كلام العلماء على مكتب الحركة في أقرب اجتماع له.
وأشار البيان إلى أن "العلماء في انتظار رد قيادة الحركة ليقوموا بالواجب الشرعي المناسب للموقف، والمحقق لمصلحة قضية فلسطين التي هي قضية المسلمين جميعاً".
وحضر الاجتماع كل من:
الشيخ د. عبد المجيد الزنداني - رئيس هيئة علماء اليمن
الشيخ د. أسامة الرفاعي - رئيس المجلس الإسلامي السوري
الشيخ د. علي القره داغي - الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الشيخ د. عصام أحمد البشير - نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الشيخ د. عبد الحي يوسف - عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الشيخ د. محمد عبد الكريم الشيخ - الأمين العام لرابطة علماء المسلمين
الشيخ سامي الساعدي - الأمين العام لمجلس البحوث بدار الإفتاء الليبية
الشيخ د. وصفي عاشور أبو زيد - عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
وقال الدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تغريدة: "بينا موقفنا ونصحنا مع جمع من أهل العلم والفقه في اجتماع بالمكتب السياسي للحركة حماس من استعادة علاقاتها مع السلطة السورية؛ وقد وعدوا بدراسة مطلبنا ونقله للقيادة العليا ومن ثم الرد واتخاذ الموقف المناسب. ونحن نقول: السلطة السورية هي تحالف من القتلة وليس لها معالم الدولة".
واستدعت ردود الفعل الغاضبة المجلس الإسلامي السوري لإصدار بيان توضيحي تلاه المتحدث باسمه الشيخ مطيع البطين.
وقال البطين: "إن لقاء العلماء وفي مقدمتهم الشيخ أسامة الرفاعي مع قيادة حركة حماس كان لغرض واحد وهو تنبيه الحركة بغرض ثنيها عن قرار إعادة علاقتها بالنظام المجرم".
وأضاف: "تم خلال اللقاء إيصال رسائل واضحة من علماء العالم الإسلامي عموماً والمجلس الإسلامي السوري خصوصاً، مفادها إن لم تستجب الحركة لطلب العلماء فسيصدر المجلس الإسلامي السوري بياناً تفصيلياً حول هذا القرار الخطير. وكذلك شأن سائر العلماء الذين ما زالوا ينتظرون الجواب".
---------
للأسف تجاهل قادة حماس كل التحذيرات وقرروا الركون الى الظالمين بإعادة العلاقات مع بشار الأسد.
---------
هيئة فلسطين - تركيا مؤسسة غراس الأقصى - الشمال السوري
و 20 صفر/1444 و 17 / 9 / 2022
بيان بشأن تطبيع حركة حماس علاقاتها مع النظام السوري) الحمد لله القائل: { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون} هود: 113] والصلاة والس لام على النبي العدنان القائل: ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يستلمه، ولا يخذله)، وبعد
فقد بان المخبوء، وظهرت الحقائق، وكشف اللثام عن وجوه خدعت أمة ساندتها دهرا من الزمان. لقد ساءنا وساء كل مسلم غيور من فلسطين وخارجها ذلك الموقف غير المسؤول الذي أعلنته حركة حماس مؤخرا، إذ صرحت فيه بإعادة تطبيع علاقاتها مع النظام السوري النصيري المجرم، وتبعها وبارك خطوتها هذه جمع من الفصائل الفلسطينية؛ في انسلاخ صريح من المبادئ الإسلامية والأخلاقية التي لطالما تغنت بها ورفعت لواءهاء وبهذه الخطوة - غير المباركة - تكون حركة حماس ومن خلفها الفصائل التي دعمت موقفها، قد أدارت ظهرها الشعوب أهل السنة ونصائح علمائهم وقاداتهم، ويممت وجهها تجاه الحلف الشيعي الرافضي، حيث مصالحها الحزبية الضيقة التي صارت تنزلها منزلة مصالح الأمة لقد وقعت حماس في الفخ منذ أن قبلت بالمشاركة السياسية تحت مظلة أوسلو، ولأن العدو يعرف كيف يطوع الجماعات والأحزاب؛ فقد جعل لها فرصة لتفوز ففازت، ولكنها سقطت حيث أرادت الصعود، ونزلت حين ظنت نفسها تصعد وتعلو، وها هي الأعوام الخمسة عشر الماضية تثبت بجدارة أن حماس قد كبلت أقدامها وأيديها عن معركة التحرير، وأن الإسلام في غزة التي تحكمها يراوح مكانه، مع ازدياد حالات الانفلات الاجتماعي التي لا حسيب عليها ولا رقيب؛ ولم ينته النفق المظلم بعد، حيث كانت آخر الأثافي بيع قضية أهل السنة في سوريا التي لم يعرف التاريخ المعاصر بل ولا القديم نظاما أجرم بحق شعبه وأبناء بلده كما فعل هذا النظام الفاشي الديكتاتوري. ولا يسعنا إزاء هذا الحدث العظيم، إلا أن يكون لنا عدة وقفات أولا: رسالتنا إلى قواعد الحركات الإسلامية والوطنية العاملة في فلسطين: إن فلسطين أمانة في أعناقكم، وإنه لن يحررها إلا أهل السنة الذين وعوا معنى لا إله إلا الله، ودونكم سيرة صلاح الدين فانظروها لتعملوا أنه ما فتح بیت المقدس حتى أزال دولة العبيديين في مصر، هذه الدولة التي تحمل إيران موروثها التاريخي الحافل بالخيانة والغدر وطعن الظهر. فلئن ركنت قيادتكم إلى الحلف الشيعي طمعا بماله السياسي فاحذروا من الوقوع في هذا الفخ؛ فأنكروا منكر قياداتكم، وبينوا للناس عقيدة الشيعة الروافض واعرفوا خطرهم على الأمة، لتعلموا الموضع الذي يجب أن تكون فيه أقدامكم.
ثانيا: إلى أبناء شعبنا الفلسطيني الصابر المجاهد: إنكم أعلم الناس وأدراهم بألم الخذلان، فلم يكن لشيء أثر كما كان لخذلان حكام العرب لقضيتنا، وتطبيعهم مع قاتل أطفالنا ومستبيح حرماتنا، فكيف نقبل اليوم أن يقف جمع من أبناءنا موقف الخاذل ويضع يده بيد س فاح أذاق اخواننا السوريين ألوان الأسى وأنواع الآلام؟! فواجب أخلاقي وتاريخي علينا أن نقول لهؤلاء الساسة بملئ الفم لن نسمح لكم أن توصموا قضيتنا الناصعة بالخذلان، ولا أن تصطفوا بها في صف أعداء أمتنا وديننا..
ثالثا: إلى الشعب السوري الشقيق: إن هذا الموقف المخزي لا يمثلنا نحن أهل فلسطين، بل ولا يمثل كثيرا من أبناء حركة حماس وقواعدها، فنحن نعلم يقينا رفضهم له، فلا تظنوا أن أهل فلسطين تنكبوا لقضيتكم، فجراحنا وآلامنا واحدة، وعدونا واحد، كما أن مصيرنا واحد، وإننا على يقين أن زوال اليهود عن أرضنا سيكون في اليوم التالي لزوال النظام النصيري من سوريا، وما ذلك على الله بعزيزه رابعا: إن هذا المنعطف الخطير يحتم علينا إدراك أثر المال السياسي في حرف التوجهات، فنوصي عموم المسلمين أن يحذروا من فخاخه؛ ففقر مدقع، خير من غنى مهلك، والله هو الرزاق، وإنما هي أيام بلاء وتمضي، وإن من قتل ملايين المسلمين في السنين العشر الماضية في اليمن وسوريا والأحواز والعراق ولبنان: لن ينصرهم على اليهود فإن الرافضة واليهود وجهان لعملة واحدة، على وجهها: دمار الإسلام من خارجه، وظهرها: دمار الإسلام من داخله والله المستعان وعليه التوكل والاعتماد..
--------
علماء المسلمين بلبنان تُدين تطبيع حماس مع نظام الأسد وتعتبرها تأهيل للطاغية
هيئة علماء المسلمين في لبنان
﴿لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنّاسِ وَلا تَكتُمونَهُ﴾
تدين "هيئة علماء المسلمين في لبنان" كل محاولة للتطبيع مع نظام الإجرام الأسدي وتعتبرها خدمة لإعادة تأهيل الطاغية وتلميعا للمحور الوالغ في دماء الأبرياء، سواء صدر هذا التطبيع عن شخصية أو حركة أو جماعة أو هيئة أو دولة.
وتؤكد على أن الأمة الإسلامية هي العمق الاستراتيجي الوحيد، وخاصة في مشروع تحرير فلسطين.
#هيئة_علماء_المسلمين_في_لبنان
الأحد في ٢٢ صفر ١٤٤٤
الموافق ١٨ أيلول ٢٠٢٢
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إنها ستأتي على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة ، قيل: وما الرويبضة؟ قال : (السفيه يتكلم في أمر العامة). رواه الامام احمد وفى رواية للامام احمد أيضا (الفَوُيْسِقُ يَتَكَلَّمُ في أمْرِ العامَّةِ) وفى رواية لابن ماجه (الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ).
صدق والله رسول الله صلى الله عليه وسلم فاصبح اليوم (السفيه والفويسق والتافه) يتحدثون في الأمور العامة بلا فقه ولا علم شرعى بل والمصيبة الأكبر انهم يسفهون العلماء ويعدلون على اقوالهم بالجهل والهبل والعبط.
فيا أيها (السفيه) و(الفويسق) و(التافه) الزم حدك واحترم نفسك ولا تعدل على العلماء بجهلك وابشر بقول الله عز وجل في سورة الانعام (وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ) وقال كذلك في سورة الانعام أيضا (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
والنبى صلى الله عليه وسلم يقول (مَنْ قَالَ فِى الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ). أخرجه أحمد والترمذي (حسن صحيح).
-------
بيانات لبعض العلماء ضد خطيئة حماس بالصلح مع بشار
في بيان مشترك.. علماء مسلمون يحذّرون "حماس" من التطبيع مع النظام السوري
لقاء مجموعة من علماء المسلمين مع إسماعيل هنية في إسطنبول
تاريخ النشر: 10.07.2022 | 13:03 دمشق
أكد 8 علماء يترأسون كبرى المؤسسات والاتحادات الإسلامية في بيان مشترك بعد لقائهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن تطبيع الحركة علاقاتها مع النظام السوري "فيه مفاسد عظيمة ولا تتفق مع المبادئ والقيم والضوابط الشرعية".
وجاء في بيان مشترك للعلماء حصل موقع تلفزيون سوريا على نسخة منه: "إيماناً من العلماء بدورهم وقياما بوظيفتهم من قول الحق ونصح الخلق، ويقينا بأهمية قضية فلسطين وسعياً للإسهام في القيام بحقها وحق شعبها المجاهد، وحرصاً منهم على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ذات التاريخ الناصع والتجربة التي ألهمت الأمة، بقياداتها التي ضحت تضحياتٍ كبيرةً لا يزايد عليها أحد، وتقديراً للرأي العام المشغول بقضية فلسطين وما يجري لها من تطورات مهمة في هذه الفترة من حياة الأمة.. فقد تنادى عدد من العلماء ورأوا الاجتماع بقيادة المكتب السياسي للحركة للاستماع منهم مباشرة حول ما يتعلق بقرارهم الخاص باستعادة العلاقة مع النظام السوري، والقيام بواجب النصيحة".
واستمع وفد العلماء في لقاء هنية لحيثيات قرار إعادة العلاقات مع نظام الأسد ومسوغاته من وجهة نظرهم.
وطالب الوفد العلمائي بأن تراجع حركة حماس قرارها "وإعادة دراسته في ضوء ما ذكره العلماء".
وبحسب البيان، وعد هنية بعرض كلام العلماء على مكتب الحركة في أقرب اجتماع له.
وأشار البيان إلى أن "العلماء في انتظار رد قيادة الحركة ليقوموا بالواجب الشرعي المناسب للموقف، والمحقق لمصلحة قضية فلسطين التي هي قضية المسلمين جميعاً".
وحضر الاجتماع كل من:
الشيخ د. عبد المجيد الزنداني - رئيس هيئة علماء اليمن
الشيخ د. أسامة الرفاعي - رئيس المجلس الإسلامي السوري
الشيخ د. علي القره داغي - الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الشيخ د. عصام أحمد البشير - نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الشيخ د. عبد الحي يوسف - عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الشيخ د. محمد عبد الكريم الشيخ - الأمين العام لرابطة علماء المسلمين
الشيخ سامي الساعدي - الأمين العام لمجلس البحوث بدار الإفتاء الليبية
الشيخ د. وصفي عاشور أبو زيد - عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
وقال الدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تغريدة: "بينا موقفنا ونصحنا مع جمع من أهل العلم والفقه في اجتماع بالمكتب السياسي للحركة حماس من استعادة علاقاتها مع السلطة السورية؛ وقد وعدوا بدراسة مطلبنا ونقله للقيادة العليا ومن ثم الرد واتخاذ الموقف المناسب. ونحن نقول: السلطة السورية هي تحالف من القتلة وليس لها معالم الدولة".
واستدعت ردود الفعل الغاضبة المجلس الإسلامي السوري لإصدار بيان توضيحي تلاه المتحدث باسمه الشيخ مطيع البطين.
وقال البطين: "إن لقاء العلماء وفي مقدمتهم الشيخ أسامة الرفاعي مع قيادة حركة حماس كان لغرض واحد وهو تنبيه الحركة بغرض ثنيها عن قرار إعادة علاقتها بالنظام المجرم".
وأضاف: "تم خلال اللقاء إيصال رسائل واضحة من علماء العالم الإسلامي عموماً والمجلس الإسلامي السوري خصوصاً، مفادها إن لم تستجب الحركة لطلب العلماء فسيصدر المجلس الإسلامي السوري بياناً تفصيلياً حول هذا القرار الخطير. وكذلك شأن سائر العلماء الذين ما زالوا ينتظرون الجواب".
---------
للأسف تجاهل قادة حماس كل التحذيرات وقرروا الركون الى الظالمين بإعادة العلاقات مع بشار الأسد.
---------
هيئة فلسطين - تركيا مؤسسة غراس الأقصى - الشمال السوري
و 20 صفر/1444 و 17 / 9 / 2022
بيان بشأن تطبيع حركة حماس علاقاتها مع النظام السوري) الحمد لله القائل: { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون} هود: 113] والصلاة والس لام على النبي العدنان القائل: ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يستلمه، ولا يخذله)، وبعد
فقد بان المخبوء، وظهرت الحقائق، وكشف اللثام عن وجوه خدعت أمة ساندتها دهرا من الزمان. لقد ساءنا وساء كل مسلم غيور من فلسطين وخارجها ذلك الموقف غير المسؤول الذي أعلنته حركة حماس مؤخرا، إذ صرحت فيه بإعادة تطبيع علاقاتها مع النظام السوري النصيري المجرم، وتبعها وبارك خطوتها هذه جمع من الفصائل الفلسطينية؛ في انسلاخ صريح من المبادئ الإسلامية والأخلاقية التي لطالما تغنت بها ورفعت لواءهاء وبهذه الخطوة - غير المباركة - تكون حركة حماس ومن خلفها الفصائل التي دعمت موقفها، قد أدارت ظهرها الشعوب أهل السنة ونصائح علمائهم وقاداتهم، ويممت وجهها تجاه الحلف الشيعي الرافضي، حيث مصالحها الحزبية الضيقة التي صارت تنزلها منزلة مصالح الأمة لقد وقعت حماس في الفخ منذ أن قبلت بالمشاركة السياسية تحت مظلة أوسلو، ولأن العدو يعرف كيف يطوع الجماعات والأحزاب؛ فقد جعل لها فرصة لتفوز ففازت، ولكنها سقطت حيث أرادت الصعود، ونزلت حين ظنت نفسها تصعد وتعلو، وها هي الأعوام الخمسة عشر الماضية تثبت بجدارة أن حماس قد كبلت أقدامها وأيديها عن معركة التحرير، وأن الإسلام في غزة التي تحكمها يراوح مكانه، مع ازدياد حالات الانفلات الاجتماعي التي لا حسيب عليها ولا رقيب؛ ولم ينته النفق المظلم بعد، حيث كانت آخر الأثافي بيع قضية أهل السنة في سوريا التي لم يعرف التاريخ المعاصر بل ولا القديم نظاما أجرم بحق شعبه وأبناء بلده كما فعل هذا النظام الفاشي الديكتاتوري. ولا يسعنا إزاء هذا الحدث العظيم، إلا أن يكون لنا عدة وقفات أولا: رسالتنا إلى قواعد الحركات الإسلامية والوطنية العاملة في فلسطين: إن فلسطين أمانة في أعناقكم، وإنه لن يحررها إلا أهل السنة الذين وعوا معنى لا إله إلا الله، ودونكم سيرة صلاح الدين فانظروها لتعملوا أنه ما فتح بیت المقدس حتى أزال دولة العبيديين في مصر، هذه الدولة التي تحمل إيران موروثها التاريخي الحافل بالخيانة والغدر وطعن الظهر. فلئن ركنت قيادتكم إلى الحلف الشيعي طمعا بماله السياسي فاحذروا من الوقوع في هذا الفخ؛ فأنكروا منكر قياداتكم، وبينوا للناس عقيدة الشيعة الروافض واعرفوا خطرهم على الأمة، لتعلموا الموضع الذي يجب أن تكون فيه أقدامكم.
ثانيا: إلى أبناء شعبنا الفلسطيني الصابر المجاهد: إنكم أعلم الناس وأدراهم بألم الخذلان، فلم يكن لشيء أثر كما كان لخذلان حكام العرب لقضيتنا، وتطبيعهم مع قاتل أطفالنا ومستبيح حرماتنا، فكيف نقبل اليوم أن يقف جمع من أبناءنا موقف الخاذل ويضع يده بيد س فاح أذاق اخواننا السوريين ألوان الأسى وأنواع الآلام؟! فواجب أخلاقي وتاريخي علينا أن نقول لهؤلاء الساسة بملئ الفم لن نسمح لكم أن توصموا قضيتنا الناصعة بالخذلان، ولا أن تصطفوا بها في صف أعداء أمتنا وديننا..
ثالثا: إلى الشعب السوري الشقيق: إن هذا الموقف المخزي لا يمثلنا نحن أهل فلسطين، بل ولا يمثل كثيرا من أبناء حركة حماس وقواعدها، فنحن نعلم يقينا رفضهم له، فلا تظنوا أن أهل فلسطين تنكبوا لقضيتكم، فجراحنا وآلامنا واحدة، وعدونا واحد، كما أن مصيرنا واحد، وإننا على يقين أن زوال اليهود عن أرضنا سيكون في اليوم التالي لزوال النظام النصيري من سوريا، وما ذلك على الله بعزيزه رابعا: إن هذا المنعطف الخطير يحتم علينا إدراك أثر المال السياسي في حرف التوجهات، فنوصي عموم المسلمين أن يحذروا من فخاخه؛ ففقر مدقع، خير من غنى مهلك، والله هو الرزاق، وإنما هي أيام بلاء وتمضي، وإن من قتل ملايين المسلمين في السنين العشر الماضية في اليمن وسوريا والأحواز والعراق ولبنان: لن ينصرهم على اليهود فإن الرافضة واليهود وجهان لعملة واحدة، على وجهها: دمار الإسلام من خارجه، وظهرها: دمار الإسلام من داخله والله المستعان وعليه التوكل والاعتماد..
--------
علماء المسلمين بلبنان تُدين تطبيع حماس مع نظام الأسد وتعتبرها تأهيل للطاغية
هيئة علماء المسلمين في لبنان
﴿لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنّاسِ وَلا تَكتُمونَهُ﴾
تدين "هيئة علماء المسلمين في لبنان" كل محاولة للتطبيع مع نظام الإجرام الأسدي وتعتبرها خدمة لإعادة تأهيل الطاغية وتلميعا للمحور الوالغ في دماء الأبرياء، سواء صدر هذا التطبيع عن شخصية أو حركة أو جماعة أو هيئة أو دولة.
وتؤكد على أن الأمة الإسلامية هي العمق الاستراتيجي الوحيد، وخاصة في مشروع تحرير فلسطين.
#هيئة_علماء_المسلمين_في_لبنان
الأحد في ٢٢ صفر ١٤٤٤
الموافق ١٨ أيلول ٢٠٢٢
قصة محمد رشوان (ديني يمنعني) الكلمه التي هزت اليابانين
(محمد علي رشوان)؟!
كان رشوان يعتبر أسطورة مصرية وفخر العرب، وحديث العالم كله في يوم من الأيام.
في بدايته كان لاعب جودو متميز استطاع أن يكسب بطولات متعددة، حتى كسب بطولة إفريقيا؛ ووقتها نزل خبر من سطرين (إنه كسب البطولة).
وظل رشوان بعيدًا عن مسامع وأعين المصريين حتى سنة 1984 موعد الأولمبياد في لوس أنجلوس: خلالها لعب رشوان مباراة بعد الأخرى وفاز في كل مباراة باكتساح؛ وفوجئ الجميع أن ابن مصر سيلعب المباراة النهائية؛ ومصر لأول مرة في التاريخ في طريقها إلى الفوز بميدالية أولمبية، إما ذهب أو فضة.
وبدأت الجرائد تكتب والإذاعات تتكلم والتلفزيون يهلل باسم البطل... وبسرعة البرق عرفه كل المصريين، ونُقلت المباراة النهائية على الهواء مباشرة، وسهر الشعب المصري والعربي يتابع ويدعي للبطل الإسكندراني ليكسب الميدالية الذهبية؛ بالرغم أن خصمه كان بطل أبطال العالم الياباني الرهيب ياماشتا...
لكن...
ومع بداية المباراة لاحظ المتابعون شيئا غريبا جدا: رشوان كان في الالتحام مع خصمه لا يضربه في رجله!!! وذلك عجيب في لعبة الجودو!!!فخسر كذا نقطة!!!وهنا سمع العالم كله صراخ مدرب رشوان وهو يقول له: "اضربه في رجله الشمال... اضربه في رجله الشمال وهات الذهب لمصر"...لكن كانت إجابة رشوان أنه رفض ولم يحاول حتى أن يحرز نقطة بهذه الطريقة. وفازت اليابان بالذهبية، وفازت مصر بالفضة.
طبعًا الجمهور كان في غاية الحزن على ضياع الذهب وغير مفهوم له لماذا لم يضرب رشوان خصمه في رجله بقوة ورفض حتى تنفيذ تعليمات مدربه!!!
وسرعان ما أقيم المؤتمر الصحفي ووقف صحفي أجنبي يسأل محمد رشوان: لماذا لم تنفذ تعليمات مدربك وتضرب خصمك في رجله وتكسب النقاط التي خسرتها؟
فرد رشوان: "وصلتني معلومة مؤكدة أن البطل الياباني مصاب بقطع في الرباط الداخلي للركبة اليسرى، وأن أي ركلة قوية فيها يمكن أن تدمرها تماما، ولكنه أخفى الخبر، وقرر اللعب والتضحية لأنه يمثل وطنه.
وهنا سأله نفس الصحفي: ولكنها كانت فرصة عظيمة، وكان أولى أنك تفوز!! لماذا لم تستغل الفرصة وتحقق الذهب لبلدك؟
وهنا كان الرد التاريخي لمحمد رشوان: (ديني يمنعني أن أضرب مصاب وأهدد مستقبله من أجل ميدالية) في هذه اللحظة وقف الجميع يصفقون طويلًا للبطل الإسكندراني المسلم.
وبعدها:
*كرمته اليونسكو على تلك الأخلاق العظيمة؛
*واختير كصاحب أفضل أخلاق رياضية بالعالم؛
*ومنحته اللجنة المنظمة ميدالية ذهبية فخرية لكونه يستحقها فعلا؛
*وذاع صيته في العالم كله؛ *وكرمه "اليابانيون" بشكل خاص واستقبلوه في زيارته بعد ذلك لليابان كملك متوج.
وبعدها بدأ الملايين يبحثون عن هذا الدين العظيم الذي يأمر من يعتنقه بتلك الأخلاق الكريمة!!!
وتشير البيانات والإحصائيات إلى أن هناك أكثر من خمسين ألف شخص حول العالم أعلنوا إسلامهم بسبب هذا الموقف؛
ومن ضمن من أعلنوا إسلامهم كانت "ريكو" تلك الفتاة اليابانية التي أحبته وأحبها وتزوجا بالفعل، لتنجب له علي وعمر وعلياء، ويعيشوا جميعًا بالإسكندرية بعد أن أصبح فيما بعد حكمًا دوليًا مرموقًا وعضوًا في الاتحاد العالمي للعبة ورجل أعمال إسكندراني.
ربما لو كان رشوان قد فاز بالذهب لما كان حصل على نصف ما ناله من تكريم وتقدير وحب في قلوب العالم.
هذا هو ديننا العظيم الإسلام الذى علمنا هذه الاخلاق العظيمة.
ضريبة الذل
كتب: سيد قطب
بعض النفوس الضعيفة يخيل إليها أن للكرامة ضريبة باهظة، لا تطاق، فتختار الذل والمهانة هرباً من هذه التكاليف الثقال، فتعيش عيشة تافهة، رخيصة، مفزعة، قلقة، تخاف من ظلها، وتَفْرَقُ من صداها، {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ} [المنافقون]، {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} [البقرة].
هؤلاء الأذلاء يؤدون ضريبة أفدح من تكاليف الكرامة، إنهم يؤدون ضريبة الذل كاملة، يؤدونها من نفوسهم، ويؤدونها من أقدارهم، ويؤدونها من سمعتهم، ويؤدونها من اطمئنانهم، وكثيراً ما يؤدونها من دمائهم وأموالهم وهم لا يشعرون.
وإنهم ليحسبون أنهم ينالون في مقابل الكرامة التي يبذلونها قربى ذوي الجاه والسلطان حين يؤدون إليهم ضريبة الذل وهم صاغرون، ولكن كم من تجربة انكشفت عن نبذ الأذلاء نبذ النواة، بأيدي سادتهم الذين عبدوهم من دون الله، كم من رجل باع رجولته، ومرغ خديه في الثرى تحت أقدام السادة، وخنع، وخضع، وضحى بكل مقومات الحياة الإنسانية، وبكل المقدسات التي عرفتها البشرية، وبكل الأمانات التي ناطها الله به، أو ناطها الناس ... ثم في النهاية إذا هو رخيص رخيص، هَيِّنٌ هَيِّن، حتى على السادة الذين استخدموه كالكلب الذليل، السادة الذين لهث في إثرهم، ووَصْوَصَ بذنبه لهم، ومرغ نفسه في الوحل ليحوز منهم الرضاء!
كم من رجل كان يملك أن يكون شريفاً، وأن يكون كريماً، وأن يصون أمانة الله بين يديه، ويحافظ على كرامة الحق، وكرامة الإنسانية، وكان في موقفه هذا مرهوب الجانب، لا يملك له أحد شيئاً، حتى الذين لا يريدون له أن يرعى الأمانة، وأن يحرس الحق، وأن يستعز بالكرامة، فلما أن خان الأمانة التي بين يديه، وضعف عن تكاليف الكرامة، وتجرد من عزة الحق، هان على الذين كانوا يهابونه، وذل عند من كانوا يرهبون الحق الذي هو حارسه، ورخص عند من كانوا يحاولون شراءه، رخص حتى أعرضوا عن شرائه، ثم نُبِذَ كما تُنْبَذُ الجيفة، وركلته الأقدام، أقدام الذين كانوا يَعِدُونه ويمنونه يوم كان له من الحق جاه، ومن الكرامة هيبة، ومن الأمانة ملاذ.
كثير هم الذين يَهْوُونَ من القمة إلى السَّفْح، لا يرحمهم أحد، ولا يترحم عليهم أحد،
ولا يسير في جنازتهم أحد، حتى السادة الذين في سبيلهم هَوَوْا من قمة الكرامة إلى سفوح الذل، ومن عزة الحق إلى مَهَاوي الضلال، ومع تكاثر العظات والتجارب فإننا ما نزال نشهد في كل يوم ضحية، ضحية تؤدي ضريبة الذل كاملة، ضحية تخون الله والناس، وتضحي بالأمانة وبالكرامة، ضحية تلهث في إثر السادة، وتلهث في إثر المطمع والمطمح، وتلهث وراء الوعود والسراب ..... ثم تَهْوِي وتَنْزَوِي هنالك في السفح خَانِعَةً مَهِينَة، ينظر إليها الناس في شماتة، وينظر إليها السادة في احتقار.
لقد شاهدتُ في عمري المحدود - ومازلت أشاهد - عشرات من الرجال الكبار يحنون الرؤوس لغير الواحد القهار، ويتقدمون خاشعين، يحملون ضرائب الذل،
تُبْهِظ كواهلهم، وتحني هاماتهم، وتلوي أعناقهم، وتُنَكِّس رؤوسهم.... ثم يُطْرَدُون كالكلاب، بعد أن يضعوا أحمالهم، ويسلموا بضاعتهم، ويتجردوا من الحُسنَيَيْن في الدنيا والآخرة، ويَمضون بعد ذلك في قافلة الرقيق، لا يَحُسُّ بهم أحد حتى الجلاد.
لقد شاهدتهم وفي وسعهم أن يكونوا أحراراً، ولكنهم يختارون العبودية، وفي طاقتهم أن يكونوا أقوياء،
ولكنهم يختارون التخاذل، وفي إمكانهم أن يكونوا مرهوبي الجانب، ولكنهم يختارون الجبن والمهانة .... شاهدتهم يهربون من العزة كي لا تكلفهم درهماً، وهم يؤدون للذل ديناراً أو قنطاراً، شاهدتهم يرتكبون كل كبيرة ليرضوا صاحب جاه أو سلطان، ويستظلوا بجاهه أو سلطانه، وهم يملكون أن يَرْهَبَهم ذوو الجاه والسلطان! لا ، بل شاهدت شعوباً بأَسْرِها تُشْفِقُ من تكاليف الحرية مرة، فتظل تؤدي ضرائب العبودية مرات، ضرائب لا تُقَاس إليها تكاليف الحرية، ولا تبلغ عُشْرَ مِعْشَارِها، وقديماً قالت اليهود لنبيها {يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة]
فأَدَّتْ ثمن هذا النكول عن تكاليف العزة أربعين سنة تتيه في الصحراء، تأكلها الرمال، وتذلها الغربة، وتشردها المخاوف.... *وما كانت لتؤدي معشار هذا كله ثمناً للعزة والنصر في عالم الرجال.
إنه لابد من ضريبة يؤديها الأفراد، وتؤديها الجماعات، وتؤديها الشعوب، فإما أن تؤدى هذه الضريبة للعزة والكرامة والحرية، وإما أن تؤدى للذلة والمهانة والعبودية، والتجارب كلها تنطق بهذه الحقيقة التي لا مفر منها، ولا فكاك.
فإلى الذين يَفْرَقُونَ من تكاليف الحرية، إلى الذين يخشون عاقبة الكرامة، إلى الذين يمرِّغُون خدودهم تحت مواطئ الأقدام،
إلى الذين يخونون أماناتهم، ويخونون كراماتهم، ويخونون إنسانيتهم، ويخونون التضحيات العظيمة التي بذلتها أمتهم لتتحرر وتتخلص.
إلى هؤلاء جميعاً أوجه الدعوة أن ينظروا في عبر التاريخ، وفي عبر الواقع القريب، وأن يتدبروا الأمثلة المتكررة التي تشهد بأن ضريبة الذل أفدح من ضريبة الكرامة
، وأن تكاليف الحرية أقل من تكاليف العبودية، وأن الذين يستعدون للموت توهب لهم الحياة، وأن الذين لا يخشون الفقر يرزقون الكفاية، وأن الذين لا يَرْهَبُون الجاه والسلطان يَرْهَبُهم الجاه والسلطان.
ولدينا أمثلة كثيرة وقريبة على الأذلاء الذين باعوا الضمائر، وخانوا الأمانات، وخذلوا الحق، وتمرغوا في التراب ثم ذهبوا غير مأسوف عليهم من أحد، ملعونين من الله، ملعونين من الناس،
وأمثلة كذلك ولو أنها قليلة
على الذين يأبون أن يذلوا، ويأبون أن يخونوا، ويأبون أن يبيعوا رجولتهم، وقد عاش من عاش منهم كريماً، ومات من مات منهم كريما.
رحم الله سيد قطب وأسكنه فسيح جناته
{وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِم}
•يوم 30.10.1991 عُقد مؤتمر مدريد للسلام وقد شاركت فيه وفود عربية ووفد إسرائيلي برئاسة إسحاق شامير رئيس وزراء اسرائيل يومها ، وكان المؤتمر بمبادرة ورعاية الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب استرضاءً للعرب الذين شاركوا معه في حرب الخليج الأولى ضد العراق.
•كان يوم الجمعة هو اليوم الثاني من أيام المؤتمر، وقد جرت وقائعه بشكل عاديّ ولم يتوقّف المؤتمر ولو لفترة قصيرة خلال صلاة الجمعة، حيث أكثر الحاضرين هم من المسلمين، بينما أصرّ شامير على إنهاء جلسات الجمعة قبل دخول السبت، وتوقفت الجلسات نهائيًا خلال يوم السبت مراعاة، بل تحت إصرار شامير لئلا يُمسّ بقدسية السبت، حيث أظهر شامير اعتزازه بشعائره الدينية اليهودية رغم أنه لم يكن متدينًا، لا بل إنه ذهب لأداء صلاة السبت سيرًا على الأقدام في كنيس يهودي في مدريد لحرمة ركوب السيارات يوم السبت، بينما لم يلتفت العرب ولا الفلسطينيون المشاركون ولم يكترثوا لرمزية هويتهم الدينية.
•ويتكرر المشهد يوم أمس الجمعة 15.7.2022 لما زار الرئيس بايدن الرئيس محمود عباس في بيت لحم لتكون الزيارة القصيرة والاجتماع الثنائي تحديدًا خلال فترة صلاة الجمعة، دون الالتفات إلى رمزية الهوية الدينية. وهكذا كان حال آلاف السعوديين، موظفين ورجال أمن وسياسيين وإعلاميين منهمكين "ومعجوقين" للاستعداد لاستقبال الرئيس بايدن بعد ظهر الجمعة دون استطاعتهم أداء صلاة الجمعة، بينما كان الجانب الإسرائيلي حريصًا على إنهاء مراسيم وداع بايدن في مطار بن چوريون قبل حلول السبت، حتى لا يتم المساس بقدسيته.
•وبالمقابل، شاهدنا كيف أن مغنّية إسرائيلية أدّت أغنية في حفل استقبال بايدن في مقر الرئيس الإسرائيلي، وحينما تقدم بايدن لمصافحتها اعتذرت لأنها متدينة ولا تصافح رجلًا أجنبيًا حتى ولو كان هو رئيس أمريكا، وحدث ذلك بالبث المباشر أمام كاميرات وسائل الإعلام العالمية.
•ليس هذا فحسب، بل إن الرئيس بايدن نفسه، واحترامًا لشعائر اليهود الدينية، فقد قام بلبس الطاقية (الكيپا) اليهودية على رأسه خلال زيارته لمركز تخليد ضحايا المحرقة النازية.
•أرأيتم كيف أن مغنية يهودية ومسؤولين إسرائيليين يومها واليوم يعتزون بهويتهم الدينية اليهودية، بينما فلسطينيون وعرب يومها واليوم لا يزالون يعانون من "عقدة الخواجا" ويستهترون بهويتهم الدينية حتى لا يقال أنهم متطرفون ومتزمتون؟!
كان يتوجب عليكم يا هؤلاء أن تنسقوا توقيت فقرات الزيارة بما يضمن احترام هويتكم الدينية والوطنية، ولعل هذا كان سيفرض احترام الآخرين لكم.
•تبًا لكم! لقد أهنتم الأمة كلها بانهزاميتكم ولن يكون انتصار الأمة على يد أمثالكم.
يا هؤلاء، ( ومن يُهنِ الله فما له من مُكرم)!
الشيخ كمال الخطيب
📌سأل سائل: هل يجوز الصلاة خلف محمد بن عبد الكريم العيسى الذي عينه محمد بن سلمان خطيباً وإماماً للحجاج يوم عرفة؟ وهل يجوز أن يكون إماماً للناس في أي صلاة؟
✍️أقول وبالله التوفيق: كنت قد سئلت عام 1438هـ / 2017 عن حكم الصلاة خلف السديس فكتبت فتوى ببطلان الصلاة خلف السديس لمن يعلم حاله. وعلى أية حال أعيد وأؤكد نفس الحكم على محمد عبد الكريم العيسى الذي قال وفعل ما لم يفعله أي شيخ منبطح من الموالين لآل سعود من قبل؛ حيث صار من أشد الموالين للكيان الغاصب لفلسطين! ومدافعاً عن "خليط الأديان"! المعروف بأبناء الديانة الإبراهيمية الجديدة!! فخليل الرحمن أبو الأنبياء براء من هذا الدين الجديد الذي يروج له ابن سلمان ليرضى عنه أسياده في البيت الأبيض!. قال تعالى: (مَا كَانَ إِبْرَٰهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ)آل عمران آية 67. إن موالاة أعداء الإسلام من نواقض التوحيد التي درسها محمد العيسى وتعلمها في أرض الحرمين منذ صغره!.
✍️ورد في صحيح الجامع حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "أكثر منافقي أمتي قراؤها"أهـ وبتتبع سيرة محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي التابعة لآل سعود؛ لقد ثبت أنه منافق دجال بوق إفك وضلال، موال لأعداء الإسلام، كما أنه موال لحكام آل سعود الموالين لأعداء الإسلام قال تعالى "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" المائدة آية 51.
آل سعود موالون لأعداء الإسلام، محاربون للإسلام وأهله، حكام آل سعود نصراء وحماة للذين يقاتلون في سبيل الطاغوت!، وغلاظ أشداء على أهل الإسلام. قال تعالى: (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت) النساء آية 76.
فمحمد العيسى والسديس والمفتي وغيرهم من شيوخ أرض الحرمين؛ يدعون بالنصر لطاغوت موال لأعداء الإسلام، وهذا ناقض من نواقض التوحيد، لقد شارك طاغوتهم المقبور عبد الله، ثم أخوه سلمان وابنه في استحلال دماء معصومة بالإسلام، واضطهاد المسلمين في أرض الحرمين وغيرها، وأعانوا طاغوت مصر بسجن المسلمين وإذلالهم، وحرضوا على قتل مسلمين في رابعة والنهضة وغيرها بمصر، ساهموا في قتل وتعذيب المسلمين بليبيا اليمن والعراق، خذلوا المسلمين وتآمروا عليهم في سوريا فلسطين الشيشان الصومال أفريقيا الوسطى مالي كشمير أفغانستان تركستان الشرقية وغيرها. محمد بن سلمان يتزلف للكيان الغاصب لفلسطين بغية الرضا عنه ليتوجوه ملكا خلفاً لأبيه. محمد العيسى والسدين والمفتي ومن يسير على نهجهم؛ شيوخ دجاجلة صنيعة حكامهم الموالين لأعداء الإسلام قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) التوبة آية 119.
محمد عبد الكريم العيسى ومن على شاكلته يبايعون ولاة أمرهم الخائنين لدين الإسلام.
✍️بناء على ما سبق
محمد العيسى حكمه نفس حكم الطاغوت الذي يواليه، فهو مرتد خارج عن الملة، لا يجوز الصلاة وراءه، من ابتلي بالصلاة خلفه وهو يعلم حكمه الشرعي فعليه الإعادة ولو سراً إذا خشي بطش جلاوزة آل سعود، ومن لا يعلم حاله من عوام المسلمين فلا إعادة عليه، وينبغي أن يعلّم العلماء والدعاة هؤلاء العوام وأن يبينوا لهم الحكم الشرعي في كل من ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام (لتبيننه للناس ولا تكتمونه) آل عمران آية 187. وإذا مات محمد عبد الكريم العيسى ولم تُعلم له توبة؛ فلا يجوز الصلاة عليه ولا تشهد جنازته، ولا يدفن في مقابر المسلمين.
✍️د.هاني السباعي 8 من ذي الحجة 1443هـ ـ 7 يوليو 2022
رابط بموقع رسالة بوست
https://www.risalawd.com/articles.php?article_id=105
لاتصح الصلاة خلف محمد بن عبد الكريم العيسى
كتبه: ممدوح اسماعيل
إنه إفساد لعرفات بالعيسى فيوم عرفة تهفو إليه قلوب المسلمين كل عام مابين حاج يتمنى العتق من النار وصائم يتمنى تكفير ذنوبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة) ولكن ابن سلمان قرر إفساد يوم عرفه على المسلمين فقرر إسناد خطبة عرفات لمحمد العيسى صاحب الدعوة والعمل لشيطنة ( توحيد الأديان) وإلغاء شرف وعزة التوحيد بالإسلام وهو قرار مدروس من الشيطان لافساد عقيدة المسلمين
محمد العيسى له مواقف مناقضة للإسلام ودعوة التوحيد فقد قام العيسى بزيارة لليهودمعسكر أوسفيتش القديم وصلى صلاة مبتدعة لم يعرفها المسلمون طوال14قرن على من قتلوا من اليهود وقال: (وقفت دائما مع إخواني اليهود وقلت لن يحصل هذا مطلقا مرة اخرى).
يوجد فتوى من الشيخ ابن باز بكفر من يعقد الاخوة لغير المسلمين نشرت في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العدد الرابع السنة السابعة في ربيع الآخر ١٣٩٥ هـ، (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز 2/ 173).
والشيخ صالح الفوزان له تسجيل صوتى بذلك بكفر من يعقد الاخوة لغير المسلمين.
والعيسى يدافع دائما على اليهود والنصارى وغيرهم من ملل الكفر ويدعو إلى عدم العداوة والبغضاء لليهود والنصارى قال فى لقاء له: (فعلاً البعض يفهم خطأً قول الله تعالى: {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}، هذه الآية فيما يخص القبلة .
والعيسى فى موالاة واضحة للكفار قال بعد حادثة الرسوم المسيئة لنبينا في فرنسا (على مسلمي فرنسا احترام قوانين الجمهورية أو الرحيل).
العيسى من دعاة الانحلال فقد ألقى محاضرة أمام نساء بالعاصمة النمساوية فيينا قال "عندما يقرر بلد بشكل ديمقراطي أن لا يسمح بارتداء الحجاب، ينبغي للمرء تقبل ذلك، من يريد البقاء، عليه أن يخلع الحجاب، ومن لا يريد عليه المغادرة، وهذا ما يقوله الإسلام".!!!!!!!
قال في لقاء له : («الاختلاط»، وهو ما لا يعرف في قاموس الشريعة) وقال: (بدعة مصطلحية لا تعرف في مدونات أهل العلم )!!!!
أعطي جائزة من قبل حركة مكافحة اللاسامية ومقرها في امريكا.
قبل أيام فى ظل مذابح واضطهاد يتعرض له المسلمون فى الهند من قام باستضافة أشهر زعيم هندوسي يقود حملة الترويج للهندوسية، ونشر الإلحاد قال العيسى خلال استقباله له: "أحببناك قبل أن نراك وعندما رأيناك أحببناك أكثر".
يدعو العيسى الى تمييع عقيدة الولاء والبراء والحب في الله والبغض في الله باسم الإنسانية فقد عمل العيسى على العمل بكل همة وتوافق على ما يسمى زوراً جمع الأديان الإبراهيمية في فرنسا في اتفاقية حملت اسم: اتفاقية باريس للعائلة الإبراهيمية للتضامن والسلام. جمعت القيادات الدينية اليهودية والكاثوليكية والأرثوذكسية والإسلامية ولذلك منحته لجنة جائزة جاليليو الدولية جائزتها نظير جهوده في تعزيز السلام والوئام.
ولذلك أيضاً منحته لجنة جائزة "باني الجسور" النرويجية جائزتها العالمية لعام 2021، لقيامه بعملٍ استثنائيٍّ في تجسير العلاقة بين أتباع الأديان والحضارات بإسهامٍ رائعٍ وملموسٍ، وبوصفه قوةً عالميةً رائدةً في الاعتدال ومكافحة الأيديولوجيات المتطرفة، وصوتًا واضحًا ومتميزًا للسلام والتعاون بين الأمم والأديان.
المدعو محمد العيسى يروّج لمشروع "ديارنا" الذي أطلقه الصهــيوني ""جيسون جيبرمان"، المشروع قائم على: "المحافظة على أماكن اليــهود التاريخية في المنطقة العربية للاجيال اليــهودية" الذي يعتبر مقبرة "البقيع" في المدينة المنورة إرثًا يهــوديًا، ويركز على منطقة السيح (ديار بني النضير)، وحصن كعب بن الأشرف.
هذا ويوجد فتوى صدرت من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السعودية ، في عام 1418هـ، حذرت فيها من الدعوة إلى وحدة الأديان، والدخول في مؤتمراتها وندواتها، والانتماء إلى محافلها وحكمت بردة من يفعل ذلك.
وعلى هذا وغيره كثير لايتسع له المقام وان كانت الصلاة تصح خلف كل بر وفاجر فإن العيسى تعدى ذلك فى ترويجه للباطل والشرك لذلك بكل وضوح لاتصح الصلاة خلف محمد العيسى.
الركن للحجاج الوقوف بعرفة والصلاة خلف الامام فى الجمع فى عرفة ليست بركن من اركان الحج ولاحرج عليهم فى ترك الصلاة خلفه والصلاة جماعة فى خيامهم عسى الله ان يقبل إنكارهم وتطهرهم من هذا الرجس ويكتبهم من العتقاء.
لقد أفسد ابن سلمان دعوة التوحيد وجمال وروعة وعظمة الشعيرة فى عرفات ليرضى عنه اليهود الخطورة والمشكلة ليست فى الصلاة فقط إنما فى الترويج للكفر بالله ووحدانيته فى أعظم مكان يباهى الله بعباده الموحدين الملائكة إنها مؤامرة القرامطة الجدد فى جزيرة العرب ارض الرسالة والتوحيد ، لقد ارتقى الغليم ابن سلمان مرتقاً صعباً.
الرد على من يعترض على زواج النبى صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة وهي صغير (منقول)
وكان عمرها آنذاك فى بعض الروايات 9 سنوات وبعض الروايات تقول اكثر من ذلك ولكن حتى لو كان عمرها 9 سنوات فما المشكلة! فالزواج في الإسلام بشروط وليس بسنٍ، فما دامت المراة مسلمة، بالغة، عاقلة، رشيدة تستطيع الزواج والسيدة عائشة رضى الله عنها كانت في بيئة صحراوية حارة ليس فيها مدارس ولا عوائق بل حياة بسيطة.
والإنسان يستطيع الزواج في فترة البلوغ والتعريف العلمي للبلوغ هو فترة نمو جنسي وجسدي يستطيع الإنسان عندها القدرة على الإنجاب وتحمل تبعات الزواج وإقامة البيت المسلم الذى دعائمه:
الزوج المسلم. الزوجة المسلمة. البيت المسلم. الأولاد المسلمون. المنهاج الاسلامى. وردا على من يعيبون علينا الزواج المبكر بالحلال ويبيحون الزنا واللواط وممارسة الجنس مع الأطفال والحيوانات:
اليك بعض هذه المعلومات الصادمة:
ولايه ماستشوسيتس الأمريكية تسمح للفتاة بالزواج في سن 12 عام ولايه نوهامشر تسمح للفتاة بالزواج في سن 13 سنه وبالمناسبة هذا متوسط سن البلوغ في الولايات المتحدة الأمريكية سن 9 سنوات هو سن طبيعي جدا لبلوغ البنت خاصه لو كانت تعيش في مناطق قريبه من خط الإستواء ممكن الرجوع الى لكتاب (Human Sexuality And It's Problems). وكذلك يمكن الرجوع الى كتاب لدكتورة متخصصة في صحه المرأة وهو كتاب (Mother-Daughter Wisdom). في القرن 11 تزوجت اوراكا ملكه ليون وقشتاله في سن 8 سنين. في القرن 12 تزوج فيليب اغسطس الثاني ملك فرنسا ايزابيل وهي عمرها 10 سنين. وجوانا ملكه صقلية تزوجت ويليام الثاني في سن 11 سنه. وفي القرن 13 تزوجت الملكه جيان من الملك فيليب الرابع ملك فرنسا وهي في سن 11 سنه. وفي القرن 14 تزوجت ملكه انجلترا ايزابيل وهي في عمر 8 سنوات. سن الزني بالتراضي في القانون النابليوني كان 11 سنه وتم رفعه بعد ذلك الى 13 سنه. تستطيع البنت في ولاية مينيسوتا ان تمارس الزنا في سن 13 سنه وبقوة القانون مادام فرق السن أقل من أربع سنوات. سن الزني بالتراضي في اسبانيا هو 13 سنه. وفي ألمانيا وإيطاليا والنمسا 14 سنه. وفي فرنسا والسويد والدنمارك واليونان 15 سنه. حتى سنه 1885 كان سن الزني بالتراضي في اكتر من نص الولايات المتحدة الامريكية هو 10 سنين وكان سن الزني بالتراضي في ولاية ديلاوير هو 7 سنين. سنه 1576 في القانون الانجليزي تم تخفيض سن الزني بالتراضي من 12 سنه الي 10 سنوات واستمر العمل بهذا القانون لمدة ثلاثة قرون. العالم هيرشفيلد المتخصص في علم الجنس رصد سن الزني بالتراضي في خمسين دولة في القرن العشرين أغلبهم في اوروبا والامريكتين: وكان السن 12 سنه في 15 دولة. و 13 سنه في 7 دول. و 14 سنه في 5 دول. و 15 سنه في 4 دول. ولا تندهش عمدما تعرف أن اشهر قصة حب مشهوره وهي روميو و جولييت بطلتها جولييت كان عمرها 13 سنه. ومن يقرأ الرواية أو المسرحية سوف يرى ام جولييت وهي تقولها التالي: (إذن فكري الان في الزواج فإن هنا في فيرونا سيدات اصغر منك سنا ومن طبقة رفيعه صرن امهات وإني اذا لم اخطئ الحساب فقد كنت لك أما في مثل هذا السن التي مازلت انت فيها عذراء). وفي وقتنا الحالي في رومانيا أصبحت ريفكا ستانيسكو اصغر جده حملت في سن 11 سنه وابنتها حملت في سن 10 سنين وقالت ريفكا أن هذا معتاد جدا في مجتمعها. وفي استفتاء لمجله بريطانية صرح 83 % بانهم مارسو الجنس قبل سن 16 سنه. و 12 % قالو انهم مارسو الجنس قبل سن 12 سنه. وفي الوقت الحالي سن الزواج في اسبانيا 14 سنه. يقول خافيير فاجاردو استاذ القانون في جامعة نافارا أن انخفاض سن الزواج في اسبانيا ليس شيئا غريبا لان أوروبا كانت تسمح بزواج من له القدره على الإنجاب ويقول أن البنت التي ينظر اليها كطفلة في عمر 14 سنه كانت من قرن واحد امرأه عامله ومسؤلة عن أسرة. يقول ارثر سيكان في كتابه (what's wrong in america) أن الزواج على مستوى العالم كان يتم عند البلوغ وكان الامر يخضع إما للأعراف القبلية أو قرار الاسره. ولذلك سن الزواج ايام النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر سن طبيعي جدا في مجتمع بسيط غير معقد ليس فيه تعليم نظامي يقبل المقاتل في الحرب بمجرد البلوغ: فهذا سيدنا اسامه بن زيد يقود جيش المسلمين وعمره 18 سنه. ومحمد بن القاسم الثقفي يفتح بلاد السند والهند وعمره 18 سنه. ومحمد الفاتح يفتح القسطنطينية في سن 22 سنه. والغريب أن الغرب الصليبي الذى يعترض على الزواج بالحلال يحمي الزنا بقوة القانون في سن 12 و 13 و 14 سنه ويترك البنت تقيم علاقات محرمه مع الشباب بدون اي التزامات ويحرم في نفس الوقت على الفتيات العفيفات الشريفات إقامة علاقة شرعية مع رجل مسؤول بمهر وواجبات أمام القضاء في الاسلام الشخص البالغ المسؤول أمام الله عن كل أفعاله ويقوم بواجبات الزوج المسلم.
المتأسلمون السفلة الكاتبة المبدعة/ إحسان الفقيه
عُمرك - سمعتَ مسيحي يطالب بمنع قرع أجراس الكنائس؟
- أو سمعتَ مسيحي يطالب بقلع الراهبات للحجاب لأن الحجاب تخلف ورجعية؟
- أو سمعتَ مسيحي يطالب القساوسة بحلق اللحية لأن اللحية رمز للإرهاب؟
- أو سمعتَ مسيحي يطالب بوقف العمل بآيات من الإنجيل لأنها تحض على العنف؟
- أو سمعتَ مسيحي يطالب بإغلاق كنيسة لقلة المصلين فيها؟
- أو سمعتَ مسيحي يطالب بحذف سيرة مار جرجس الذي قال أنه قتل التنين، وقال عنه مخرف؟
- أو سمعتً مسيحي يطالب أمريكا المسيحية بحصار دولة مسيحية وقصفها وتجويعها؟
- عمرك سمعت مسيحي يطالب بفصل الدين عن الدولة ومنع الرؤساء بالحلف في الكنيسة؟
- أو سمعتَ مسيحي يطالب الكنيسة بمنع المسيحيين من إرتداء الصليب؟
أنا شخصياً لم أسمع لكن...!!!
- سمعتُ سافل متأسلم يطالب بمنع الأذان لأنه يزعج الجيران..
- سمعتُ سافل متأسلم يطالب بمنع الحجاب لأنه تخلف ورجعية..
- سمعتُ سافل متأسلم يطالب بمنع اللحى لأنها رمز للإرهاب..
- سمعتٌ سافل متأسلم يطالب بوقف العمل بآيات من القرآن..
- سمعتُ سافل متأسلم يطالب بإغلاق مساجد لقلة المصلين..
- سمعتُ سافل متأسلم يطالب بحذف سيرة الصحابة لأنها تحض على العنف..
- سمعتُ سافل متأسلم يطالب المسلمين والكفار بحصار دولة مسلمة وتجويع شعبها..
- سمعتُ سافل متأسلم يطالب بفصل الدين تماماً عن الدولة وعلمنتها..
- سمعتٌ سافل متأسلم يطالب بمنع مظاهر الإسلام كالجلباب والنقاب..
سبحانه أعزكم بالإسلام فأبيتم إلا أن يذلكم الناس..!!!!!
حتما سنرحل يوما ويبقى الأثر وصدق الله عز وجل اذ يقول في سورة الأعراف (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ).
(سايس وبيكو هما من صنعا صنم الوطن والاعلام (منقول
أﻛﺒﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻏﺘﺼﺎﺏ ﻓﻜﺮﻱ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻌﻘﻮﻟﻨﺎ ﻫﻲ ﺇﻗﻨﺎﻋﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮَ ﻭﺍﻟﺤﺠَﺮ والرمال والحدود الوهمية ﻭﻃﻦ ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻤﻮﺕ ﻓﺪﺍﺀً ﻟﻸﺳﻼﻙ ﺍﻟﺸﺎﺋﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﻬﺎ ﺳﺎﻳﻜﺲ وبيكو الملعونان سنة 1916 والتي سميت باسمائهما، ﻭﺳﻤّﻮﺍ ﺍﻟﺤﻈﻴﺮﺓ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ !وقاموا بإعطاء الأشخاص داخل الحظائر (الاوطان) بطاقة الهوية والجنسية والقومية والعرق والنسل لكي يعرفوا الأشخاص تمامًا كما يصبغون الماشية لكي يعرِفها أصحابها .
ومع أن هذه المُسمّيات للتفرقة تجد الأشخاص يعتقدون أنهم مُقدّسون وذوو شأن وتاريخ عظيم ، فتجد المصري والسوداني والسعودي والقطري والعماني واليمني والمغربي والجزائري وغيرهم يتفاخرون بتاريخ مُزيّف يُسمّى يوم وطني.
وكل منهم يقتل الآخر إذا عبر الصحاري إلى التراب المُقدّس وأصبح قتل كل من يعبر الحدود الوهمية إلى التراب المقدس شرفًا ووطنية عظيمة وموتًا في سبيل الوطن (شهيد الوطن) وسينال الجنة في الوقت الذى يدخل فيه الكفار الى ترابهم المقدس المسمى بالوطن بجوازات سفرهم وبدون تأشيرة ومن بوابات (VIP) (قاعة كبار الزوار).
وصِرنا نجد الشعوب تتبادل الشتائم والكراهية والفرقة بالرغم من أن المسلمين أمةً واحد مصداقا لقول الله عز وجل في سورة الأنبياء (إن هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون)
إتفاقية سايكس بيكو الملعونة أدخلت الأُمة في ١٠٠ سنة من التيه والضياع ، جعلت الولاء والبراء يُعقد على قطعة أرضٍ مُسيّجة بسياج مشيك ، وخرقة ملونة بألوان رسمها سايكس وبيكو عند وضعهم الحدود الوهمية بيننا . اسمها العلم واصبح من يملك ورقة تُسمّى "جنسية" هو أخي وصديقي ولو كان كافراً !! ، ومن هو خارج هذه الحدود الوهمية هو ألدّ أعدائي وخصامهم واجب ولو كان مسلمًا .
أتخيّل مشهدا في ذهني كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم واقفا بعز ، وشموخ ، يرمق جيشه وفيه العربي والأعجمي ، الأبيض والأسود ، فيه أبو بكر القرشي ، وسعد الأوسي ، وسلمان الفارسي ، وصهيب الرومي ، وأبو الذر الكناني ، وبلال الحبشي ، فيقول رسولنا صلى الله عليه وسلم : اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ، فانصر الأنصار والمهاجرة .فيرد جيشه صلى الله عليه وسلم قائلًا : نحن الذين بايعوا محمدًا ، على الجهاد ما بقينا أبدًا .
ﺍلوطن اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ هو الإسلام ﺃﻳﻨﻤﺎ وجد وتحت أي مسمى لم يكن لنا حدود يوم تسيّدنا الدنيا .لم يكن لنا حدود عندما كان المسلم يمشي من الشرق الى الغرب لايسأله أحد عن جواز مرور ولا (فيزة).
فلتسقط سايكس بيكو ومن صنعها ومن حماها وعبدها ودافع عنها وعاش في ظلالها خادمًا وفيًّا للغرب الصليبي .
ومع أن هذه المُسمّيات للتفرقة تجد الأشخاص يعتقدون أنهم مُقدّسون وذوو شأن وتاريخ عظيم ، فتجد المصري والسوداني والسعودي والقطري والعماني واليمني والمغربي والجزائري وغيرهم يتفاخرون بتاريخ مُزيّف يُسمّى يوم وطني.
وكل منهم يقتل الآخر إذا عبر الصحاري إلى التراب المُقدّس وأصبح قتل كل من يعبر الحدود الوهمية إلى التراب المقدس شرفًا ووطنية عظيمة وموتًا في سبيل الوطن (شهيد الوطن) وسينال الجنة في الوقت الذى يدخل فيه الكفار الى ترابهم المقدس المسمى بالوطن بجوازات سفرهم وبدون تأشيرة ومن بوابات (VIP) (قاعة كبار الزوار).
وصِرنا نجد الشعوب تتبادل الشتائم والكراهية والفرقة بالرغم من أن المسلمين أمةً واحد مصداقا لقول الله عز وجل في سورة الأنبياء (إن هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون)
إتفاقية سايكس بيكو الملعونة أدخلت الأُمة في ١٠٠ سنة من التيه والضياع ، جعلت الولاء والبراء يُعقد على قطعة أرضٍ مُسيّجة بسياج مشيك ، وخرقة ملونة بألوان رسمها سايكس وبيكو عند وضعهم الحدود الوهمية بيننا . اسمها العلم واصبح من يملك ورقة تُسمّى "جنسية" هو أخي وصديقي ولو كان كافراً !! ، ومن هو خارج هذه الحدود الوهمية هو ألدّ أعدائي وخصامهم واجب ولو كان مسلمًا .
أتخيّل مشهدا في ذهني كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم واقفا بعز ، وشموخ ، يرمق جيشه وفيه العربي والأعجمي ، الأبيض والأسود ، فيه أبو بكر القرشي ، وسعد الأوسي ، وسلمان الفارسي ، وصهيب الرومي ، وأبو الذر الكناني ، وبلال الحبشي ، فيقول رسولنا صلى الله عليه وسلم : اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ، فانصر الأنصار والمهاجرة .فيرد جيشه صلى الله عليه وسلم قائلًا : نحن الذين بايعوا محمدًا ، على الجهاد ما بقينا أبدًا .
ﺍلوطن اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ هو الإسلام ﺃﻳﻨﻤﺎ وجد وتحت أي مسمى لم يكن لنا حدود يوم تسيّدنا الدنيا .لم يكن لنا حدود عندما كان المسلم يمشي من الشرق الى الغرب لايسأله أحد عن جواز مرور ولا (فيزة).
فلتسقط سايكس بيكو ومن صنعها ومن حماها وعبدها ودافع عنها وعاش في ظلالها خادمًا وفيًّا للغرب الصليبي .
صنم الوطن (منقولة)
- القاضي يسال المتهم: هل كنت بتاريخ كذا، ويوم كذا، تنادي في الساحات العامة، والشوارع المزدحمة، بأن الوطن يساوي حذاءاً؟
- المتهم: نعم.
- القاضي: وأمام طوابير العمال والفلاحين؟
- المتهم: نعم.
- القاضي: وأمام تماثيل الأبطال، وفي مقابر الشهداء؟
- المتهم: نعم.
- القاضي: وأمام مراكز التطوع والمحاربين القدماء؟
- المتهم: نعم.
- القاضي: وأمام أفواج السياح، والمتنزهين؟
- المتهم: نعم.
- القاضي: وأمام دور الصحف، ووكالات الأنباء؟
- المتهم: نعم.
- القاضي يصيح بعصبية: الوطن ...الذى هو حلم الطفولة، وذكريات الشيخوخة، وهاجس الشباب، ومقبرة الغزاة والطامعين، والمفتدى بكل غالِ ورخيص، لا يساوي بنظرك أكثر من حذاء؟ لماذا؟ لماذا؟
- المتهم: سيدى القاضي لقد قلت ما قلت لانى كنت حافياً.
---------------
• الوطن الان صنم يعبد من دون الله.
• الوطن حيث تتوفر لي مقومات الحياة إنسان لا مسببات الموت.
• الإنتماء للوطن كذبة أخترعها الساسة لنموت من أجلهم.
• لا أؤمن بالموت من أجل الوطن, فالوطن لا يخسر أبداً نحن الخاسرون.
• من الغباء أن أدافع عن وطن لا أملك فيه بيتاً ولا حتى قوت يومى.
• من الغباء ان ادافع عن وطن يعتقلنى ويعذبنى ظلما وعدواناً.
• من الغباء أن أضحي بنفسي لتعيش زوجتى وأطفالي من بعدي مشردين في وطن لن يعولهم.
• من الغباء أن تثكل أمي بفقدي وهي لا تعلم لماذا مت.
• في الحرب ينادون الفقراء ليدافعوا عنه وعندما تنتهي الحرب ينادون الآغنياء ليتقاسموا الغنائم.
• بعد الحرب تمتليء صدور الأبطال بالرصاص وتمتليء بطون الخونة بالأموال.
• يا حسرتا ففي الوطن يموت من لا يستحق الموت على يد من لايستحق الحياة.
- المتهم: نعم.
- القاضي: وأمام طوابير العمال والفلاحين؟
- المتهم: نعم.
- القاضي: وأمام تماثيل الأبطال، وفي مقابر الشهداء؟
- المتهم: نعم.
- القاضي: وأمام مراكز التطوع والمحاربين القدماء؟
- المتهم: نعم.
- القاضي: وأمام أفواج السياح، والمتنزهين؟
- المتهم: نعم.
- القاضي: وأمام دور الصحف، ووكالات الأنباء؟
- المتهم: نعم.
- القاضي يصيح بعصبية: الوطن ...الذى هو حلم الطفولة، وذكريات الشيخوخة، وهاجس الشباب، ومقبرة الغزاة والطامعين، والمفتدى بكل غالِ ورخيص، لا يساوي بنظرك أكثر من حذاء؟ لماذا؟ لماذا؟
- المتهم: سيدى القاضي لقد قلت ما قلت لانى كنت حافياً.
---------------
• الوطن الان صنم يعبد من دون الله.
• الوطن حيث تتوفر لي مقومات الحياة إنسان لا مسببات الموت.
• الإنتماء للوطن كذبة أخترعها الساسة لنموت من أجلهم.
• لا أؤمن بالموت من أجل الوطن, فالوطن لا يخسر أبداً نحن الخاسرون.
• من الغباء أن أدافع عن وطن لا أملك فيه بيتاً ولا حتى قوت يومى.
• من الغباء ان ادافع عن وطن يعتقلنى ويعذبنى ظلما وعدواناً.
• من الغباء أن أضحي بنفسي لتعيش زوجتى وأطفالي من بعدي مشردين في وطن لن يعولهم.
• من الغباء أن تثكل أمي بفقدي وهي لا تعلم لماذا مت.
• في الحرب ينادون الفقراء ليدافعوا عنه وعندما تنتهي الحرب ينادون الآغنياء ليتقاسموا الغنائم.
• بعد الحرب تمتليء صدور الأبطال بالرصاص وتمتليء بطون الخونة بالأموال.
• يا حسرتا ففي الوطن يموت من لا يستحق الموت على يد من لايستحق الحياة.
(المسلمون امة واحدة (بقلم أبو ابراهيم
الوحدة والاتحاد هل هو فرض امر الله تعالى به؟ قبل الجواب نعرض الآتي؛
الولايات المتنازعة في امريكا اتحدت كلها تحت اسم الولايات المتحدة الامريكية، علمها واحد وجوازها واحد وجنسيتها واحدة ورايسها واحد ووزير دفاعها واحد وجيشها واحد وحدودها البحرية والجوية والبرية يحرم دخولها او اجتيازها الا بموافقة حكومة الولايات المتحدة الامريكية والاهم من ذلك كله هو ان جميع الثروات الموجودة في مختلف الولايات بما فيها الغاز والبترول والذهب والمعادن .. الخ تعود كلها الى وزارة الخزانة الامريكية بالكامل وليس كما هو الحال في دول سايكس بيكو العربية وللعلم فان الشعب الامريكى ينتمي الى عدة اديان وقوميات واجناس لا يمكن حصرها الا انهم تحت علم واحد وحكومة واحدة.
اوربا: اجتمعت كل دولها رغم الخلافات التاريخية بينهم وتعدد ثقافاتهم ولغاتهم وقومياتهم تحت علم واحد تجمعهم الولايات المتحدة الاوربية او -لنقل- الاتحاد الاوربي..
روسيا: ايضا اجتمعت الولايات واكثرها مغتصبة ومحتلة بعد هزيمة الدولة العثمانية في عدة حروب معها، اجتمعوا جميعا تحت راية واحده وزعيم واحد وثروة موحدة تحت اسم الولايات المتحدة الروسية او -لنقل- الاتحاد الروسي.
الهند: توحدت كل ولاياتها بعد ان انهى المستعمر البريطاني حكم المسلمين لكامل الهند قبل قرن ونصف وسلموها للهندوس، علمها واحد وجنسيتها واحدة والكل ينصاع لقانون واحد رغم وجود الف لغة مختلفة والف قومية وطائفة واكثر من ثلاثة الآف دين بدءا من بوذا الى عبادة البقر والقرود والجرذان والفيلة وكلهم اجتمعوا تحت اسم الولايات المتحدة الهندية او -لنقل- الاتحاد الهندي
الصين: الف عرق وطائفة وخمسمائة لغة مختلفة واديان متعدده لا يمكن حصرها، جمعتهم دولة واحدة وقانون واحد ووزير دفاع واحد ووزارة مالية واحدة تهيمن على كل ثروات البلاد تحت اسم الولايات المتحدة الصينية او الإتحاد الصيني حيث ان جميع هذه الدول الكبرى ضمت ولاياتها مهما كان اسم الاتحاد بدولة اتحادية واحدة..
والان بعد ان انتهينا من ولايات امريكا وولايات اوربا وولايات روسيا وولايات الهند وولايات الصين وجميعها اتحدت وتوحدت وفرضت سيادتها على المجتمع الدولي والسؤال من بقي؟
الجواب: بقي العالم الاسلامي او الدول الاسلامية المختلفة الاعلام والجوازات والقوانين الخاضعة للمشاريع الصليبية وسايكس بيكو المنهوبة ثرواتها من قبل الصليبيين وكلاب حراستهم من حكام العرب المجرمين المرتدين الصهاينة رغم انهم كلهم يؤمنون بدين واحد ورب واحد وقران واحد ونبي واحد وسنة واحدة، الا انهم متفرقون متنازعون متحاربون وكل دولة تدافع عن حدودها المصطعنة التي حددها لهم المستعمر الكافر ورسم لهم اعلامها وأتحدى اي دولة عربية او اسلامية عملت علمها بنفسها ما عدا تركيا التي احتفظت بعلم اجدادها العثمانيين الابطال.
الدول الاخرى كلها توحدت تحت راية واحدة بينما الامة الاسلامية لا تجتمع ولا تتوحد ولا تحافظ على ثروتها وحدودها وسواحلها وبحارها ومضايقها وحرمة اجواءها واراضيها التي اصبحت مشاعة ومستباحة لاعداء الامة، متغافلين عن قصد امر الله تعالى الموجة الينا والى حكامنا وشعوبنا ومشايخنا في ان نتحد ونتوحد ولا نترك ثروات الامه بيد الغرب وبيد اولئك الحكام السفهاء المرتدين. قال الله عز وجل "ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما"- سورة النساء- وبقوله تعالى وهو امر وفرض واضح وجلي "ان هذه امتكم امة واحده وانا ربكم فاعبدون" -سورة الأنبياء- امة واحدة -واحدة واحدة واحدة واحدة- ومعنى واحدة تدل على الوحدة التي لا تقتصر على الوحدة الجغرافية والارض بل الوحدة الشاملة الكاملة ارضاً وبحرا وجوا ومضائقا وثرواتها، علم واحد وجواز سفر واحد لكل الامه ورئيس واحد وجيش واحد والثروه توزع على جميع ابناء الامة لانها ملك الامة وليست ملكا للملوك والرؤساء والامراء وليست مشاعة للامريكان وغيرهم بل تعود لخزينة الدولة الاسلامية لتوزع من جديد على الامة لانها ملكهم وتعود لهم وان كانوا في ادغال افريقيا او اندونوسيا او تركستان الشرقية المحتلة او القوقاز هذا هو الاسلام الذي نعرفه وهكذا كان في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ومن بعدهم، فالوحده لا تقتصر على وحدة الارض فقط بل وحدة الثروة، انه امر الهي لا يختلف عن فروض الصلاة والصيام والحج والزكاة بلغة عربية واضحه لا تقبل اي تغيير او تدليس او نسخ وهذه الايات التي لم نعر لها بالاً هو اخوف ما يخاف منه اعداء الاسلام لان الوحدة هي الخطوة الاولى لإجتماع كلمة المسلمين تحت راية واحدة ودولة واحدة، الولايات المتحدة الاسلامية -ان شاء الله- والتسمية ليست مهمة، المهم هو الوحدة التي امر الله تعالى بها فاسم الخلافة شوهه الامريكان وحلفائهم بواسطة جهلة متحمسين وربما بينهم عملاء اساءوا الي الخلافة بتصرفات واعمال كان مدبرها ومحركها من وراء الستار هم اعداء الامة ليشوهوا مفهوم الخلافة الاسلامية التي ستعود ان شاء الله.
والوحدة بين العرب هم -أي دول الاحتلال- من كان وراءها بعد ان شجعوا عبد الناصر عليها ليفشلوها بعد مدة قصيرة ليبينوا لامة العرب ان الوحدة مستحيلة وعليهم دوام الركوع والسجود لسايكس بيكو وحدودها التي فرقت الامة وخالفت امر الله تعالى وفي هذا القرن حاول الزعيم اردوغان مع اخيه مهاتير محمد بالاتفاق مع باكستان واندونسيا وهم يمثلون اكبر الدول الاسلامية البدء في الخطوات الاولى التدريجية في الوحدة ابتداءً بالوحدة العسكريه الا ان امريكا ومعها كل اعداء الاسلام سعوا جاهدين الى اسقاط هذا المشروع الخطير فاوعزوا الى عملائهم المجرمين في الامارات وارض الحرمين بتهديد باكستان واندونسيا بالذات لطرد جميع العاملين على اراضيهم والاستحواذ على اموالهم وقطع العلاقات الدبلوماسيه بينهم بل قدموا انذاك المليارات من اموال الامة لهم حتى لا يحضروا هذا المؤتمر فما كان على الباكستان واندونسيا الا الاعتذار عن المشاركة في مؤتمر الوحده حفاظا على شعوبهم وهكذا يتبين الخطر الاساسي والاوحد لكل مسلم ومسلمة والله اكبر ولله الحمد..
الولايات المتنازعة في امريكا اتحدت كلها تحت اسم الولايات المتحدة الامريكية، علمها واحد وجوازها واحد وجنسيتها واحدة ورايسها واحد ووزير دفاعها واحد وجيشها واحد وحدودها البحرية والجوية والبرية يحرم دخولها او اجتيازها الا بموافقة حكومة الولايات المتحدة الامريكية والاهم من ذلك كله هو ان جميع الثروات الموجودة في مختلف الولايات بما فيها الغاز والبترول والذهب والمعادن .. الخ تعود كلها الى وزارة الخزانة الامريكية بالكامل وليس كما هو الحال في دول سايكس بيكو العربية وللعلم فان الشعب الامريكى ينتمي الى عدة اديان وقوميات واجناس لا يمكن حصرها الا انهم تحت علم واحد وحكومة واحدة.
اوربا: اجتمعت كل دولها رغم الخلافات التاريخية بينهم وتعدد ثقافاتهم ولغاتهم وقومياتهم تحت علم واحد تجمعهم الولايات المتحدة الاوربية او -لنقل- الاتحاد الاوربي..
روسيا: ايضا اجتمعت الولايات واكثرها مغتصبة ومحتلة بعد هزيمة الدولة العثمانية في عدة حروب معها، اجتمعوا جميعا تحت راية واحده وزعيم واحد وثروة موحدة تحت اسم الولايات المتحدة الروسية او -لنقل- الاتحاد الروسي.
الهند: توحدت كل ولاياتها بعد ان انهى المستعمر البريطاني حكم المسلمين لكامل الهند قبل قرن ونصف وسلموها للهندوس، علمها واحد وجنسيتها واحدة والكل ينصاع لقانون واحد رغم وجود الف لغة مختلفة والف قومية وطائفة واكثر من ثلاثة الآف دين بدءا من بوذا الى عبادة البقر والقرود والجرذان والفيلة وكلهم اجتمعوا تحت اسم الولايات المتحدة الهندية او -لنقل- الاتحاد الهندي
الصين: الف عرق وطائفة وخمسمائة لغة مختلفة واديان متعدده لا يمكن حصرها، جمعتهم دولة واحدة وقانون واحد ووزير دفاع واحد ووزارة مالية واحدة تهيمن على كل ثروات البلاد تحت اسم الولايات المتحدة الصينية او الإتحاد الصيني حيث ان جميع هذه الدول الكبرى ضمت ولاياتها مهما كان اسم الاتحاد بدولة اتحادية واحدة..
والان بعد ان انتهينا من ولايات امريكا وولايات اوربا وولايات روسيا وولايات الهند وولايات الصين وجميعها اتحدت وتوحدت وفرضت سيادتها على المجتمع الدولي والسؤال من بقي؟
الجواب: بقي العالم الاسلامي او الدول الاسلامية المختلفة الاعلام والجوازات والقوانين الخاضعة للمشاريع الصليبية وسايكس بيكو المنهوبة ثرواتها من قبل الصليبيين وكلاب حراستهم من حكام العرب المجرمين المرتدين الصهاينة رغم انهم كلهم يؤمنون بدين واحد ورب واحد وقران واحد ونبي واحد وسنة واحدة، الا انهم متفرقون متنازعون متحاربون وكل دولة تدافع عن حدودها المصطعنة التي حددها لهم المستعمر الكافر ورسم لهم اعلامها وأتحدى اي دولة عربية او اسلامية عملت علمها بنفسها ما عدا تركيا التي احتفظت بعلم اجدادها العثمانيين الابطال.
الدول الاخرى كلها توحدت تحت راية واحدة بينما الامة الاسلامية لا تجتمع ولا تتوحد ولا تحافظ على ثروتها وحدودها وسواحلها وبحارها ومضايقها وحرمة اجواءها واراضيها التي اصبحت مشاعة ومستباحة لاعداء الامة، متغافلين عن قصد امر الله تعالى الموجة الينا والى حكامنا وشعوبنا ومشايخنا في ان نتحد ونتوحد ولا نترك ثروات الامه بيد الغرب وبيد اولئك الحكام السفهاء المرتدين. قال الله عز وجل "ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما"- سورة النساء- وبقوله تعالى وهو امر وفرض واضح وجلي "ان هذه امتكم امة واحده وانا ربكم فاعبدون" -سورة الأنبياء- امة واحدة -واحدة واحدة واحدة واحدة- ومعنى واحدة تدل على الوحدة التي لا تقتصر على الوحدة الجغرافية والارض بل الوحدة الشاملة الكاملة ارضاً وبحرا وجوا ومضائقا وثرواتها، علم واحد وجواز سفر واحد لكل الامه ورئيس واحد وجيش واحد والثروه توزع على جميع ابناء الامة لانها ملك الامة وليست ملكا للملوك والرؤساء والامراء وليست مشاعة للامريكان وغيرهم بل تعود لخزينة الدولة الاسلامية لتوزع من جديد على الامة لانها ملكهم وتعود لهم وان كانوا في ادغال افريقيا او اندونوسيا او تركستان الشرقية المحتلة او القوقاز هذا هو الاسلام الذي نعرفه وهكذا كان في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ومن بعدهم، فالوحده لا تقتصر على وحدة الارض فقط بل وحدة الثروة، انه امر الهي لا يختلف عن فروض الصلاة والصيام والحج والزكاة بلغة عربية واضحه لا تقبل اي تغيير او تدليس او نسخ وهذه الايات التي لم نعر لها بالاً هو اخوف ما يخاف منه اعداء الاسلام لان الوحدة هي الخطوة الاولى لإجتماع كلمة المسلمين تحت راية واحدة ودولة واحدة، الولايات المتحدة الاسلامية -ان شاء الله- والتسمية ليست مهمة، المهم هو الوحدة التي امر الله تعالى بها فاسم الخلافة شوهه الامريكان وحلفائهم بواسطة جهلة متحمسين وربما بينهم عملاء اساءوا الي الخلافة بتصرفات واعمال كان مدبرها ومحركها من وراء الستار هم اعداء الامة ليشوهوا مفهوم الخلافة الاسلامية التي ستعود ان شاء الله.
والوحدة بين العرب هم -أي دول الاحتلال- من كان وراءها بعد ان شجعوا عبد الناصر عليها ليفشلوها بعد مدة قصيرة ليبينوا لامة العرب ان الوحدة مستحيلة وعليهم دوام الركوع والسجود لسايكس بيكو وحدودها التي فرقت الامة وخالفت امر الله تعالى وفي هذا القرن حاول الزعيم اردوغان مع اخيه مهاتير محمد بالاتفاق مع باكستان واندونسيا وهم يمثلون اكبر الدول الاسلامية البدء في الخطوات الاولى التدريجية في الوحدة ابتداءً بالوحدة العسكريه الا ان امريكا ومعها كل اعداء الاسلام سعوا جاهدين الى اسقاط هذا المشروع الخطير فاوعزوا الى عملائهم المجرمين في الامارات وارض الحرمين بتهديد باكستان واندونسيا بالذات لطرد جميع العاملين على اراضيهم والاستحواذ على اموالهم وقطع العلاقات الدبلوماسيه بينهم بل قدموا انذاك المليارات من اموال الامة لهم حتى لا يحضروا هذا المؤتمر فما كان على الباكستان واندونسيا الا الاعتذار عن المشاركة في مؤتمر الوحده حفاظا على شعوبهم وهكذا يتبين الخطر الاساسي والاوحد لكل مسلم ومسلمة والله اكبر ولله الحمد..